جرائم الحوثيين بحق المواطنين في صعدة وعمران.. واستمرار حصار تعز

اندلاع مواجهات شرق مديرية ذباب

رعب تزرعه ميليشيات الحوثي وصالح حتى في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات في عمران وصعدة (أ.ب)
رعب تزرعه ميليشيات الحوثي وصالح حتى في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات في عمران وصعدة (أ.ب)
TT

جرائم الحوثيين بحق المواطنين في صعدة وعمران.. واستمرار حصار تعز

رعب تزرعه ميليشيات الحوثي وصالح حتى في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات في عمران وصعدة (أ.ب)
رعب تزرعه ميليشيات الحوثي وصالح حتى في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات في عمران وصعدة (أ.ب)

كشفت مصادر عسكرية في قوات الشرعية عن ارتكاب ميليشيات الحوثي والمخلوع جرائم بحق المواطنين في صعدة وعمران، وهي مناطق تقع في الأساس تحت سيطرتهم، وذلك في أعقاب أحاديث لمواطنين نأوا بنفسهم عن تأييد الميليشيا.
وقالت المصادر إن الحوثيين اختطفوا خمسة من أعيان عمران، نظير عدم ترديدهم عبارات في مناسبة اجتماعية، مما أثار التساؤل في تلك المناطق عن الحالة المتوترة التي تشهدها قيادات الانقلاب هذه الأيام.
إلى ذلك، أدان رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر التصرف الذي تعرض له أعضاء المجلس العسكري والمقاومة الشعبية لمحافظة تعز في مدينة عدن، والذي وصفه بأنه «تصرف غير مسؤول».
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) قول رئيس الوزراء، خلال اتصاله الهاتفي مع قائد محور تعز العميد يوسف الشراجي، إن قيام «مجموعة غير مسؤولة خارجة عن النظام والقانون بتصرفات مسيئة تجاه قادة المقاومة والمجلس العسكري بتعز، لقي استنكارًا واسعًا من جميع المكونات السياسية والمقاومة في عدن ولحج وأبين والضالع، الذين ينظرون إلى أبناء المقاومة في تعز كرفاق سلاح في مواجهة الميليشيا الانقلابية».
ومن جانبه، عبر العميد الشراجي، نيابة عن قادة المقاومة والمجلس العسكري بتعز، عن شكرهم لرئيس الوزراء واهتمامه، ومتابعته لتلك الأحداث حتى زوالها.
كما أدان مجلس تنسيق المقاومة الشعبية في تعز قيام أطقم ومجاميع مسلحة في مدينة عدن بمحاصرة قادة المقاومة والجيش الوطني بمحافظة تعز في فندق دار التوحيد بعدن في أثناء إقامتهم، بعد أن تم استدعاءهم لمقابلة رئيس الوزراء وقيادة التحالف العربي بعدن.
وقال المجلس في بيان إدانته، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «مجلس تنسيق المقاومة بتعز وهو يدين هذا العمل يحمل التحالف والحكومة والسلطة المحلية بعدن سلامة قادة المقاومة والجيش الذين حضروا إلى عدن لمناقشة قضية تحرير تعز مع شركاء المعركة، وبدلا من المضي في مناقشة عملية التحرير، قوبلوا بهذه الطريقة غير المفهومة والمريبة، بما يلقي ظلالا قاتمة على نيات البعض، ويكشف جوانب تعثر تحرير اليمن بشكل عام وتعز بشكل خاص».
وأضافوا «وهنا، نتوجه إلى قيادة دول التحالف والمملكة العربية السعودية التي تقود التحالف بضرورة إعادة النظر بما يجري في الميدان، وتلافي الأخطاء والخطايا التي تربك عملية التحرير، وتؤدي إلى التعثر وخسارة فرص التحرير بما يصاحبها من خسارات في صفوف التحالف ومكاسب مجانية لقوى الانقلاب».
ومن جانبهم، نفت قوات الحزام الأمني بمحافظة عدن وقوفها وراء اقتحام الفندق الذي كانت تقيم فيه قيادات مقاومة تعز، وقالت في بيان لها، بحسب ما نقلته وكالة «سبأ» للأنباء، إن «قيادات المقاومة في تعز مرت من جميع النقاط الأمنية إلى عدن دون أن يتم اعتراضهم، لكن هناك بعض الأطراف التي لها أهداف خبيثة، منها الإساءة لقوات الحزام الأمني، وإنها تنفي أن تكون تلك الجماعة التي حققت مع قادة المقاومة في تعز».
وأضافت أن «قوات الحزام الأمني ليس لها أي علاقة بمن اعتدى على فندق التوحيد، وأنه سيتم معاقبة من يعتدي على الناس، وسيضرب بيد من حديد ضعاف الأنفس الذين يعتدون على قيادة المقاومة في تعز وغيرها».
وبدورها، أكدت قيادة السلطة المحلية في تعز على الأدوار الأخوية التي يقوم بها الأخوة في قيادة التحالف العربي، وتفانيهم في مساندة الشرعية وتقديم الدعم للجيش الوطني والمقاومة، وحذرت من الانسياق وراء الأعمال الكيدية التي تخدم الانقلابيين بدرجة رئيسية.
وقالت السلطة المحلية، في بيان لها حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنها «تتابع برئاسة المحافظ علي المعمري الحدث المؤسف والمدان الذي حصل اليوم لقيادة الجيش الوطني والجبهات العسكرية ومقاومة تعز الموجودة في مدينة عدن، والملابسات التي رافقت الحدث، وهي تشدد على الاحترام المبدئي للجيش والمقاومة، وإنها نتيجة لذلك قامت بالتواصل مع الأخ رئيس الجمهورية ونائب الرئيس ورئيس الحكومة، وتؤكد أن ما حدث خطأ مدان ومرفوض من قبل الجميع، سواء في قيادة السلطة المحلية في عدن، أو من الإخوة في قيادة التحالف العربي، وهو لا يخرج عن كونه محاولة يائسة لضرب العصا بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بتعز وإخوتهم في الأجهزة الأمنية بعدن وقيادة قوات التحالف العربي».
وشددت السلطة المحلية في تعز على القول إنهم جميعا في معركة واحدة ضد الانقلاب المدعوم من إيران، وإن أي أعمال منفلتة لا يمكن أن نسمح لها بتوتير الأجواء وشق الصف ومحاولة الانصراف عن المعركة الأساسية المتمثلة بدحر الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية المختطفة، وبهذا ينبغي التعامل بحذر مع هذه التصرفات باعتبارها تصرفات فردية تحاول الاصطياد في المياه العكرة، كما تشدد على ضرورة تفويت الفرصة على الخصوم لتفكيك الصف بما يخدم مشروع الانقلاب ويطيل من عمره.
إضافة إلى ذلك، تتواصل المواجهات العنيفة في مختلف جبهات القتال الشمالية والغربية في تعز بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح من جهة أخرى.
وشنت الميليشيات الانقلابية هجومها العنيف على مواقع قوات الشرعية في معسكر اللواء 35 في المطار القديم وجبهات الضباب ووادي الزنوج وعصيفرة، في غرب وشمال المدينة، وتمكنت القوات من كسر الهجوم ودحر المتمردين وتكبيدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وتحاول الميليشيات الانقلابية اختراق مواقع الجيش الشعبية والمقاومة والتسلل إلى المواقع، في حين تواصل قصفها على عدد من الأحياء، وسط مدينة تعز، والأحياء المجاورة لقلعة القاهرة.
وفي القرب من باب المندب، إحدى مديريات محافظة تعز الواقعة في إطار الجزء الجنوبي الغربي للمحافظة، اندلعت مواجهات بين الشرعية والانقلابيين، وقال مصدر في المقاومة الشعبية في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «المواجهات تتواصل بين قوات الجيش الوطني المسنود من عناصر المقاومة الشعبية من جهة، والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى، في موقع قريب من منطقة باب المندب، وإن المواجهات تركزت في موقع كهوب التابع لمديرية المضاربة، فيما قصفت الميليشيات الانقلابية مواقعَ تابعة للجيش والمقاومة في مناطق تربط لحج بمحافظة تعز».
وأضاف أن الميليشيات الانقلابية «تتمركز في موقع كهبوب وجبال العمرية، شرق مديرية ذوباب، بالإضافة إلى مواقعهم في معسكر العمري وسط منطقة باب المندب».
وعلى الجانب الإنساني، وبينما تواصل الميليشيات الانقلابية تشديد حصارها المطبق منذ أكثر من عشرة أشهر على مدينة تعز، من خلال حصارها على جميع منافذ المدينة، لتمنع بذلك دخول المواد الغذائية والطبية والدوائية ومياه الشرب والمشتقات النفطية وأسطوانات الأكسجين، وبما في ذلك المواد الإغاثية، نفذ مكتب ائتلاف الإغاثة الإنسانية – تعز، بمحافظة عدن، مشروع نقل مساعدات إغاثية لنازحي مديرية القبيطة، جنوب تعز، بتمويل تكاليف النقل من منظمة «جي آي زي» الألمانية.
وبلغ عدد المستفيدين من المساعدات الموزعة 200 أسرة نازحة، شملت مساعدات غذائية مقدمة من مؤسسة «وقف الواقفين»، عبر المركز اليمني للعدالة الانتقالية.
وقال مدير مكتب الائتلاف بمحافظة عدن، الدكتور سعيد عبد الرزاق، إن «هذا المشروع يعد استمرارا لمشاريع إغاثية يقدمها الائتلاف لنازحي الحرب في تعز، ونفذ المكتب خلال الأيام الأخيرة الماضية مشاريع إغاثية استهدف من خلالها أبناء مدينة تعز الموجودين في محافظة عدن، جنوب البلاد».
جدير بالذكر أن منظمة «giz» الألمانية تتكفل بنقل الكثير من الحملات الإغاثية لمحافظة تعز، عبر مكتب الائتلاف في عدن، ضمن برامجها «النقد مقابل العمل» للحد من البطالة وتشغيل الأيدي العاملة، ويعد هذا المشروع أحد مشاريع الإغاثة العاجلة التي ينفذها ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز للنازحين والمتضررين في مديريات المحافظة جراء الحرب التي فرضت عليها منذ ما يزيد عن 14 شهرا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.