قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات بأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس نيته المشاركة في الاجتماع الوزاري التشاوري بشأن المؤتمر الدولي للسلام بداية الشهر المقبل.
وأوضح عريقات في حديث للإذاعة الرسمية أن هذا الموقف جاء خلال اتصال هاتفي أجراه كيري مع عباس قبل ثلاثة أيام. واستبعد عريقات أن يؤثر الموقف الإسرائيلي المعلن والرافض لعقد المؤتمر الدولي على الجهود الفرنسية والدولية، مشددا على أن المطلوب من المجتمع الدولي هو البدء بمساءلة ومحاسبة «إسرائيل» على جرائمها. وجاء حديث عريقات المؤكد على المشاركة الأميركية بعد يوم من تجديد إسرائيل رفضها المبادرة الفرنسية.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، أكد للرئيس عباس، في رام الله الأحد رفض إسرائيل لمبادرة بلاده، لكنه قال: إن بلاده ماضية في الإجراءات لعقد مؤتمر دولي للسلام.
ويأمل الفلسطينيون في نجاح المؤتمر المرتقب في تشكيل لجنة دولية على غرار 5 زائد 1 لمواكبة المفاوضات وإجبار إسرائيل على الحل، ويدعون العالم إلى دعم هذه المبادرة.
وشدد رئيس الوزراء رامي الحمد الله، في بيان أمس، على ضرورة دعم الدول العظمى للمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام، وفق الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، مشيرا إلى دعم القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس للجهود الفرنسية في هذا السياق، رغم الرفض الإسرائيلي لها وللجهود الدولية المبذولة لتحقيق السلام. وتقترح المبادرة الفرنسية إلى جانب إقامة المؤتمر وضع جدول زمني محدد للانتهاء للمفاوضات بعد تثبيت الحدود.
وفي وقت سابق قال مسؤولون فرنسيون بأنهم سيعترفون بالدولة الفلسطينية إذا عرقلت إسرائيل المبادرة. وسبب هذا بخلافات كبيرة بين فرنسا وإسرائيل. وقال أيرولت أن بلاده تنطلق من أن انعدام الحوار من الطرفين ومواصلة النشاط الاستيطاني والعنف ضد المدنيين من كلا الطرفين يخلق إحباطا متزايدا ويقتل الأمل ويجب أن نجدد هذا الأمل. «وعليه فيجب علينا العمل بسرعة قبل فوات الأوان».
وتابع الوزير الفرنسي في طريق مغادرته المنطقة الأحد: «إن باريس تستكمل حاليا إعداد القائمة بأسماء الدول التي ستشارك في المؤتمر الدولي في باريس بعد أسبوعين» مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعرب عن تأييده للمبادرة الفرنسية. ويفترض أن لا تحضر فلسطين أو إسرائيل المؤتمر المرتقب. وحتى ذلك الوقت ستمتنع السلطة الفلسطينية بحسب مصادر مطلعة عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تستخدم كذريعة إسرائيلية أو أميركية لتخريب المبادرة الفرنسية. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن السلطة ستمتنع عن تقديم أي مشاريع لمجلس الأمن أو اتخاذ خطوات أخرى دولية ضد إسرائيل في هذا الوقت، كما أنها ستؤجل تطبيق قرارات المجلس المركزي ومن بينها وقف التنسيق الأمني.
وأكدت المصادر أن السلطة استجابت لطلب فرنسا بوقف أي إجراءات ضد إسرائيل لتلطيف الأجواء قبل المؤتمر وعدم استخدام ذلك كذريعة إسرائيلية أو أميركية لمقاطعة الجهد الفرنسي. ويعد مؤتمر السلام المرتقب آخر فرصة يمكن أن تمنحها السلطة لإسرائيل بعد فشل المفاوضات الثنائية والمفاوضات الأمنية في خلق واقع جديد للفلسطينيين وحمل إسرائيل على تطبيق الاتفاقات أو جزءا منها. وبحسب المصادر ستباشر السلطة بسلسلة خطوات ضد إسرائيل إذ فشلت الجهود الفرنسية والدولية.
وكانت إسرائيل أعلنت رفضها لهذه الجهود على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال: إن «السبيل الوحيد لإحراز تقدم من أجل سلام حقيقي بيننا وبين الفلسطينيين هو من خلال محادثات مباشرة بيننا وبينهم من دون شروط مسبقة»، مضيفا: «لقد أثبتت تجربتنا على مر التاريخ أن من خلال هذه الطريقة فقط حققنا السلام مع مصر والأردن وأي محاولة أخرى فإنها فقط تبعد السلام أكثر عنّا وتعطي الفلسطينيين فرصة للتملص من التعامل مع لب الصراع وهو عدم الاعتراف بدولة إسرائيل».
واتهم نتنياهو الفلسطينيين بأنهم «يمتنعون عن التفاوض معنا كجزء من إصرارهم على الامتناع عن حل جذور الصراع وهي الاعتراف بالدولة القومية التابعة للشعب اليهودي وهي دولة إسرائيل».
وقالت مصادر فرنسية ردا على أقوال رئيس الوزراء الإسرائيلي «إن باريس تتعامل مع إسرائيل بشفافية كاملة وإنها لا تنوي تحديد نتائج المحادثات المباشرة بين الطرفين مسبقا غير أن المشكلة حاليا تتمثل بعدم وجود مفاوضات من أي نوع».
وموقف إسرائيل من المبادرة الفرنسية ليس جديدا فقد أعلن قبل ذلك أثناء لقاءات ثنائية بين الطرفين.
عريقات: كيري سيحضر الاجتماع التشاوري لمؤتمر السلام.. رغم معارضة تل أبيب
مصادر: السلطة تعد المؤتمر آخر فرصة قبل البدء بخطوات دولية ومحلية ضد إسرائيل
عريقات: كيري سيحضر الاجتماع التشاوري لمؤتمر السلام.. رغم معارضة تل أبيب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة