المجلس الاقتصادي الرئاسي يستعد لعرض استراتيجية التنمية الاقتصادية لروسيا

بوتين يرى أن الأزمة الاقتصادية تجاوزت مرحلة الذروة

المجلس الاقتصادي الرئاسي يستعد لعرض استراتيجية التنمية الاقتصادية لروسيا
TT

المجلس الاقتصادي الرئاسي يستعد لعرض استراتيجية التنمية الاقتصادية لروسيا

المجلس الاقتصادي الرئاسي يستعد لعرض استراتيجية التنمية الاقتصادية لروسيا

أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قناعته بأن الأزمة قد تجاوزت ذروتها منذ عام 2015، لافتا إلى أن مستوى البطالة وصل عام 2015 إلى أقل من 6 في المائة، بينما كان حجم الديون الخارجية الروسية مقبولا، وكان حجم الفائض التجاري الأقل خلال العام الماضي، مقارنة بالسنوات السابقة، حيث بلغ 160 مليار دولار، حسب قول بوتين الذي عدّ أن سياسة المصرف المركزي الروسي في مجال سعر صرف الروبل سمحت للاقتصاد الروسي بالتكيف مع مرحلة الأزمة، والحفاظ على مستويات عالية من احتياطي الذهب، الذي وصل مع الأول من مايو (أيار) إلى 391.5 مليار دولار. بعبارة أخرى، فإن الرئيس الروسي يرى أن حدة الأزمة تتراجع بعد أن بلغت ذروتها، أو القعر كما يقول الروس، عام 2015.
وكان استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «الرأي العام» مؤخرا قد أظهر أن 76 في المائة من المواطنين الروس يرون أن البلاد ما زالت تعيش حالة أزمة، بينما رأى 16 في المائة أن الأزمة آخذة في التراجع، ويعتقد 4 في المائة من المواطنين، أن الأزمة ستنتهي عام 2017، مقابل 15 في المائة أعربوا عن اعتقادهم بأن الأزمة ستشتد، بينما رأى 28 في المائة أن أزمة مثل التي تشهدها روسيا حاليا ستتكرر العام المقبل.
أما المؤشرات التي يرى فيها الموطنون الروس دلالة على الأزمة الاقتصادية، فهي بالدرجة الأولى ارتفاع أسعار الخدمات مثل الغاز والماء والكهرباء وغيرها، وانخفاض متوسط المستوى المعيشي، وارتفاع نسبة البطالة.
وأعرب 41 في المائة ممن استطلع مركز «الرأي العام» وجهات نظرهم، عن ارتياحهم للوضع الاقتصادي على المستوى المحلي في الجمهوريات أو الأقاليم الأعضاء في الاتحاد الروسي حيث يقطنون، ويحيل الخبراء ارتفاع نسبة ارتياح الرأي العام للأوضاع على المستوى المحلي إلى الحملة الانتخابية على مستوى اختيار المرشحين للانتخابات البرلمانية عن حزب «روسيا الموحدة» وهو حزب السلطة في روسيا حاليا.
في هذه الأثناء، ينتظر أن تعقد رئاسة المجلس الاقتصادي الرئاسي لقاء يوم الخامس والعشرين من الشهر الحالي، حيث سيعرض المجلس على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استراتيجيتين، أو عقيدتين، للتنمية الاقتصادية للدولة الروسية.
وذكرت صحيفة «فيدوموستي» الروسية، نقلا عن مصادر حكومية، أن فريقا من أعضاء المجلس سيعرضون على الرئيس استراتيجية تقوم على الميزانية الموحدة، بينما سيعرض فريق آخر يضم كلا من أندريه بيلاوسوف معاون الرئيس الروسي، وبوريس تيتوف المكلف من الرئيس الروسي بملف حقوق قطاع الأعمال، استراتيجية تقوم على مبدأ تحفيز الميزانية، أما أليكسي كودرين، وزير المالية الروسي الأسبق، الذي تم تعيينه مؤخرا نائبا لبوتين في المجلس الاقتصادي، فإنه سيعارض استراتيجية تحفيز الميزانية، ويرى أن تنمية الاقتصاد الروسي تتطلب إصلاحات في المنظومتين القضائية والأمنية في البلاد.
وتدعو الاستراتيجية التي يقترحها كل من بيلاوسوف وتيتوف إلى انتقال الحكومة الروسية والبنك المركزي من السياسة المالية «المحدودة» (المقيدة) إلى سياسة مالية «تحفيزية» تضمن تأمين قروض آجلة (طويلة الأمد) لتطوير الإنتاج وتنمية الاستثمارات.
كما تقترح تلك الاستراتيجية اعتماد الدولة سياسة مالية «لينة معتدلة» في مجال القروض، وفرض قيود على جهات محددة في مجال العملات الصعبة، ويرى أصحاب هذه الاستراتيجية أن روسيا ستتمكن بهذا الشكل من دفع اقتصادها خلال عشر سنوات إلى مكانة رائدة عالميا في عدد من المؤشرات الاقتصادية، إلا أن مراقبين يرجحون أن يتمكن كودرين من إقناع الرئيس بوتين بعدم اعتماد تلك الاستراتيجية، ويشيرون في هذا الصدد إلى أن الرئيس الروسي من مؤيدي «الميزانية الموحدة».



معنويات متأرجحة للشركات اليابانية تصعب من مهمة «المركزي»

مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
TT

معنويات متأرجحة للشركات اليابانية تصعب من مهمة «المركزي»

مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

أظهر مسح ربع سنوي أجراه البنك المركزي الياباني تحسناً طفيفاً في توقعات الشركات، لا سيما في الصناعات الثقيلة الرئيسية، مثل صناعة السيارات والوقود الأحفوري والآلات، بينما تراجعت في صناعة الخدمات.

ومن شأن نتائج استطلاع «تانكان» التي أصدرها بنك اليابان يوم الجمعة، وهو المسح الاقتصادي القصير الأجل للشركات، أن يؤثر على قرار البنك بشأن رفع سعر الفائدة الرئيسي، الأسبوع المقبل.

ويظهر الاستطلاع الفارق بين الشركات التي تقول إنها متفائلة حيال أوضاع الأعمال وتلك المتشائمة. وقوضت نتيجة الاستطلاع الأحدث توقعات زيادة سعر الفائدة، كما تأرجح الين الياباني خلال الأسبوع؛ حيث بلغ معدل تداول الدولار الأميركي أمام الين 152.9 ين يوم الأربعاء، وهو معدل قريب لأعلى مستوى خلال أسبوعين. ونما اقتصاد اليابان بوتيرة سنوية معدلة بلغت 1.2 في المائة في الربع السابق، مدفوعاً بإنفاق استهلاكي مستدام.

وارتفعت المعنويات الإجمالية للشركات، للمصنعين وغير المصنعين إلى 15 نقطة من 14 نقطة في مسح سابق. وارتفع مؤشر معنويات كبرى الشركات الصناعية إلى 14 نقطة في ديسمبر (كانون الأول)، من 13 نقطة في سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك جزئياً إلى استئناف مصنعي السيارات الإنتاج عقب فضائح شهادات اختبارات السيارات في الصناعة. كما تحسّنت شركات الإنشاءات والعقارات.

وفي حين أن شركات تصنيع السيارات وغيرها من الصناعات الأخرى الكبيرة أحرزت تقدماً، تراجعت المعنويات بين تجار التجزئة وغيرهم في صناعة الخدمات؛ حيث انخفضت إلى 33 نقطة من 34 نقطة رغم أنها ما زالت في منطقة إيجابية. وتراجع مؤشر تجار التجزئة بشكل حاد إلى 13 نقطة من 28 نقطة.

وفي الأسواق، تراجعت عائدات السندات الحكومية اليابانية متوسطة وطويلة الأجل يوم الجمعة مع تراجع احتمالات قيام بنك اليابان المركزي برفع أسعار الفائدة في اجتماعه للسياسة النقدية الأسبوع المقبل.

وانخفض العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل عامين نقطة أساس واحدة إلى 0.565 في المائة، والعائد على السندات لأجل خمس سنوات نقطتين أساس إلى 0.69 في المائة.

وقال ميكي دين، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في اليابان لدى «إس إم بي سي نيكو» للأوراق المالية: «تراجعت رهانات رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان المركزي، في حين دعمت عمليات شراء السندات التي يقوم بها بنك اليابان أيضاً المعنويات».

وأفادت «رويترز»، يوم الخميس، بأن بنك اليابان المركزي يميل إلى إبقاء أسعار الفائدة ثابتة مع تفضيل صناع السياسات قضاء المزيد من الوقت في التدقيق في المخاطر الخارجية والمؤشرات بشأن توقعات الأجور في العام المقبل. وجاء ذلك في أعقاب تقرير لوكالة «بلومبرغ» نيوز يوم الأربعاء أن بنك اليابان يرى «تكلفة ضئيلة» في الانتظار لرفع أسعار الفائدة.

وأشارت التوقعات إلى احتمال بنسبة 22.86 في المائة لرفع بنك اليابان أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.5 في المائة هذا الشهر، واحتمال بنسبة 65.5 في المائة لهذه الخطوة في اجتماعه في يناير (كانون الثاني).

من جانبه، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني منخفضاً يوم الجمعة مع اتجاه المتعاملين لجني الأرباح عقب صعود استمر 4 جلسات بعد أن رفعت البيانات الاقتصادية الأميركية الرهانات على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.

وهبط المؤشر «نيكي» 0.95 في المائة إلى 39470.44 نقطة، لكنه كسب 1.94 في المائة خلال الأسبوع. ودفعت مكاسب يوم الخميس المؤشر القياسي إلى أعلى مستوى في شهرين. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.95 في المائة إلى 2746.56 نقطة، لكنه ارتفع 1.68 في المائة خلال الأسبوع.

وقال تاكيهيكو ماسوزاوا، رئيس التداول في «فيليب سيكيوريتيز اليابان»: «أدى ضعف إغلاق الأسواق الخارجية خلال ساعات الليل إلى انخفاض المعنويات، ما دفع المستثمرين إلى بيع الأسهم لجني الأرباح». وأضاف: «أرادت السوق تعديل مراكزها قبل عطلة نهاية الأسبوع».

وتجاوز المؤشر «نيكي» يوم الخميس مستوى 40 ألف نقطة الرئيسي للمرة الأولى منذ 15 أكتوبر (تشرين الأول). وتراجعت مؤشرات وول ستريت الليلة السابقة، إذ قيم المتعاملون المؤشرات الاقتصادية الرئيسية قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.

وأظهر تقرير وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، أن أسعار المنتجين ارتفعت 0.4 في المائة على أساس شهري في نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة بتقديرات ارتفاع 0.2 في المائة، وفقاً لخبراء اقتصاد استطلعت «رويترز» آراءهم.

وتراجعت جميع مؤشرات القطاعات الفرعية في بورصة طوكيو للأوراق المالية البالغ عددها 33 باستثناء ثلاثة. ومن بين 1644 سهماً في السوق الرئيسية في بورصة طوكيو، ارتفع 32 في المائة وانخفض 64 في المائة، بينما استقر 3 في المائة.