مصر: الحكم بسجن صفوت الشريف ونجليه 5 سنوات

القاضي طالب بتغريمهم 50 مليون دولار بسبب استغلال النفوذ والتربح

مصر: الحكم بسجن صفوت الشريف ونجليه 5 سنوات
TT

مصر: الحكم بسجن صفوت الشريف ونجليه 5 سنوات

مصر: الحكم بسجن صفوت الشريف ونجليه 5 سنوات

قضت محكمة مصرية أمس بإدانة صفوت الشريف، أحد أركان نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ونجله إيهاب، بالسجن 5 سنوات لإدانتهما بالكسب غير المشروع واستغلال النفوذ في جني ثروة طائلة بطرق غير مشروعة. كما عاقبت المحكمة غيابيا ابنًا آخر للشريف يدعى أشرف بالسجن عشر سنوات بسبب الاتهامات ذاتها.
وعاقبت محكمة جنايات القاهرة الشريف ونجليه بالسجن، بالإضافة إلى تغريمهم مبلغ 209 ملايين و78 ألفًا و454 جنيهًا (نحو 23 مليون دولار)، إلى جانب إلزامهم بدفع مبلغ مماثل بمشاركة زوجة الشريف وابنته، وذلك لاستفادتهما من الأموال المتحصل عليها عن طريق الكسب غير المشروع.
ويعد الحكم على الشريف، وهو رئيس مجلس الشورى الأسبق (الغرفة الثانية في البرلمان التي ألغيت في دستور 2014)، حكم أول درجة وقابلاً للاستئناف، علمًا بأنه خلال السنوات الماضية ألغيت معظم الأحكام الصادرة بحق رموز نظام مبارك في درجات التقاضي اللاحقة.
والشريف هو واحد من أبرز أقطاب ما كان يعرف بالحرس القديم في نظام الرئيس الأسبق مبارك، وكان من بين قيادات قليلة نجحت في الحفاظ على موقعها داخل الحزب الوطني الديمقراطي خلال 3 عقود من حكم مبارك، الذي أطاحت به ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011.
وكان آخر ظهور للشريف في مجلس الشورى عبر خطاب تلفزيوني بثه التلفزيون الرسمي في مسعى لامتصاص الغضب الشعبي في الأيام الأولى من ثورة 25 يناير، قبل أن تلقي قوات الأمن القبض على الشريف بعد شهرين من إعلان مبارك تخليه عن منصبه في فبراير (شباط)2011.
وخدم الشريف ضابطًَا بالمخابرات المصرية في فترة الستينات من القرن الماضي، وحوكم من قبل محكمة الثورة المصرية عام 1968 في قضية انحراف المخابرات في عهد رئيس المخابرات الأسبق صلاح نصر. وكان أحد الأعضاء المؤسسين في الحزب الوطني الديمقراطي عام 1977، كما شغل منصب الأمين العام للحزب في الفترة بين عام 2002 حتى 2011، وهو آخر رئيس لمجلس الشورى في عهد مبارك.
وتولى الشريف منصب وزير الإعلام المصري من فبراير عام 1982 وحتى يوليو (تموز) 2004، وهي الفترة الأطول لوزير إعلام في منصبه من بين 23 وزيرًا تعاقبوا على المنصب. وقد أصدر مبارك قرار إقالة الشريف من منصبه أمينًا عامًا للحزب الوطني الحاكم حينها في 5 من فبراير 2011، ضمن قرارات أطاحت برموز أخرى للحزب، وذلك في محاولة لاحتواء غضب ملايين المصريين الذين احتشدوا في ميدان التحرير بوسط القاهرة، مطالبين برحيل نظام مبارك.
وأحيل الشريف للمحاكمة في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«موقعة الجمل». لكن المحكمة برأته من الاتهامات الموجهة إليه حينها وباقي المتهمين في القضية، وظل الشريف خارج دائرة الضوء منذ ذلك الحين، ولم يظهر إلا في عزاء الإعلامي أمين بسيوني في أبريل (نيسان) الماضي.
وكان جهاز الكسب غير المشروع قد أحال الشريف ونجليه إيهاب وأشرف إلى محكمة الجنايات، لاتهامهم بتحقيق كسب غير مشروع قدره 300 مليون جنيه. وقالت التحقيقات إن الشريف قام بتحقيق كسب غير مشروع مقداره 300 مليون جنيه، وكان سبيله في تحقيق ذلك الكسب هو استغلاله مواقعه الوظيفية التي تولاها منذ أن كان رئيسًا للهيئة العامة للاستعلامات، مرورًا برئاسته اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ووزيرًا للإعلام ورئيسًا لمجلس الشورى، وقد أظهرت التحقيقات أن من بين صور استغلال الشريف للوظيفة ملكيته كثيرًا من العقارات وأراضي فضاء أو زراعية وفيلات، في أماكن متعددة بأنحاء الجمهورية، كان معظمها مملوكًا للدولة وجهات عامة.
وسنت السلطات المصرية العام الحالي قانونًا للتصالح مع المتهمين في قضايا الكسب غير المشروع عبر تسوية وضعهم القانوني برد مبالغ مالية للدولة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».