حزب الله اللبناني يتبنى صيغة حكومية اقترحها بري وأيدها جنبلاط.. و«14 آذار» تتحفظ

الرئيس المكلف يستأنف مشاوراته مع الفرقاء في الأيام المقبلة

نبيه بري و وليد جنبلاط
نبيه بري و وليد جنبلاط
TT

حزب الله اللبناني يتبنى صيغة حكومية اقترحها بري وأيدها جنبلاط.. و«14 آذار» تتحفظ

نبيه بري و وليد جنبلاط
نبيه بري و وليد جنبلاط

جدد حزب الله أمس التأكيد على أنه لا يمكن لأي تشكيلة حكومية جديدة «تتجاوز المقاومة» أن تبصر النور في لبنان، في وقت توقفت فيه المشاورات التي يجريها رئيس الحكومة المكلف تمام سلام خلال إجازة عيد الأضحى. وبانتظار إعادة تكثيف سلام لجهوده في الأيام المقبلة، تترقب الأوساط السياسية ما سيكون عليه موقف قوى «14 آذار»، بعد أن أبدى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط قبل أيام تأييده لصيغة حكومية تعرف باسم «9 - 9 - 6»، وتقوم على توزيع المقاعد الحكومية بين فريقي 8 و14 آذار، بمعدل تسعة مقاعد لكل منهما، على أن ينال الفريق الوسطي الممثل بسلام والرئيس اللبناني ميشال سليمان وجنبلاط 6 مقاعد.
وفي سياق متصل، أبدى مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يرأسه جنبلاط، أمس أسفه لأن «صيغة (8 - 8 - 8) (في إشارة إلى توزيع مقاعد الحكومة على فريقي 8 و14 آذار والوسطيين بالتساوي)، التي كنا مقتنعين بها لم تقبل التوافق الكافي بين اللبنانيين». وقال: «كان علينا تدوير الزاوية وتقريب وجهات النظر مع العلم بأن صيغة (9 - 9 - 6) لم نقدمها نحن بل قدمها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري».

ونفى الريس، خلال مقابلة تلفزيونية، أن يكون جنبلاط قد انسحب من الفريق الوسطي أو أن «تكون الجرة قد كسرت مع تيار المستقبل»، موضحا أن الاتصال الهاتفي الأخير قبل يومين بين جنبلاط ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري كان «مختصرا وله علاقة بالمجاملات الاجتماعية ولم يتطرق لمواضيع سياسية». وشدد على أن «الهم الأساسي هو الخطر أن يتمدد الفراغ إلى كل المؤسسات، لا سيما أننا أمام استحقاق قريب هو الانتخابات الرئاسية»، داعيا الجميع إلى «المساعدة لتأليف الحكومة».

من ناحيته، استلهم رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ما وصفه «بانتصار للدبلوماسية الإيرانية في إدارة ملفاتها السيادية والاستراتيجية»، على خلفية مفاوضات جنيف، للتأكيد على أن «أقصر الطرق إلى مقاربة أي قضايا خلافية مهما كبر شأنها أو صغر هو طريق الحوار والدبلوماسية». ودعا الفرقاء اللبنانيين إلى أن «نستحضر في الداخل مجددا هذا الدرس، ليس تكريسا لحق نووي لا نمتلكه، إنما تكريسا لحق كل لبناني بأن يعيش في وطن مكتمل السيادة على أراضيه ومياهه وثرواته، وأن ينعم بالنعمتين المجهولتين اللتين يستسهل البعض التفريط بهما وهما: الأمن والأمان».

وفيما يتعلق بمواقف حزب الله المؤيد لصيغة «9 - 9 - 6»، شدد النائب عن حزب الله علي فياض على أن «المقاومة حقيقة غير قابلة للتجاوز لا محليا ولا إقليميا». واعتبر أن «ما نمر به هو وقت ضائع يدفع اللبنانيون ثمنه من كيسهم، لكن في النهاية لن تكون إلا حكومة (9 - 9 - 6)»، مؤكدا أن «من يظن غير ذلك واهم وسيستفيق من وهمه عاجلا أم آجلا».

ورأى فياض أن «المسار الذي سيأخذه تشكيل الحكومة، مهما كابر البعض في الداخل والخارج، لا يمكن أن يتجاوز المقاومة، لأن هؤلاء يستطيعون تأجيل الحكومة لكن لا يستطيعون تجاوز المقاومة وسيعودون في النهاية إلى مواجهة الحقائق كما هي بعد أن يكونوا قد ضيعوا وقت اللبنانيين سدى».

وفي حين أسف النائب في كتلة بري البرلمانية ميشال موسى «لعدم وجود حلحلة في الموضوع الحكومي، نظرا لعدم تغيير أي شيء في مواقف الفرقاء»، أكد النائب في كتلة «المستقبل» عاطف مجدلاني «أنه بحسب المعطيات، لا يوجد أي تقدم على مسار تأليف الحكومة، خصوصا أن المواقف ما زالت نفسها».

ويطالب تيار المستقبل وحلفاؤه في «14 آذار» بحكومة حيادية غير سياسية، رافضين أي صيغة تعطي حزب الله القدرة على تعطيل اتخاذ القرار داخل الحكومة اللبنانية. وأكد النائب في كتلة المستقبل نبيل دوفريج «رفض إعطاء الثلث المعطل لأي فريق في لبنان»، مشيرا إلى أن هذا المبدأ «غير دستوري، وكل الصيغ التي طرحت حتى الساعة لن توصل إلى أي نتيجة». ودعا إلى «الاستفادة من الطرح الذي تقدم به رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري لناحية تشكيل حكومة بعيدا عن الانقسام السياسي الحاصل في البلاد لحل المشاكل التي يعاني منها المواطن اللبناني على أن يتم ترك الأمور الخلافية إلى طاولة الحوار لكي تحلها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.