أزمة الغذاء والمواد الأساسية تجتاح فنزويلا

أكثر من 35 ألف مواطن يعبرون إلى الجارة كولومبيا لشراء الأطعمة والأدوية

الفنزويليون قاموا بشراء المواد الغذائية والدواء بشراهة من الجانب الكولومبي (رويترز)  -  صورة لشرطي كولومبي يتحدث لمواطنين فنزويليين أثناء عبورهم لشراء السلع الأساسية من كولومبيا (أ.ف.ب)
الفنزويليون قاموا بشراء المواد الغذائية والدواء بشراهة من الجانب الكولومبي (رويترز) - صورة لشرطي كولومبي يتحدث لمواطنين فنزويليين أثناء عبورهم لشراء السلع الأساسية من كولومبيا (أ.ف.ب)
TT

أزمة الغذاء والمواد الأساسية تجتاح فنزويلا

الفنزويليون قاموا بشراء المواد الغذائية والدواء بشراهة من الجانب الكولومبي (رويترز)  -  صورة لشرطي كولومبي يتحدث لمواطنين فنزويليين أثناء عبورهم لشراء السلع الأساسية من كولومبيا (أ.ف.ب)
الفنزويليون قاموا بشراء المواد الغذائية والدواء بشراهة من الجانب الكولومبي (رويترز) - صورة لشرطي كولومبي يتحدث لمواطنين فنزويليين أثناء عبورهم لشراء السلع الأساسية من كولومبيا (أ.ف.ب)

وسط أزمة سياسة واقتصادية طاحنة تعاني منها فنزويلا بسبب نقص الغذاء والاحتياجات الأساسية من السلع فتحت الحدود بين فنزويلا وكولومبيا، للمرة الأولى منذ 11 شهرا، وعبر أكثر من 35 آلاف فنزويلي إلى «كولومبيا» الدولة المجاورة لشراء سلع أساسية مثل الطحين والبن والزيت والدواء وسط صعوبة شديدة في توفير هذه المنتجات في فنزويلا بسبب نقص الموارد المالية لانخفاض أسعار البترول والذي تعتمد فنزويلا عليه كمصدر رئيسي للدخل وبسبب السياسات الحكومية الخاطئة.
المشهد تجسد في قيام الفنزويليين بشراء حوائجهم من السلع غير المتوفرة في بلادهم من مدينة كوكوتا الكولومبية، حسبما أفادت صحيفة «إل تيمبو».
وقال ويليام فياميزار حاكم إقليم «نورتي دي سانتاندير» الكولومبي وعاصمته كوكوتا: «لم نتوقع أن يمر أكثر من 10 آلاف شخص عبر الجسر الحدودي». وأضاف فياميزار، الذي قدر عدد الفنزويليين الذين وصلوا إلى كوكوتا بـ35 ألف شخص، أن تدفق الفنزويليين يظهر أنه لا بد من فتح الحدود فورا.
وقدر مدير هيئة الحدود الكولومبية، فيكتور باوتيستا، أن الآلاف من مواطني دولة فنزويلا وصلوا إلى كوكوتا الكولومبية.
يذكر أن نحو 500 امرأة فنزويلية من أصحاب حملة «نساء بالثياب البيضاء» وصلن إلى كولومبيا سابقا وقبل عبور هذه الآلاف وذلك لطلب الإذن من السلطات الكولومبية بفتح الحدود حتى يتسنى للفنزويليين شراء الغذاء وما يحتاجون إليه من سلع أساسية وسط شح غير مسبوق في هذه السلع في فنزويلا. وكانت النساء وصلن كولومبيا يوم الثلاثاء الماضي عبر الحدود الشمالية الشرقية.
وصرح خوسيه جريجوريو بيلما مورا حاكم ولاية تاتشيرا الفنزويلية الحدودية بأن الحكومة سمحت بفتح الحدود لمدة 12 ساعة يوم الأحد لمنع المزيد من الخروقات غير المشروعة للحدود، التي رغبت المعارضة في تنظيمها. ودفعت السلطات الكولومبية بنحو ألف من عناصر الشرطة والجمارك وذلك لتأمين عملية الدخول بشكل منظم دون حدوث أي خروقات.
وذكرت صحيفة «التيمبو» الكولومبية أن الحشود التي دخلت من الجانب الفنزويلي كانت ترفع عبارات شكر لكولومبيا واعتزاز لفتح الحدود وتمكين الفنزويليين من شراء احتياجاتهم.
وقال أحد التجار في الجانب الكولومبي إن عمليات البيع كانت غير مسبوقة لدرجة أن المتاجر باعت بنسبة 190 في المائة وقام الفنزويليون بإفراغ المتاجر الكولومبية من كل البضائع وحملها إلى الجانب الفنزويلي وكانت عمليات الشراء تتم بشراهة لدرجة أن هناك من كان لا يصدق عينه من الفنزوليين من رؤية البضائع وكثرتها نسبة إلى النقص التي تشهده فنزويلا.
هذا وقررت الحكومة الكولومبية الاجتماع مع نظرائهم الفنزوليين لبحث هذه الأزمة خلال الأيام القادمة وسط غياب للرؤية حول متى ستفتح الحدود مرة أخرى من جديد لتلبية احتياجات البلد الجار الذي لا يبدو في الأفق أي حل سريع لحل أزماته الاقتصادية والسياسية في الوقت الحالي.
يذكر أن حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أغلقت حدودها مع كولومبيا في أغسطس (آب) الماضي لوقف التهريب والاختراقات من قبل أفراد الجماعات الكولومبية شبه العسكرية.
يذكر أن فنزويلا غارقة في أزمة اقتصادية آخذة في التفاقم، حيث ارتفعت أسعار الفائدة بشكل سريع، وأصبح هناك غياب للعملة الصعبة من الأسواق وشح في البضائع وتركت المستشفيات دون الأدوية.
وفي الأسابيع الأخيرة اشتبك محتجون يطالبون بالحصول على الغذاء مع السلطات في عدة مدن في احتجاجات وأعمال نهب اتخذت مسارا دمويا في أغلب الأحيان.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.