المتحف الفلسطيني ينطلق غدًا بحلة جديدة بعد انتظار 19 عامًا

بني بطريقة منسجمة مع تاريخ المكان.. ويقدم الرواية الفلسطينية المعاصرة بمنظور جديد

وضع حجر أساس المتحف ({الشرق الأوسط})
وضع حجر أساس المتحف ({الشرق الأوسط})
TT

المتحف الفلسطيني ينطلق غدًا بحلة جديدة بعد انتظار 19 عامًا

وضع حجر أساس المتحف ({الشرق الأوسط})
وضع حجر أساس المتحف ({الشرق الأوسط})

وضع القائمون على المتحف الفلسطيني، المنتظر أن يفتتحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس غدًا الأربعاء، اللمسات الأخيرة على برنامج طويل وحافل يفترض أن ينطلق بعد الافتتاح، ويشمل معارض ومشاريع داخلية وخارجية تسعى إلى إبراز الذاكرة الإنسانية الفلسطينية وتوثيق القصص الكفاحية الجديدة.
وقال عمر القطان، رئيس فريق عمل المتحف: «نحن سعداء جدًا بأن نرى فكرة المتحف التي تبلورت منذ عام 1997 تتحول الآن إلى حقيقة».
وأضاف: «نطمح أن يكون المتحف بمصاف المتاحف العالمية، وأن نستطيع تقديم التاريخ الفلسطيني بطريقة تليق بشعبنا وإبداعه وتضحياته وصموده. ونأمل أن يكون المتحف الفلسطيني سباقًا في طروحاته ومركزًا بحثيًا ومنبرًا للحوار وفضاء يحتضن الفن والإبداع والتاريخ والثقافة الفلسطينية وصرحًا يعرف بفلسطين في العالم ويوفر الفرصة لاستشراف الغد ولبناء جسور بين الفلسطينيين أنفسهم وبينهم والعالم».
وستكون أولى فعاليات المتحف الفلسطيني، خارج فلسطين، وهي افتتاح معرض «أطراف الخيوط: التطريز الفلسطيني في سياقه السياسي» في مركز دار النمر الثقافي في بيروت في 25 مايو (أيار) الحالي، ويتناول المعرض تاريخ التطريز الفلسطيني وتطوره عبر السنين، ويستمر حتى شهر يوليو (تموز) من نفس العام، ويمثل المعرض جزءًا من سلسلة نشاطات ينظمها المتحف خارج البلاد للتواصل مع الفلسطينيين في الشتات، خصوصًا أولئك المحرومين من حق العودة، الذين لن يكون بإمكانهم زيارة مبنى المتحف في فلسطين - بيرزيت. كما يجري العمل من أجل افتتاح مشروع رحلات فلسطينية - مسرد زمني تفاعلي من 1850 حتى اليوم، وهو منصة إلكترونية يتم بناؤها بالشراكة مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية في شهر يونيو (حزيران) الذي يليه، ويقدم المشروع أبرز الأحداث في تاريخ فلسطين الحديث منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا، معززة بوثائق وخرائط وصور وفيديوهات، ستتوفر بشكل تفاعلي في مبنى المتحف ومن خلال موقعه الإلكتروني. بالإضافة إلى إطلاق الأرشيف السمعي والبصري.
والمتحف الفلسطيني الذي سيفتح أبوابه في بيرزيت في رام الله، هو كما عرف نفسه «مؤسسة ثقافية مستقلة، مكرسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة ودينامية، على المستويين المحلي والدولي، ويقدّم ويساهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظور جديد، مركّزًا على العصر الحديث من القرن الثامن عشر حتى اليوم، كما يوفّر المتحف بيئة حاضنة للمشاريع الإبداعية والبرامج التعليمية والأبحاث المبتكرة. وهو أحد أهمّ مشاريع مؤسسة التعاون وأحد أهم المشاريع الثقافية المعاصرة في فلسطين.
وأقيم المتحف بطريقة هندسية مبدعة من تصميم المكتب الآيرلندي هنيغان بنغ، على قطعة أرض تبلغ مساحتها 40 دونمًا تتدرج فيها حدائق المتحف المختلفة، وتروي حكاية التاريخ الزراعي والنباتي في فلسطين خلال المراحل التاريخية المختلفة.
وحرص القائمون على المعرض على أن تركز الاستعدادات أثناء الافتتاح على الاحتفاء بجمالية وفكرة بناء وتصميم مبنى المتحف الفلسطيني وحدائقه ومدى انسجامها مع تاريخ المكان وطبيعته، وجوهر عمل المتحف وتوجهاته، حيث يشكل مبنى المتحف الفلسطيني علامة معمارية ذات نمط حديث وعصري، ويمتزج بناؤه مع المدرجات الطبيعية المتتالية التي تتميز بها التلال الفلسطينية التي تتداخل بسلاسة مع الطبيعة الجبلية المحلية، ليخرج المبنى بطرح معماري أنيق يندمج بسلاسة مع محيطه الطبيعيّ، ويحظى بإطلالة مميزة من تلة مشرفة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
كما تشمل التحضيرات، كما جاء في بيان الافتتاح «الاحتفاء بحدائق المتحف التي تضم بين سلاسلها الحجرية مجموعة متنوعة من نباتات البيئة الأصلية لفلسطين والمنطقة، حيث يدمج تصميمها ما بين الثيمات المتباينة التي تعبر عن (المشهد الثقافي) وتلك التي تعبّر عن (المشهد البيئي الطبيعي)، لتروي حكاية التاريخ الزراعي والنباتي في فلسطين خلال المراحل التاريخية المختلفة».
وعلى الرغم من أن المتحف لم يفتتح رسميًا بعد فإنه قام في وقت سابق بعقد ورش عمل مهمة للأطفال وعن الأرشفة الرقمية والاستدامة البيئية وإدارة المقتنيات.
وجاءت فكرة إقامة المتحف في عام 1997 بمبادرة من أعضاء مجلس أمناء مؤسسة التعاون، وهي مؤسسة غير ربحية، من أجل «توثيق الكارثة التي شكلت نقطة تحول في تاريخ فلسطين الحديث، وأن يشكل صرحًا يخلد الذاكرة الإنسانية للشعب الفلسطيني ويوثق قصص الكفاح والصمود».
واختار القائمون على المعرض افتتاحه بالتزامن مع ذكرى النكبة الـ68 للشعب الفلسطيني التي شكلت نقطة التحول في التاريخ الذي يستهدفه المتحف.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.