الأردن: مظاهرات للمطالبة بإيجاد حل لقضية «البيع الآجل»

خسائره كبدت المواطنين أكثر من 280 مليون دولار

الأردن: مظاهرات للمطالبة بإيجاد حل لقضية «البيع الآجل»
TT

الأردن: مظاهرات للمطالبة بإيجاد حل لقضية «البيع الآجل»

الأردن: مظاهرات للمطالبة بإيجاد حل لقضية «البيع الآجل»

منعت الأجهزة الأمنية، أمس، دخول السياح لمدينة البتراء الأثرية جنوب الأردن، حفاظًا على حياتهم، بسبب أعمال شغب وقعت هناك.
وشهدت البتراء ووادي موسى أعمال شغب الليلة قبل الماضية، إثر إغلاق عدد من الملثمين طرقا بالحجارة والإطارات المشتعلة والحاويات، مطالبين بإيجاد حل للقضية المعروفة بقضية «البيع الآجل» أو «التعزيم»، لكن الأجهزة الأمنية وقوات الدرك تدخلت وأعادت فتح الطرق.
وقال مصدر أمني، لـ«الشرق الأوسط»، إن الأجهزة الأمنية منعت دخول السياح إلى منطقة لواء البتراء، التي تضم مدينتي البتراء ووادي موسى، حفاظا على حياتهم، وسيتم استئناف استقبال السياح اليوم الأحد.
وأضرم المحتجون النيران بمحال تجارية تعود ملكيتها إلى ذوي أحد كبار تجار البيع الآجل، مما دفع قوات الدرك إلى التدخل لتفريق المحتجين بإلقاء الغاز المسيل للدموع، وملاحقتهم في مختلف مناطق عدة.
وسبق ذلك مسيرة جابت شوارع المدينة، دعا فيها مئات المشاركين من محافظات الجنوب ومدينة البتراء الحكومة إلى ضرورة التوصل لحل يعيد أموال المواطنين ومدخراتهم التي خسروها، مؤكدين أن القضية أدت إلى اندلاع أزمة اقتصادية واجتماعية تهدد الأمن الاجتماعي في البتراء ومناطق الجنوب، وأن هذا النوع من التجارة حدث على مرأى ومسمع من الجهات المختصة، وهو الأمر الذي فاقم خسائر المواطنين وألزمهم بقروض بنكية.
وحمّل المشاركون في المسيرة التجار والحكومة والبنوك مسؤولية الأزمة التي حدثت في الجنوب، التي أدت إلى انتشار ظاهرة «البيع الآجل» التي صادرت ملايين الدنانير من جيوب المواطنين. وهتف المشاركون بعبارات ساخطة من قبيل «الشعب يريد أموال الجنوب».
وكانت قضية البيع الآجل، أو ما يعرف بـ«التعزيم»، قد عادت لتتصدر المشهد الحراكي في مدينة البتراء، وذلك بعد سلسلة من اللقاءات واﻻجتماعات التي عقدتها فعاليات شعبية وشبابية، بحضور ومشاركة شيوخ ووجهاء العشائر في المدينة.
وتقوم تجارة البيع الآجل «التعزيم» على شراء السيارة أو العقار بضمان شيك بنكي، يفترض أن يسدد بعد 3 أو 4 أشهر، وبزيادة على الثمن الأصلي بنسب تتراوح من 35 إلى 40 في المائة، ثم يقوم هذا المعرض ببيع السيارة أو العقار نقدًا بأقل من قيمتها السوقية بنسب تتراوح من 10 إلى 15 في المائة.
وتشير تقديرات لتجار ومصرفيين إلى أن عدد المواطنين المتضررين من هذه التجارة يتجاوز الـ6 آلاف مواطن، وبمبالغ قد تصل بمجملها إلى أكثر من 200 مليون دينار، وهو ما يعادل 280 مليون دولار.
ويعود أصل هذه الأزمة إلى أكثر من عام، حيث سعت الحكومة إلى اعتقال عدد من التجار المتورطين في هذا النوع من البيع، في وقت لم يستعد فيه المتضررون حقوقهم المالية. وطالب المواطنون كافة الجهات المعنية بتحمل مسؤوليتها في التجارة، وذوي التجار بالوفاء بالعهود التي قطعوها على أنفسهم بتسديد مستحقات المواطنين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».