استشارات

استشارات
TT

استشارات

استشارات

* تسريب المريء
* أعاني من مشكلة ترجيع المريء منذ نحو عشر سنوات، بم تنصح؟
هالة خ. - الإمارات.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك، وعرضك لمتابعاتك مع الأطباء خلال العشر سنوات الماضية والفحوصات والمناظير التي أجريت لك. والمشكلة الصحية حينما يطول أمد المعاناة منها فإنها تتطلب من الإنسان قراءة هادئة لفهم المشكلة وكيفية التعامل معها وما هي الوسائل المتوفرة لمعالجتها. وبداية لا يُوجد لدى البشر علاج جذري لأي مشكلة صحية يُزيلها في لحظة، وخاصة حينما يطول أمد المعاناة منها، ولذا علينا أن نتذكر أن المريء هو أنبوب يمر الطعام واللعاب والماء من خلاله في الرحلة من الفم إلى المعدة. وكثيرا ما نبلع قطع الأطعمة، ولذا يتطلب مرورها من هذا الأنبوب الضيق نسبيا، والمغلق في غالب الأوقات، أن نجعل الطعام ممضوغا جيدا وممتزجا باللعاب اللزج، كي يمر بسلاسة ويصل إلى المعدة. ونحتاج أن ننظم عملية البلع بطريقة تجعل المريء يتحرك كي يدفع الطعام بطريقة مريحة إلى المعدة. ونحتاج أن نتناول الأطعمة غير المؤذية للمريء. ونحتاج أن ندع المريء والمعدة يرتاحان في قيامهما بعملها، بمعنى إبقاء الجسم في هيئة منتصبة نسبيا إلى حين فراغ المعدة من تصريف ما تجمع فيها من أطعمة.
المريء عبارة عن أنبوب عضلي، تتحرك قطع الطعام أو كميات الشراب من خلاله نتيجة لانقباضات وارتخاءات متعاقبة يقوم بها المريء، أي ما يُعرف بالحركة الدودية. هذه الحركة الدودية مكونة من حركات متناغمة تتطلب وقتا. ولا يُدرك المرء أهمية تناغمها إلا حين مواجهة صعوبات في عمل المريء. ولذا نعود إلى التعامل مع المريء برفق كي يقوم بعمله، والأهم كي يتعافى من أي اضطرابات ألمت به.
ما يتجاوز المريء ويصل إلى المعدة يجب منع عودته إلى المريء، وهذا ما تقوم به حلقة من العضلات العاصرة في أسفل المريء، أي في بداية فوهة المعدة. وانقباض هذه الحلقة من العضلات العاصرة هو الضمانة لعدم تسريب محتويات المعدة صعودا مرة أخرى إلى المريء. ومحتويات المعدة حامضية بطبيعتها نظرا لأن المعدة تفرز عصارة حامضية قوية. وبطانة المريء ليس ذات قدرة على مقاومة الأحماض الحارقة هذه، بخلاف بطانة المعدة. ولذا لا نشعر عادة بحمضية عصارة المعدة حينما تكون المعدة خالية من الالتهابات وحينما لا توجد عصارة المعدة في المريء.
ولذا تعود المعالجة لحالات تسريب أو ارتداد الأحماض من المعدة إلى المريء، إلى العمل على عدة جوانب، أولها عدم ارتخاء الحلقة العضلية العاصرة في أسفل المريء. وثانيها تخفيف درجة حمضية عصارة المعدة، وثالثها معالجة الالتهابات التي قد تنشأ في المريء نتيجة للتأثير الحرق لعصارات المعدة. ورابعها تهيئة الوضعية المناسبة لإتمام المعدة والمريء عملهما بُعيد تناول الطعام. وخامسها تناول الأطعمة التي لا تُؤذي المريء.
ولذا تلاحظين أن نصائح الأطباء تشتمل على خفض وزن الجسم، كي يقل حجم البطن الذي يضغط على المعدة ويدفع العصارة للتسريب إلى المريء. وتشتمل على تناول وجبات الطعام المعتدلة الكمية وتقسيم تناول الطعام إلى خمس وجبات بدلا من اثنتين أو ثلاث. وعدم النوم أو الاستلقاء مباشرة بُعيد تناول الطعام. وكل هذا يهدف إلى إعطاء المريء والمعدة راحة لإتمام عملهما في هضم الطعام وتصريفه إلى الأمعاء الدقيقة. وتشتمل كذلك على تجنب تناول الأطعمة أو المشروبات الحارة أو المحتوية على مواد مؤذية لبطانة المريء أو مواد تتسبب بارتخاء العضلة العاصرة في أسفل المريء. ومن أمثلة المواد التي تتسبب بارتخاء تلك العضلة العاصرة النعناع أو الكافيين أو السكريات وغيرها. ومن أمثلة المواد المؤذية لبطانة المريء الثوم والبصل والحمضيات والكحول والفلفل والتوابل الحارة وغيرها. كما تشتمل على وصف أدوية معينة تُقلل من إنتاج المعدة للأحماض، وأيضا إعطاء راحة للبطن بعدم ارتداء الملابس الضيقة الضاغطة على البطن.

* العلاج بالذهب
* هل هناك علاج لالتهابات المفاصل باستخدام معدن الذهب؟
أيمن أبو زهرة - الكويت.
- مركبات أملاح الذهب المستخدمة في المعالجات الطبية هي من العناصر الكيميائية التي تُقلِّل الالتهاب. وتُساعِدُ مُركَّبات الذَّهب على التقليل من تصنيع مواد كيميائية تسمى البروستاغلاندينات، وهي من المواد التي تثير تفاعلات الالتهابات. وتقليل إنتاجها يُقلل من التَّورم والالتهاب في المفاصل الملتهبة، وخاصة علاج التِهاب المَفاصِلِ الروماتويدي.
وهذه النوعية من المعالجة بالذهب لها آثار جانبيّة، ولذا يستدعي العلاج بها مراقبة طبية دقيقة، مثل إجراء فحصٍ للدم، وملاحظة ظهور أي بثورٍ أو قرحاتٍ بالفم أو طعمٍ معدني بالفم أو سهولة حدوث الكَدمات أو النَّزف أو سوء الهضم. وهناك موانع استعمال لمثل هذا الدواء مثل الحساسية تجاه مركبات الذَّهب أو أمراض الكلية أو نقص كريات الدم أو التهاب القولون التقرُّحي أو ضعف القلب الشَّديد أو الحمل والإرضاع. والتأثيرات الجانبية الشائعة لهذه النوعية من الأدوية تشمل الإسهال والغثيان والتقيؤ وألم البطن وحرقة الفؤاد وتَهيج الفم.
وطريقة تلقي العلاج بالذهب هي في العضل، وهو أفضل من تناول الحبوب الدوائية لمعالجة التهابات المفاصل الروماتودية. وليس معلوما بدقة حتى اليوم كيف يُفيد العلاج بالذهب في علاج الحالات تلك، ولكنه يُفيد وتظهر نتائجه خلال بضعة أشهر من تلقي المعالجة. وهناك اليوم بدائل علاجية أخرى مفيدة في معالجة حالات الالتهابات الروماتودية تُغني عن تلقي العلاج بالذهب.



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».