تونس: حمادي الجبالي يستقيل من حركة النهضة الإسلامية

أرجأ الإعلان عن قراره الترشح في الانتخابات الرئاسية

حمادي الجبالي
حمادي الجبالي
TT

تونس: حمادي الجبالي يستقيل من حركة النهضة الإسلامية

حمادي الجبالي
حمادي الجبالي

في خطوة كانت متوقعة منذ أشهر، أعلن القيادي البارز في حركة النهضة الإسلامية التونسية، حمادي الجبالي، أمس، استقالته من منصب الأمين العام للحزب.
وأكد الجبالي، (63 سنة)، في رسالة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه قدم استقالة كتابة منذ الخامس من شهر مارس (آذار) الحالي إلى رئيس الحزب راشد الغنوشي وعدد من قيادات الحزب لـ«أسباب موضوعية وذاتية».
وأوضح الجبالي، في رسالته، أن استقالته لا تعني نيته الانخراط أو تأسيس حزب جديد.
وأضاف القيادي الإسلامي الذي سجن نحو 16 سنة تحت حكم النظام السابق ويعد أحد مؤسسي حركة النهضة، أن قراره «يشكل مساهمة منه في دعم الصف القيادي للحزب بجيل من الكفاءات تزخر به على كل المستويات تشبيبا وإصلاحا وخدمة للحركة والبلاد».
وقال زياد العذاري، المتحدث الرسمي باسم حركة النهضة، في تصريحات صحافية: «فعلا، تقدم الأخ حمادي الجبالي باستقالة من منصبه، وسيجري درس هذه الاستقالة داخل الحركة».
وأضاف الجبالي في بيانه: «قراري الذي اتخذته عن روية نهائي، ويبقى لمؤسسات الحركة حق اختيار من تراه صالحا لهذه المهمة». وقاد الجبالي أول حكومة ائتلافية تشكلت عقب انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011، لكن فترة حكمه شهدت احتجاجات اجتماعية على نطاق واسع في الجهات.
وتصاعدت الاحتجاجات بقوة إثر اغتيال السياسي اليساري شكري بلعيد في فبراير (شباط) 2013، اقترح على أثرها الجبالي تشكيل حكومة كفاءات صرفة، غير أن طلبه اصطدم برفض التحالف الحكومي الذي تقوده حركة النهضة، ليستقر الأمر على اختيار القيادي الآخر في الحزب علي العريض لخلافته مع تحييد الوزارات السيادية. وقبل أشهر، تخلت «النهضة» عن الحكم بموجب اتفاق مع المعارضة العلمانية لصالح حكومة مؤقتة ستقود البلاد إلى انتخابات.
ولم يؤكد الجبالي في رسالته ما إذا كان ينوي الترشح في الانتخابات الرئاسية وهو احتمال يتردد بقوة داخل حزب النهضة.
وقال الجبالي: «لا أرى في الوقت الحاضر أن شروط وظروف اتخاذي مثل هذا القرار متوفرة، ويبقى الأمر مفتوحا في الوقت المناسب على كل الاحتمالات تغليبا للمصلحة العليا للوطن بإذن الله وعونه».
ومن المقرر إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية هذا العام، ولكن حتى الآن لم تحدد هيئة الانتخابات أي موعد لهذه الانتخابات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.