يخطط الرئيس أوباما وأسرته إلى الانتقال لمنزل في حي كالوراما الراقي في واشنطن، الذي يبعد ميلين فقط عن البيت الأبيض، وذلك عندما يغادر منصبه الرئاسي في يناير (كانون الثاني) المقبل، وفقًا لبعض الأشخاص المطلعين.
وسوف يستأجر أوباما، الذي قال إن أسرته سوف تظل في العاصمة لعامين مقبلين حتى انتهاء ابنته ساشا من دراستها الثانوية في عام 2018، المنزل البالغة مساحته 8200 قدم مربع ويضم 9 غرف للنوم، كما يقول الأشخاص المطلعون الذين فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مصرح لهم بالكشف عن خطط السيد الرئيس.
والمنزل، الذي تقدر قيمته بنحو 6 ملايين دولار، وفقا لكثير من المواقع العقارية، تبلغ قيمته الإيجارية 22 ألف دولار على موقع «زيللو»، وهو مملوك لجو لوكهارت، السكرتير الصحافي السابق وكبير مستشاري الرئيس الأسبق بيل كلينتون. وكان لوكهارت وحتى هذا العام المدير التنفيذي للاتصالات والاستشارات السياسية في الشركة التي أسسها، وتحمل اسم مجموعة «غلوفر بارك»، ولكنه انتقل إلى مانهاتن ليشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الاتصالات في الرابطة الوطنية لكرة القدم. ورفض لوكهارت وزوجته جيوفانا غراي لوكهارت، وهي محررة في مجلة «غلامور»، التعليق على الأمر، حيث أحالا الاستفسارات إلى البيت الأبيض. كما رفضت جنيفر فريدمان، نائبة السكرتير الصحافي في البيت الأبيض، التعليق على خطط الرئيس، التي ذكرتها أول الأمر مجلة «بوليتيكو» الأميركية.
تلك الخطوة سوف تنقل أوباما إلى أرقى الأحياء السكنية في العاصمة واشنطن بأسرها، في تلك الضاحية المنعزلة التي تحدها حديقة روك كريك والتي تعتبر موئل الدبلوماسيين ونقطة التقاء الحفلات الراقية للدوائر الثرية في العاصمة. والمنزل نفسه من المنازل الفاخرة، حيث تظهر الصور المنشورة على موقع «أفخم العقارات في واشنطن»، الذي أدرج المنزل على قوائم البيع في عام 2014، الغرف الرحبة الفسيحة مع الأرضيات المصنوعة من الخشب الفاخر، والأسطح الرخامية، ودورات المياه المتعددة للرجال والنساء، والشرفة المطلة على الحدائق الرسمية.
كما يضم المنزل جناحًا خاصًا يمكن أن يكون ملائما لوالدة ميشيل أوباما، ماريان روبنسون، التي تعيش مع العائلة في البيت الأبيض.
ويبدو أن الموقع يلبي احتياجات أوباما لاستيعاب وحدة الخدمة السرية التي ترافق الرئيس بعد مغادرة منصبه، إذ إن الفناء المسور الجانبي يتسع لكثير من السيارات وإمكانية إضافة نقطة حراسة دائمة.
وفي الحي بالفعل وجود أمني كبير بسبب قربه من شارع ماساتشوستس المعروف باسم «صف السفارة». وسوف يعيش أوباما على مقربة من سفارة سلطنة عمان وسفير الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، وقاب قوسين أو أدنى من منزل السفير الفرنسي إلى واشنطن والمعروف بحفلات الترفيه المتعددة التي يقيمها في منزله.
يقول توني بوديستا، وهو زعيم إحدى جماعات الضغط الديمقراطية المؤثرة وشقيق جون بوديستا رئيس الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون: «إنه حي هادئ للغاية، وذلك من الأسباب الرئيسية لكي نحب الإقامة في هذا المكان».
ويدعو بوديستا، الذي يقع منزله بالقرب من المنزل الذي سوف يستأجره أوباما، الجيران إلى حفلات البيتزا في فناء منزله الخلفي، حيث يوجد هناك فرن لصناعة البيتزا.وصارت أنباء خطط أسرة الرئيس أوباما للانتقال إلى المنزل الجديد متاحة يوم الأربعاء إذ انتقل الكثير من الصحافيين والمصورين إلى المكان. وقال بوديستا: «لقد شعرت مديرة منزلي بالقليل من الخوف من تجوال الصحافيين في الجوار».
وفي حين أن عائلة أوباما لا تزال تمتلك منزلا في مدينة شيكاغو، إلا أن الرئيس قد صرح في شهر مارس (آذار) أن عائلته سوف تبقى في منطقة واشنطن حتى تنتهي ابنته ساشا من دراستها الثانوية في مدرسة أصدقاء سايدويل. وقالت أسرة الرئيس خلال هذا الشهر إن الابنة الكبرى ماليا، التي سوف تتخرج في المدرسة نفسها الشهر المقبل، سوف تنتظر عاما كاملا قبل أن تتمكن من الالتحاق بجامعة هارفارد.
يحمل منزل أوباما المستقبلي تاريخًا غنيًا. حيث تم بناؤه عام 1928 بواسطة موران ماكونيه، وهو من المطورين العقاريين الذين لعبوا دورا بارزا في توسيع حي كالوراما، ثم خدم في إدارة الخدمات العامة في عهد الرئيس الأميركي الراحل دوايت إيزنهاور.
* خدمة «نيويورك تايمز»