رمضان ثالث ومواطنو إقليم كردستان يعيشون أوضاعًا معيشية صعبة في ظل الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الحكومة العراقية على الإقليم منذ أكثر من عامين، إلى جانب انخفاض أسعار النفط والحرب ضد تنظيم داعش ووجود نحو مليوني نازح ولاجئ على أراضي الإقليم، كل هذه العوامل تسببت في أزمة اقتصادية كبيرة في الإقليم. بينما يؤكد أصحاب المحال التجارية الخاصة ببيع المواد الغذائية أن المواطن مضطر إلى بيع ما يوجد في بيته من مقتنيات ليوفر الطعام له ولعائلته.
وقال الحاج أحمد، صاحب محل لبيع المواد الغذائية بالجملة في سوق أربيل لـ«الشرق الأوسط»: «هناك انخفاض في مستوى إقبال المواطنين على السوق هذا الرمضان، بسبب استمرار الأزمة الاقتصادية، لكن رغم أن المواطن مضطر لشراء المواد الغذائية فإنها حاجات يومية لا يمكن الاستغناء عنها، لذا يضطر إلى أن يستلف المال من أهله أو أن يبيع إحدى حاجاته المنزلية لتوفير ما يحتاجه في هذا الشهر، فالمواطنون في كردستان يحبون رمضان وأجواءه».
وأشار أحمد إلى أن أصحاب المحلات التجارية يراعون المستوى المعيشي للمواطنين، وأضاف بالقول: «أسعارنا مناسبة جدًا لأننا نبيع بالجملة، لكن مع هذا فنحن نراعي الجميع في السعر خصوصًا الموظفين والمعلمين».
أما المواطن جبار حمد، فيدعو التجار وأصحاب المحلات التجارية إلى عدم رفع الأسعار في رمضان، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أنا اليوم في السوق لتكملة ما نحتاجه في شهر رمضان، من هنا أطلب من أصحاب المحلات عمل تخفيضات على أسعارهم وعدم رفعها بسبب هذا الشهر، وفي الوقت ذاته أطلب من المجتمع الدولي الضغط على بغداد لرفع الحصار عن إقليم كردستان وإرسال مستحقات الإقليم من الميزانية الاتحادية، وأطلب من دول العالم مد يد العون لكردستان فهي تحتضن نحو مليوني نازح ولاجئ، وتخوض حربًا دولية ضد الإرهاب».
وإلى ذلك تمتاز مدن إقليم كردستان بأجواء رمضانية مميزة، خصوصًا في الليل، فليالي رمضان في كردستان تزينها الألعاب الشعبية التي غالبًا ما تمارس في هذا الشهر بين فرق المناطق والمدن كلعبة الصينية والقبعات، وألعاب شعبية أخرى، إلى جانب زيارات الأهل والأصدقاء والجلوس لتبادل أطراف الحديث حتى وقت السحور، بينما تتزين المجمعات التجارية الكبيرة بالفوانيس الرمضانية.
من جهتها، بينت المواطنة سولاف شيركو، المعلمة في إحدى مدارس مدينة أربيل: «هذا رمضان ثالث ونحن نعاني فيه بسبب بغداد وسياسات الحكومة العراقية، الرواتب انخفضت وتتأخر، والأسواق تشهد ارتفاعًا في الأسعار، وما كنا ندخره من أموال انتهت خلال العامين الماضيين، الآن بدأنا ببيع حاجات منزلنا وجواهرنا شيئًا فشيئًا كي نغطي الاحتياجات المنزلية».
في غضون ذلك قال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، فرحان جوهر، لـ«الشرق الأوسط»: «لم يبق لنا أي أمل ببغداد وحل المشكلات الاقتصادية معها. نحن الآن في إقليم كردستان نعتمد على إيراداتنا الداخلية ونعمل على تنمية القطاع الزراعي، وننتظر أن ترتفع أسعار النفط، ونعتمد في الوقت ذاته على برنامج الإصلاح الذي أعلنته حكومة إقليم كردستان لاجتياز الأزمة الاقتصادية».
إقليم كردستان يستقبل رمضان في ظل الحصار الاقتصادي
انخفاض في إقبال المواطنين على السوق لشراء المواد الغذائية
إقليم كردستان يستقبل رمضان في ظل الحصار الاقتصادي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة