النوبات القلبية.. أعراض ونتائج متباينة بين الجنسين

الرجال يصابون بها في عمر أقل.. ومعدلات النجاة منها تتدنى لدى النساء

النوبات القلبية.. أعراض ونتائج متباينة بين الجنسين
TT

النوبات القلبية.. أعراض ونتائج متباينة بين الجنسين

النوبات القلبية.. أعراض ونتائج متباينة بين الجنسين

يصاب الرجال بالنوبات القلبية في عمر أصغر من النساء، ومع ذلك تكون معدلات النجاة منها بين النساء أقل عنها في الرجال، فأين يكمن السبب؟
تخيل أن شخصًا ما على وشك الإصابة بنوبة قلبية، إنك ترى أمامك صورة رجل يقبض راحة يده على صدره من شدة الألم، وهذا أمر مفهوم. وفي الأعمار الأصغر، يواجه الرجال خطرا أكبر بخصوص الإصابة بأمراض القلب، مقارنة بالنساء.
وتشير الإحصاءات إلى أن النوبة القلبية الأولى - وهي أكثر دلائل الإصابة بمرض في القلب شيوعًا - تضرب الرجال في المتوسط في سن الـ65. في المقابل، نجد أن متوسط عمر التعرض لأول نوبة قلبية لدى النساء في سن 72 عامًا.
* أمراض القلب
ومع هذا، تكون أمراض القلب مسؤولة عن وفاة واحدة من كل 3 وفيات من كلا الجنسين، وتبقى السبب الأول للوفاة بين النساء والرجال على حد سواء. وتكشف الأرقام أنه منذ عام 1984 توفيت أعداد أكبر من النساء عن الرجال سنويًا بسبب أمراض القلب، وإن كان هذا يعود في جزء منه إلى أن النساء يعشن لفترة أطول عن الرجال.
وحتى الآن، من غير الواضح تمامًا السبب وراء تعرض أعداد أكبر من الرجال عن النساء لأزمات قلبية في منتصف العمر، إلا أن أحد الأسباب وراء ذلك قد يكمن في المعدلات الأعلى تاريخيًا من العادات غير الصحية، مثل التدخين والضغط العصبي. بالنسبة للنساء، يبدو أن مخاطرة التعرض لنوبة قلبية تزداد بعد انقطاع الحيض.
ويعتقد خبراء أن الهرمونات الطبيعية لدى النساء الأصغر سنًا ربما تلعب دورًا وقائيًا.
ورغم التقدم الكبير الذي جرى إحرازه على مدار العقد الماضي فيما يتعلق بتعزيز الوعي بخصوص أمراض القلب بين النساء، لا تزال أمراض القلب مفتقرة إلى الاهتمام الذي تستحقه كواحدة من أكبر أسباب الوفيات بين النساء، حسبما أوضحت د. ميشيل أودونوي، اختصاصية أمراض القلب لدى مستشفى بريغهام، والنسائية التابعة لجامعة هارفارد. وأضافت: «نحن بحجة لضمان إدراك النساء لمؤشرات وأعراض الإصابة بنوبة قلبية، والعمل على هذا الأساس».
* أعراض متباينة
تشير بعض الدراسات إلى أنه أثناء التعرض لنوبة قلبية، فإن النساء أكثر احتمالاً لأن يلاحظن أعراضا تختلف من سيدة لأخرى، مثل الشعور بالغثيان والدوار والإرهاق. إلا أن دراسات أخرى توصلت إلى أنه بغض النظر عن الجنس، عادة ما تكون أعراض الإصابة بنوبة قلبية متشابهة أكثر عن كونها متباينة، حسبما ذكرت أودونوي.
وأضافت: «أعتقد أن النساء يملن إلى تجاهل حتى الأعراض المألوفة للنوبات القلبية، مثل آلام الصدر والضغط». أيضًا، تميل النساء للتقليل من أهمية الأعراض التي يتعرضن لها ويتأخرن في استشارة الطبيب.
وفي الواقع، توصلت دراسة معنية بالنوبات القلبية، ركزت على إلى أي مدى ينتظر الأفراد قبل أن يسعوا لتلقي علاج من نوبات قلبية، إلى أن متوسط فترة الانتظار بلغ قرابة 54 ساعة للنساء، مقارنة بـ16 ساعة فقط للرجال. وتشير الأدلة الشفهية إلى أن الرجال غالبًا ما يقولون إن زوجاتهم يحثونهم على الذهاب لمستشفيات الطوارئ لدى شعورهم بألم في الصدر.
* تباين العلاج ومعدلات النجاة
صدرت أول دراسة علمية عن النساء وأمراض القلب في 23 فبراير (شباط) 2016، بدورية «سيركيوليشن»، وسلطت الضوء على تباينات أخرى بين الرجال والنساء. وحتى بعد وضع عامل السن في الاعتبار، وجدت الدراسة أنه في غضون العام الأول على أول نوبة قلبية، جاءت معدلات النجاة بين النساء أقل عنها في الرجال. وفي غضون 5 سنوات، تتوفى 47 في المائة من النساء، أو يتعرضن لسكتة قلبية، أو يعانين من سكتة دماغية، مقارنة بـ36 في المائة من الرجال.
وسلطت دراسة حديثة، أجريت على ما يقرب من 50 ألف شخص تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، ممن جرى علاجهم داخل المستشفيات بسبب التعرض لأمراض بالقلب (غالبًا نوبة قلبية) الضوء على سبب محتمل. كان الباحثون القائمون على الدراسة قد جمعوا بيانات حول النصائح والعلاجات التي تلقاها الأفراد داخل المستشفيات، وخلصوا إلى أنه مقارنة بالرجال، فإن النساء أقل احتمالاً لأن يحصلن على عقاقير مفيدة، مثل الأسبرين والعقاقير التي تقلل نسبة الكوليسترول، أو أن يتلقين نصائح حول الإقلاع عن التدخين.
بوجه عام، عادة ما تكون النساء أكبر سنًا ويعانين من مشكلات صحية أكبر، عندما يصبن بأمراض في القلب، ويعتقد خبراء أن هذه التباينات قد تكون واحدة من الأسباب وراء الفجوة بين الرجال والنساء فيما يخص معدلات النجاة من النوبات القلبية. إلا أنه تبعًا للقائمين على الدراسة، فإن توفير رعاية صحية رفيعة المستوى بالمستشفى يمكن أن يقلص التباينات في معدلات الوفاة. إلا أن الدراسة كشفت كذلك أن النساء أقل احتمالاً لأن يلتزمن بتناول العقاقير التي وصفها لهن الطبيب، وتجري دراسات حاليًا لمحاولة التعرف على أسباب ذلك.
* بوادر النوبة القلبية
- ثق بحدسك. النصيحة التي نوجهها للجميع (خاصة النساء) أن عليك الثقة بحدسك لدى اعتقادك أنك تعاني نوبة قلبية. وعليك المسارعة في هذه اللحظة لطلب خدمة الطوارئ كي يفحصك طبيب. إذا انتهى بك الحال داخل مستشفى، عليك التأكد من حصولك على جميع العقاقير والنصائح اللازمة لإبقاء قلبك بحالة صحية قدر الإمكان.
- هل هذه نوبة قلبية؟ من الأمور بالغة الأهمية معرفة المؤشرات المألوفة وغير المألوفة للأزمات القلبية. ومن بين أكثر الأعراض شيوعًا للأزمات القلبية حدوث ألم في وسط الصدر تمتد آثاره نحو الرقبة أو الفك أو الذراع اليسرى، لكن هذا لا يحدث دومًا. ويعاني بعض الأفراد من أعراض غير مألوفة، والتي ربما تكون معدلات حدوثها أكبر بين النساء، والأفراد الأكبر سنًا.
تعزيز الوعي بأمراض القلب بين النساء. عام 1997 لم ينجح سوى نحو 30 في المائة فقط من النساء في التعرف على السبب الأول لوفاة السيدات، وهو أمراض القلب. ولكن بحلول عام 2012 ارتفعت هذه النسبة للضعف تقريبًا، حيث وصلت إلى 56 في المائة. ويشير الاحتمال الأكبر إلى أن الفضل الأكبر في ذلك يعود إلى حملة «غو رد فور ويمين Go Red For Women» التي أطلقتها «جمعية القلب الأميركية» عام 2003. ومع ذلك، لا يزال كثير من السيدات - خاصة الأصغر سنًا والمنتميات إلى الأقليات - لا يدركن خطورة أمراض القلب، والتي تحصد أرواح أعداد أكبر من النساء سنويًا عن جميع أنماط السرطان مجتمعة.
* «رسالة هارفارد للقلب» - خدمات «تريبيون ميديا»



اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)
هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)
TT

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)
هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

ووفقاً لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد أصدرت الحكومة تعليمات إلى وزارة الصحة في كوينزلاند ببدء تحقيق فيما يوصف بأنه «خرق تاريخي كبير لبروتوكولات الأمن البيولوجي».

وأفادت بأن هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة - بما في ذلك فيروسات: هندرا وليسا وهانتا - اختفت من مختبر علم الفيروسات للصحة العامة في كوينزلاند في أغسطس (آب) 2023.

وهيندرا هو فيروس حيواني المنشأ (ينتقل من الحيوان إلى الإنسان) تم العثور عليه في أستراليا فقط، في حين أن فيروس هانتا هو عائلة من الفيروسات التي يمكن أن تؤدي إلى مرض خطير ووفاة، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، في حين أن ليسا هو فيروس يمكن أن يسبب داء الكلب.

ويقول خبراء الصحة إن هذه الفيروسات الثلاثة يمكن أن يكون لها معدلات وفيات عالية جداً لدى البشر، لكنها لا تنتقل بسهولة من شخص لآخر.

وقالت حكومة كوينزلاند إنه من غير المعروف ما إذا كانت العينات المختفية قد سُرقت أو دمرت.

ومن جهته، قال وزير الصحة تيموثي نيكولز، في بيان: «مع مثل هذا الانتهاك الخطير لبروتوكولات الأمن البيولوجي وعينات الفيروسات المعدية المفقودة، يجب على وزارة الصحة في كوينزلاند التحقيق فيما حدث وكيفية منع حدوثه مرة أخرى».

وأضاف أن التحقيق سيشمل فحص السياسات والإجراءات الحالية المعمول بها اليوم في المختبر وسلوك الموظفين.