رئيس الحكومة التونسية يبدي استعداده لفتح قنصلية في ليبيا بعد لقائه السراج

الجانبان اتفقا على آلية لضبط الحدود وعودة الرحلات الجوية إلى مطار قرطاج

فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية في المؤتمر الصحافي مع الحبيب الصيد رئيس الحكومة التونسية خلال زيارته أمس إلى طرابلس (رويترز)
فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية في المؤتمر الصحافي مع الحبيب الصيد رئيس الحكومة التونسية خلال زيارته أمس إلى طرابلس (رويترز)
TT

رئيس الحكومة التونسية يبدي استعداده لفتح قنصلية في ليبيا بعد لقائه السراج

فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية في المؤتمر الصحافي مع الحبيب الصيد رئيس الحكومة التونسية خلال زيارته أمس إلى طرابلس (رويترز)
فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية في المؤتمر الصحافي مع الحبيب الصيد رئيس الحكومة التونسية خلال زيارته أمس إلى طرابلس (رويترز)

وصل الحبيب الصيد، رئيس الحكومة التونسية، إلى العاصمة الليبية طرابلس، في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، برفقة خميس الجهيناوي، وزير الشؤون الخارجية، والتقى فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبي، وبعض أعضاء مجلس الرئاسة. وكان في استقباله في قاعدة «أبو ستة» البحرية في طرابلس رئيس الحكومة الليبية. وخلال مؤتمر صحافي عقده الطرفان، كشف رئيس حكومة الوفاق الوطني اللبيبة، عن اتفاق مع الرئيس الصيد على تشكيل لجان مشتركة لضبط الحدود، وعودة الرحلات الجوية إلى مطار قرطاج التونسي، بعد قرار السلطات التونسية نقلها إلى مطار صفاقس (وسط شرق البلاد).
ومن جهته، أكد الصيد أن تونس تعمل على عودة الأمن والاستقرار في ليبيا، بقوله: «نحن متفائلون بهذا الخصوص»، مشيرا إلى أنه اصطحب القنصل التونسي العام إلى العاصمة الليبية، استعدادا لفتح القنصلية التونسية في ليبيا في أقرب وقت. وتعد هذه أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس الحكومة التونسية إلى ليبيا، منذ دخول المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إلى طرابلس، وهي تعبير من تونس عن مساندتها للمجلس الرئاسي، وتعبير أيضا عن دعمها لحكومة الوفاق الوطني. وكانت تونس قد أعلنت منذ فترة عن موقفها المعارض للتدخل العسكري في ليبيا، لحل الخلافات في هذا البلد الذي تمزقه الأزمات، ونبهت إلى إمكانية تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في حال تنفيذ تدخل عسكري أجنبي على الأراضي الليبية.
وبشأن هذه الزيارة، أكدت مصادر مطلعة من وزارة الخارجية التونسية، أن الرئيس الباجي قائد السبسي، هو الذي أوفد رئيس الحكومة ووزير الشؤون الخارجية إلى طرابلس في ساعة مبكرة من صباح أمس، لعقد لقاء مع فائز السراج، بهدف حث الفرقاء الليبيين على استعادة الأمن والاستقرار إلى بلدهم.
وكان السراج قد وصل إلى ليبيا في 30 من مارس (آذار) الماضي، في خطوة دعمتها منظمة الأمم المتحدة، بهدف إعادة الأمن والاستقرار والقضاء على التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش المتشدد.
واستقبل السراج منذ عودته إلى ليبيا عددا من القيادات السياسية الغربية، وكان رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني أول الزائرين إلى ليبيا في 12 من أبريل (نيسان) الماضي. أما على المستوى العربي فقد كانت زيارة الجزائري عبد القادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي، أولى الزيارات إلى ليبيا.
ومن جانبها احتضنت تونس خلال 25 من أبريل الماضي، والخامس من مايو (أيار) الحالي، اجتماعي وزراء الداخلية والخارجية لدول المغرب العربي على التوالي، ومثل الوضع السياسي المتعثر في ليبيا ومقاومة الإرهاب أحد أهم الملفات المطروحة. وقبل يوم واحد من زيارة الصيد إلى العاصمة الليبية طرابلس، دعا اجتماع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، المنعقد أول من أمس في العاصمة التونسية، المجلس الرئاسي في ليبيا إلى استكمال تنفيذ بنود اتفاق الصخيرات، لتعزيز مؤسسات الدولة الليبية. وقد رحب مجلس وزراء الخارجية في ختام دورته العادية الـ34 في تونس، بانتقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي إلى العاصمة طرابلس، وعدها خطوة هامة وأساسية في سبيل تنفيذ بنود الاتفاق السياسي، الموقع بالصخيرات في 17 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي بالمغرب.
في السياق ذاته، أعلن صالح همة، النائب في البرلمان الليبي، أول من أمس الخميس، عن مبادرة بشأن منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني، وقال في تصريح صحافي: «المبادرة تتضمن مجموعة من النقاط الهامة والأساسية، ومن بينها توسيع قاعدة المشاركة في الحكومة، لتشمل كل المناطق»، مؤكدا أن الوثيقة الموقعة بين الأطراف الليبية بمدينة الصخيرات المغربية نصت على هذه المشاركة الموسعة، لتشمل التوزيع الجغرافي والاجتماعي، موضحا أن الأغلبية تؤيد منح الثقة للحكومة، وتوقع عقد جلسة خاصة لهذا الغرض في أقرب وقت، لكنه قال: «إنه من الضروري عقد الجلسة في مدينة طبرق، لعدم وجود أسباب موضوعية تستدعي عقدها خارجها»، على حد قوله.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.