وصل الحبيب الصيد، رئيس الحكومة التونسية، إلى العاصمة الليبية طرابلس، في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، برفقة خميس الجهيناوي، وزير الشؤون الخارجية، والتقى فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبي، وبعض أعضاء مجلس الرئاسة. وكان في استقباله في قاعدة «أبو ستة» البحرية في طرابلس رئيس الحكومة الليبية. وخلال مؤتمر صحافي عقده الطرفان، كشف رئيس حكومة الوفاق الوطني اللبيبة، عن اتفاق مع الرئيس الصيد على تشكيل لجان مشتركة لضبط الحدود، وعودة الرحلات الجوية إلى مطار قرطاج التونسي، بعد قرار السلطات التونسية نقلها إلى مطار صفاقس (وسط شرق البلاد).
ومن جهته، أكد الصيد أن تونس تعمل على عودة الأمن والاستقرار في ليبيا، بقوله: «نحن متفائلون بهذا الخصوص»، مشيرا إلى أنه اصطحب القنصل التونسي العام إلى العاصمة الليبية، استعدادا لفتح القنصلية التونسية في ليبيا في أقرب وقت. وتعد هذه أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس الحكومة التونسية إلى ليبيا، منذ دخول المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إلى طرابلس، وهي تعبير من تونس عن مساندتها للمجلس الرئاسي، وتعبير أيضا عن دعمها لحكومة الوفاق الوطني. وكانت تونس قد أعلنت منذ فترة عن موقفها المعارض للتدخل العسكري في ليبيا، لحل الخلافات في هذا البلد الذي تمزقه الأزمات، ونبهت إلى إمكانية تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في حال تنفيذ تدخل عسكري أجنبي على الأراضي الليبية.
وبشأن هذه الزيارة، أكدت مصادر مطلعة من وزارة الخارجية التونسية، أن الرئيس الباجي قائد السبسي، هو الذي أوفد رئيس الحكومة ووزير الشؤون الخارجية إلى طرابلس في ساعة مبكرة من صباح أمس، لعقد لقاء مع فائز السراج، بهدف حث الفرقاء الليبيين على استعادة الأمن والاستقرار إلى بلدهم.
وكان السراج قد وصل إلى ليبيا في 30 من مارس (آذار) الماضي، في خطوة دعمتها منظمة الأمم المتحدة، بهدف إعادة الأمن والاستقرار والقضاء على التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش المتشدد.
واستقبل السراج منذ عودته إلى ليبيا عددا من القيادات السياسية الغربية، وكان رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني أول الزائرين إلى ليبيا في 12 من أبريل (نيسان) الماضي. أما على المستوى العربي فقد كانت زيارة الجزائري عبد القادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي، أولى الزيارات إلى ليبيا.
ومن جانبها احتضنت تونس خلال 25 من أبريل الماضي، والخامس من مايو (أيار) الحالي، اجتماعي وزراء الداخلية والخارجية لدول المغرب العربي على التوالي، ومثل الوضع السياسي المتعثر في ليبيا ومقاومة الإرهاب أحد أهم الملفات المطروحة. وقبل يوم واحد من زيارة الصيد إلى العاصمة الليبية طرابلس، دعا اجتماع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، المنعقد أول من أمس في العاصمة التونسية، المجلس الرئاسي في ليبيا إلى استكمال تنفيذ بنود اتفاق الصخيرات، لتعزيز مؤسسات الدولة الليبية. وقد رحب مجلس وزراء الخارجية في ختام دورته العادية الـ34 في تونس، بانتقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي إلى العاصمة طرابلس، وعدها خطوة هامة وأساسية في سبيل تنفيذ بنود الاتفاق السياسي، الموقع بالصخيرات في 17 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي بالمغرب.
في السياق ذاته، أعلن صالح همة، النائب في البرلمان الليبي، أول من أمس الخميس، عن مبادرة بشأن منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني، وقال في تصريح صحافي: «المبادرة تتضمن مجموعة من النقاط الهامة والأساسية، ومن بينها توسيع قاعدة المشاركة في الحكومة، لتشمل كل المناطق»، مؤكدا أن الوثيقة الموقعة بين الأطراف الليبية بمدينة الصخيرات المغربية نصت على هذه المشاركة الموسعة، لتشمل التوزيع الجغرافي والاجتماعي، موضحا أن الأغلبية تؤيد منح الثقة للحكومة، وتوقع عقد جلسة خاصة لهذا الغرض في أقرب وقت، لكنه قال: «إنه من الضروري عقد الجلسة في مدينة طبرق، لعدم وجود أسباب موضوعية تستدعي عقدها خارجها»، على حد قوله.
رئيس الحكومة التونسية يبدي استعداده لفتح قنصلية في ليبيا بعد لقائه السراج
الجانبان اتفقا على آلية لضبط الحدود وعودة الرحلات الجوية إلى مطار قرطاج
رئيس الحكومة التونسية يبدي استعداده لفتح قنصلية في ليبيا بعد لقائه السراج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة