«جبهة النصرة» تستعد للخروج بشكل كامل من مخيم اليرموك

قائد فصيل عسكري: في الانسحاب مصلحة لجبهة الشمال المحتدمة في حلب

آثار اشتباكات عنيفة بين تنظيم داعش و«جبهة النصرة» في مخيم اليرموك أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الطرفين في مارس الماضي
آثار اشتباكات عنيفة بين تنظيم داعش و«جبهة النصرة» في مخيم اليرموك أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الطرفين في مارس الماضي
TT

«جبهة النصرة» تستعد للخروج بشكل كامل من مخيم اليرموك

آثار اشتباكات عنيفة بين تنظيم داعش و«جبهة النصرة» في مخيم اليرموك أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الطرفين في مارس الماضي
آثار اشتباكات عنيفة بين تنظيم داعش و«جبهة النصرة» في مخيم اليرموك أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الطرفين في مارس الماضي

تشير كل المعلومات الواردة من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع على أطراف العاصمة السورية دمشق إلى توجه «جبهة النصرة» للانسحاب بشكل كامل من المخيم بعد بسط تنظيم «داعش» سيطرته على القسم الأكبر منه، وفك عدد من الكتائب المسلحة، وآخرها «حركة أبناء مخيم اليرموك»، تحالفها مع «الجبهة» وإعلان تنسيقها مع التنظيم.
وتقول مصادر مطلعة على الوضع داخل اليرموك إن «(جبهة النصرة) تسعى بالفعل لترتيب خروجها باتجاه إدلب بعدما ضاق عليها الوضع في المخيم، وبالتحديد بعد وقوع انشقاقات لمجموعات من داخلها»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «رغبة (النصرة) في مكان وإمكانية تحققها في مكان آخر، نظرا للتعقيدات المحيطة بالملف وعدم صدور أي موقف رسمي عن النظام السوري متجاوب مع هذا التوجه». وبحسب المدير التنفيذي لمجموعة «العمل من أجل فلسطينيي سوريا» أحمد حسين، فإن التوصل لاتفاق على خروج «النصرة» من المخيم «أمر وارد في ظل حالة الضعف والتشرذم التي تعاني منها فصائل المعارضة في المنطقة، خصوصًا أن (الجبهة) خسرت قسما كبيرا من مقاتليها بعد انقلاب تنظيم (داعش) عليها وتحوله من موقع الحليف إلى العدو»، مشيرا إلى أن «ذلك ترافق مع انشقاق (جبهة الأنصار) عنها، مما جعل خياراتها في البقاء داخل المخيم محدودة جدًا نظرا لقلة عدد مقاتليها ووجود حالة استنزاف داخلي جراء الاشتباك المستمر مع (داعش)». وقال حسين لـ«الشرق الأوسط» إن «خروج المقاتلين باتجاه إدلب كان مطروحًا لعناصر (داعش) سابقًا، إلا أن قوة (جبهة النصرة) في ذلك الوقت ووجودها داخل المخيم حال دون إتمام الاتفاق». وأضاف: «أما الآن، وإذا ربطنا الخيوط بعضها ببعض، يصبح من المنطقي جدًا التفكير في أن ما يجري هو تفريغ ممنهج للمخيم من القوى المساندة للمعارضة لإتمام مصالحات داخله أسوة بالمناطق المجاورة وتسليمه إلى فصائل معتدلة، أو ربما اقتحام المنطقة وإعادة ضمها إلى مناطق النظام ونقل حائط الصد إلى حدود الحجر الأسود أو ما يليه».
واحتدمت الاشتباكات بين تنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش» في 6 أبريل (نيسان) 2016 إثر قرار الأخير مهاجمة مواقع «النصرة»، علما بأن «داعش» كان قد هاجم في 1 أبريل 2015 مخيم اليرموك الذي دخله من حي الحجر الأسود المجاور، بتنسيق مع (جبهة النصرة)، وتمكن من السيطرة على 70 في المائة من المخيم قبل أن ينسحب إلى الأحياء الجنوبية منه. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي تعطل تنفيذ اتفاق برعاية الأمم المتحدة لتوفير ممر آمن لأكثر من ألفي مقاتل من تنظيمي «داعش» و«النصرة»، بعد مقتل زهران علوش قائد «جيش الإسلام»، التابع للمعارضة السورية المسلحة.
وقالت وكالة «آرا نيوز» إن «جبهة النصرة» بدأت بتنفيذ المرحلة التنفيذية للهدنة التي تم توقيعها سابقًا مع قوات النظام، والتي تقضي بخروجها مع من يريد من المدنيين من مخيم اليرموك جنوب دمشق. ونقلت عن مصادر معنية أن الجبهة بدأت بتسجيل أسماء الراغبين بالخروج من المخيم سواء من المدنيين أو العسكريين بمن فيهم أصحاب الأمراض المزمنة والإصابات الحرجة، لتقديمها لقوات النظام ليصار إلى خروجهم عبر أحد المعابر الإنسانية في المنطقة باتجاه إدلب شمال غربي سوريا.
وأشار أبو عمر الإدلبي، قائد قطاع سرمدا في «حركة أحرار الشام» إلى أن «العملية كانت قيد الدارسة بعد عدة لقاءات بين مندوبين للنظام ومندوبي الجبهة الذين أكدوا أن العملية ستتم بعد تقديم ضمانات من قبل النظام»، معتبرا أن «انسحاب عناصر (النصرة) هو لمصلحة المنطقة الشمالية التي تعاني من احتدام المعارك وفقدان السيطرة على عدة مناطق وقطع شريان حلب الرئيسي وهو طريق الكاستيلو». وأوضح الإدلبي أن «مخيم اليرموك منطقة بعيدة عن مناطق نفوذ (جبهة النصرة) وهو محاصر، وبالتالي البقاء فيه هو حكم على عناصر (الجبهة) وعائلاتهم بالموت والحصار، وبإذن الله هؤلاء العناصر سيكون لهم دور في معارك الشمال وتوسيع رقعة نفوذ (الجبهة)».
من جهتها، أعلنت «حركة أبناء مخيم اليرموك» وجناحها العسكري، «كتائب البراق» انسحابها من القتال مع «جبهة النصرة» في منطقة الريجة في مخيم اليرموك بدمشق، وتنسيقها مع تنظيم «داعش» داخل المخيم، واتهمت «النصرة» بـ«سوء التعامل مع المدنيين واغتيال الناشط الإغاثي بهاء الأمين».
وأفاد بيان للحركة، نشرته في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي مطلع الأسبوع، بأن قرار الانسحاب من منطقة الريجة «جاء على خلفية معارضتها للتفاوض الحاصل بين النظام و(جبهة النصرة)، الذي يقضي بخروجها من المنطقة وإفراغها من المقاتلين والسلاح، وتركها إلى مصير مجهول». وأوضحت الحركة أنها تواصلت مع تنظيم «داعش» عبر وسيط من أجل الانسحاب من منطقة الريجة، وقد تم الاتفاق على عدم دخول التنظيم إلى القطاع الذي يرابط فيه عناصر الحركة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.