فرق كوماندوز أميركية وبريطانية في مصراتة وطرابلس لدعم حكومة السراج

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: دول غربية تبحث عن حلفاء محليين لمواجهة تمدد «داعش»

فائز السراج رئيس الحكومة اليبية («الشرق الأوسط»)
فائز السراج رئيس الحكومة اليبية («الشرق الأوسط»)
TT

فرق كوماندوز أميركية وبريطانية في مصراتة وطرابلس لدعم حكومة السراج

فائز السراج رئيس الحكومة اليبية («الشرق الأوسط»)
فائز السراج رئيس الحكومة اليبية («الشرق الأوسط»)

قالت مصادر عسكرية ليبية لـ«الشرق الأوسط»، إن عدة دول أجنبية، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، تبحث عن حلفاء محليين في عدة مدن ليبية، لمواجهة تمدد تنظيم داعش من جهة، ومساعدة حكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة برئاسة فائز السراج من جهة أخرى.
وكشفت مصادر في الجيش النقاب عما وصفته بمعلومات مؤكدة عن وجود مجموعة من قوات عسكرية خاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا تشارك مع كتائب مصراتة الموالية لحكومة السراج في مناوشاتهم ضد «داعش»، في غرب البلاد.
وتزامنت هذه المعلومات مع إعلان بيتر كوك، الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية، (البنتاغون)، أن فرقا صغيرة من قوات العمليات الخاصة الأميركية تعمل في ليبيا لجمع معلومات استخباراتية. وأكد كوك في تصريحات له، أمس، أن بلاده ما زال لديها «وجود صغير» في ليبيا، مهمته محاولة تحديد الأطراف والمجموعات التي قد تكون قادرة على مساعدة الولايات المتحدة في حربها ضد «داعش»، عادّا «هذا الوجود الصغير للقوات الأميركية يحاول التعرف على اللاعبين على الأرض، ويحاول تحديد دوافعهم بدقة وما يسعون إلى القيام به». وأضاف: «هذا الأمر يهدف إلى إعطاء صورة أفضل عما يحدث (..)، لأننا لا نملك صورة كافية وهذه طريقة سمحت لنا بجمع معلومات استخباراتية عما يحدث هناك».
وبعدما أكّد أن هذه الفرق لا تملك وجودا «دائما» في ليبيا، وهي تدخل البلاد وتخرج منها، لفت إلى أن هدف هذه الفرق حاليا ليس تدريب مقاتلين محليين أو تجهيزهم، وهي المهمة التي تقوم بها وزارة الدفاع في سوريا مع مجموعات تحارب «داعش». وأكّد المتحدث أن الولايات المتحدة تدعم حكومة السراج، مشددا على أن وزارة الدفاع الأميركية مستعدة «للقيام بدورها» في دعم عسكري محتمل للسلطات.
من جهة أخرى، حصلت «الشرق الأوسط» على معلومات تشير إلى قيام الإيطاليين والأميركيين والبريطانيين بعقد اجتماعات سرية في قاعدة مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس مع عبد الرؤوف كارة، قائد ما يعرف باسم «قوة الردع الخاصة» والمسيطر على معيتيقة.
وقال مسؤول ليبي رفيع المستوى: «بالنسبة للأميركيين جاءوا إلى مطار معيتيقة منذ نحو أسبوعين، والبريطانيين بعدهم بأسبوع والإيطاليين قبلهم كلهم، وهم موجودون بحجة التدريب. أما في مصراتة، فالأميركيون ذهبوا إليها بعد حادثة الوطية». وكان المسؤول يشير بهذه الحادثة إلى طرد مسلحين من كتيبة أبو بكر الصديق لمجموعة عسكرية أميركية كانت حلّت في شهر ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، بترتيب مسبق مع الجيش الليبي في قاعدة الوطية، جنوب غربي العاصمة طرابلس، في إطار اتفاق مشترك لإعادة تدريب القوات الخاصة الليبية على الأرض.
آنذاك، اضطرت الكتيبة «22 صاعقة» إلى الإعلان، في بيان رسمي، عن أن قدوم ما وصفته بفريق تدريب أميركي كان في إطار إعادة تنظيم الجيش الليبي وتطويره، مشيرة إلى أنه تم التعاقد معهم بداية 2012 عن طريق وزارة الدفاع ورئاسة الأركان لتدريب سرية من الكتيبة في قاعدة الوطية باعتبارها قاعدة عسكرية يفترض أنها تخضع لسيطرة الجيش الليبي.
ويبدو أن هذه الحادثة أقنعت الأميركيين وحلفاءهم بالبحث عن حلفاء محليين على الأرض يمكن الاعتماد عليهم بشكل أكثر، لضمان عدم تكرار تعرضهم للخطر وللكشف بهذه الطريقة عن تواجدهم فعليا داخل الأراضي الليبية.
وأكّد مسؤول ليبي لـ«الشرق الأوسط»، في معيتيقة، أن كل فريق لا يتجاوز عدده 15 - 20. وأنه سيتم زيادة الأعداد حسب الحاجة. وتابع أنه «في مصراتة، لا أعرف الأعداد، ولكن أتوقع أنهم أكثر بكثير، لكون مصراتة لا يوجد فيها اعتراض كبير على وجود قوات أجنبية والتعامل معها». وطبقا لما قاله المسؤول، وهو ضابط كبير في الجيش الليبي اشترط عدم تعريفه، فإن كل هؤلاء يعرفون عن أنفسهم بصفتهم أفرادا من القوات الخاصة، مضيفا: «ولكن هذا طبعا لا يفوت علينا بأنهم أفراد وضباط مخابرات على درجة عالية من التدريب، مستعدين لتنفيذ أي مهام خاصة والحصول على المعلومات التي يريدونها». وقال إن تواجد هذه العناصر الأجنبية يمثل مشكلة حقيقة للجيش الليبي الذي يقوده الفريق خليفة حفتر الموالي للسلطات الشرعية في شرق البلاد. وتابع: «هي بالفعل مشكلة في حالة عدم الاعتراف بالقائد العام الذي عينه البرلمان، لأن وجودهم من دون علم القيادة.. وبالتالي أهدافهم ليست معروفة».
من جهتها، روت مصادر ليبية عسكرية أخرى لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل سلسلة اجتماعات سرية عقدت في قاعدة معيتيقة بين ممثلين لقوات أميركية وبريطانية مع قادة محليين موالين للمجلس الرئاسي لحكومة السراج في العاصمة طرابلس. وقال مسؤول ليبي «شعرنا أن الأميركيين في لحظة ما يمارسون معنا لعبة مزدوجة.. على سبيل المثال، كان لدينا تواصل شبه يومي معهم، ولكن عندما علمنا عن طريق مصادرنا باجتماعهم مع مجموعة من الضباط ومعهم عبد الرؤوف كارة، لم يحدثونا عن الموضوع.. حتى أننا أرسلنا لهم رسالة مفادها: (أنتم في المكان الخاطئ)، ومنذ ذلك الحين لم يحصل أي اتصال).
وقالت مصادر مطلعة، إن غرفة عمليات الجيش الليبي التي يقودها العقيد إدريس مادي لديها معلومات عن أن قوات بريطانية خاصة تقاتل إلى جانب مصراتة ضد «داعش». وحصلت «الشرق الأوسط» على عدة صور فوتوغرافية تظهر قيام فريق عسكري إنجليزي في الخامس من الشهر الحالي بزيارة غير معلنة إلى مطار معيتيقة برفقة مسؤولين وقادة محليين في طرابلس، لكن مصدر الصور قال في المقابل إن نشرها قد يعرض حياة أحدهم للخطر.
ولم يكن الفريق البريطاني وحيدا، على ما يبدو، في القيام بزيارة إلى قاعدة معيتيقة والاجتماع مع مسؤولها الأول عبد الرؤوف كارة، حيث تؤكد مصادر ليبية متعددة وجود الإيطاليين والأميركيين والبريطانيين في معيتيقة، واجتماعهم ببعض ضباط الجيش بحضور كارة. وقالت المصادر إن «كل فريق اجتمع مع الجانب الليبي على حدة، وكلهم لديه برنامج واحد وهو التدريب على مكافحة الإرهاب».
وميدانيا، قتل أمس أربعة من عناصر قوات حكومة السراج في اشتباكات مع تنظيم داعش أثناء محاولة القوات الحكومية التقدم باتجاه منطقة استراتيجية يسيطر عليها التنظيم الإرهابي شرق طرابلس.
وقال المركز الإعلامي للعملية، التي أطلقتها قوات حكومة الوفاق بهدف استعادة منطقة أبو قرين، تحت مسمى «البنيان المرصوص»، إن المستشفى المركزي بمصراتة، التي تبعد 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، استقبل «جثامين ثلاثة قتلى إثر انفجار لغم أرضي أثناء تقدم القوات». وأضاف على صفحته في موقع «فيسبوك»: «سقط رابع خلال التقدم، كما تمكنت طلائع القوات من استباق سيارة مفخخة بتفجيرها، دون وقوع إصابات أو أضرار».
وأعلن أن اشتباكات اندلعت بين قوات حكومة الوفاق وعناصر تنظيم داعش قرب أبو قرين، مضيفا أن سلاح الجو التابع للقوات الحكومية نفّذ غارات على مواقع للتنظيم خلال الاشتباكات. وتخضع القوات العسكرية في الغرب الليبي إلى سلطة حكومة السراج، بينما يقود الفريق خليفة حفتر مدعوما من البرلمان، قوات في الشرق الليبي مؤيدة لحكومة لا تحظى بالاعتراف الدولي.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.