أعلن «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» في الغوطة الشرقية لدمشق، تعيين مندوبين عنهما في لجنة تفاوضية لحل الخلافات وإيقاف المعارك المشتعلة بينهما، في وقت حققت قوات النظام تقدمًا، هو الأول من نوعه منذ شهرين، في الغوطة الشرقية، إثر سيطرتها على أجزاء من بلدة زبدين في الغوطة الشرقية لدمشق.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات النظام تمكنت فجر أمس من السيطرة على عدة نقاط كانت تسيطر عليها الفصائل الإسلامية والمقاتلة في محيط بلدة زبدين بالغوطة الشرقية، عقب اشتباكات وصفت بالعنيفة بين الطرفين. وبالموازاة، أعلن جيش الإسلام الذي يتمتع بنفوذ واسع في الغوطة الشرقية، أن المنطقة شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وقواته، بعد محاولة تسلل فاشلة نفذتها قوات النظام على أوتوستراد دمشق حمص الدولي.
وأفاد ناشطون سوريون باستمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط أوتوستراد دمشق - حلب قرب مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، بموازاة قصف نفذته قوات النظام استهدف مناطق في مدينة زملكا بالغوطة الشرقية.
وبدا أن التقدم الأخير لقوات النظام، ناتج عن انشغال «جيش الإسلام» وفصيل «جيش الرحمن» بالمعارك بينهما في الغوطة الشرقية منذ الأسبوع الماضي. لكن هذه الخلافات، دخلت مرحلة الحسم الأخير، إذ ظهرت بوادر اتفاق بين الفصيلين لحل الخلافات بينهما.
وتوصل «فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام» أمس إلى الاتفاق على تشكيل لجنة تفاوض من أجل حل الخلافات في الغوطة الشرقية مكونة من ممثلين عن الطرفين. ونقلت شبكة «الدرر الشامية» نسخة من قرار كل من فيلق الرحمن وجيش الإسلام؛ قضى بتكليف كل من الطرفين ثلاثة مندوبين في المفاوضات عنه.
وأعلن «جيش الإسلام» الذي سيطر أول من أمس على بلدة مسرابا في الغوطة الشرقية إثر اشتباكات مع «فيلق الرحمن» و«جبهة النصرة»، أنه «بعد الموافقة على بيان أهل الغوطة في مبادرتهم في اللجنة المتفق عليها فإننا نسمي لكم المحكمين عن جيش الإسلام أبو هاشم الوزير وأبو علي إدارة والقاضي أبو يوسف».
وجاء الإعلان عن الاتفاق، بعد تدخل علماء الغوطة الشرقية، وجاء فيه أنه «بعد السعي الحثيث للهيئات والمؤسسات المدنية في الغوطة الشرقية، بما فيهم علماء الغوطة لتهدئة الوضع المتأزم، وحقن الدماء في الغوطة، تفاجئنا فجر السبت باقتحام جيش الإسلام لبلدة مسرابا ومديرا بالأسلحة الثقيلة، مروعا المدنيين وموقعا عددا من الشهداء والجرحى، حيث فضت عناصره الاعتصام الذي قامت به الفعاليات المدنية في الغوطة الشرقية، واعتقلت الكثير منهم، فضلاً عن اعتقال الكثير من أهل العلم والثورة في الغوطة، إضافة لانسحابه من جبهة القطاع الجنوبي للغوطة، وتهديده لعناصره الشرفاء الذين رفضوا الانسحاب بالسجن والعقوبة».
وطالب العلماء «جيش الإسلام» وقياداته بـ«الكف عن التجييش والتحريض الأعمى وقلب الحقائق، والذي لا يؤدي إلا لمزيد من سفك الدماء»، و«سحب آلياته وعناصره من داخل المدن وتوجيهها إلى جبهات النظام»، فضلاً عن إطلاق سراح السجناء والمعتقلين لديه.
وكانت الاشتباكات اندلعت السبت بين الطرفين في أطراف بلدة مديرا بالغوطة الشرقية، التي تمكن جيش الإسلام من السيطرة عليها بعد سيطرته على بلدة مسرابا الملاصقة لها، إثر هجوم قصير وعنيف، استخدم فيها جيش الإسلام دبابات وعربات مدرعة وآليات تحمل رشاشات ثقيلة، قاطعًا بذلك الطريق الواصل بين مدينة حرستا التي يسيطر على معظمها لواء فجر الأمة (أحد فصائل جيش الفسطاط)، وبين بقية مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية، كما تمكن جيش الإسلام من أسر واعتقال أكثر من 50 عنصرًا من فيلق الرحمن وجيش الفسطاط.
في غضون ذلك، واصل النظام قصف الغوطة الغربية لدمشق، حيث فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة وقناصتها على مناطق في الطريق الواصل بين بلدة زاكية ومخيم خان الشيح بالغوطة الغربية. فيما نفذت طائرات حربية غارة على مناطق في بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي، وقصفت مناطق في أطراف بلدة الديرخبية بريف دمشق الغربي.
قوات الأسد تستفيد من اقتتال فصائل الغوطة الشرقية وتحقق خرقًا في زبدين
«جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» يشكلان لجنة تفاوض لحل خلافاتهما
قوات الأسد تستفيد من اقتتال فصائل الغوطة الشرقية وتحقق خرقًا في زبدين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة