تقرير أميركي: انخفاض عائدات «داعش» بنسبة 30 %

عائدات التنظيم الإرهابي تراجعت إلى 56 مليون دولار

تقرير أميركي: انخفاض عائدات «داعش» بنسبة 30 %
TT

تقرير أميركي: انخفاض عائدات «داعش» بنسبة 30 %

تقرير أميركي: انخفاض عائدات «داعش» بنسبة 30 %

قال تقرير أميركي، نشر أمس، إن دخل تنظيم داعش انخفض بنسبة 30 في المائة، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، وإن حجم إنتاج النفط تقلص بنسبة 50 في المائة عما كان عليه قبل ستة شهور، بسبب قصف آبار ومصافي ومنشآت النفط التي يسيطر عليها التنظيم، وإن جملة عائدات «داعش» تراجعت الشهر الماضي إلى 56 مليون دولار، بعد أن كانت 80 مليون دولار شهريا قبل ستة شهور، وإن إنتاج النفط اليومي في ما تبقى من منشآت تحت سيطرة «داعش» انخفض من 33 ألف برميل إلى 20 ألف برميل.
ونشر التقرير مركز خدمات إدارة المعلومات (آي إتش إس)، في إنغلزوود (ولاية كولورادو)، الذي يقدم خدمات معلوماتية وأمنية لشركات داخل وخارج الولايات المتحدة. وقال لودوفيكون كارلينو، الخبير في المركز: «تظل إمكانيات (داعش) الاقتصادية قوية، رغم الخسائر الاقتصادية والعسكرية الكبيرة التي تعرضت لها، لكن لا شك أن الخسائر كبيرة. لهذا، صارت (داعش) تزيد الضرائب على المواطنين والمؤسسات التي تسيطر عليها، وتزيد المصادرات، والمبيعات، والغرامات، لزيادة دخلها النقدي».
وفي الأسبوع الماضي، قال الرئيس باراك أوباما إن تنظيم داعش «صار في موقع الدفاع، ولم يعد في موقع الهجوم»، مؤكدا أن الولايات المتحدة، مع حلفائها الأوروبيين والشرق أوسطيين، «ستواصل العمليات ضد (داعش) في جميع مناطق وجوده»، كاشفا عن القبض على قيادات داعشية قال إنها زودت الأميركيين بمعلومات هامة عن التنظيم. وأضاف أوباما: «اليوم، على الميدان في سوريا والعراق، صار «داعش» في وضع دفاعي، وصرنا نحن في وضع هجومي»، مشيرا إلى أن التنظيم «لم يقم بعملية ناجحة واحدة منذ الصيف الماضي، وشهدت زعامته أشهرا صعبة.. وهبط عدد المقاتلين إلى أدنى مستوى منذ عامين، ويتزايد عدد الذين أدركوا أنهم يقاتلون من أجل قضية خاسرة.. فكل صباح يستيقظ قادة «داعش» وهم يعرفون أن هذا قد يكون يومهم الأخير».
لكن الرئيس الأميركي اعترف بأن القتال ضد تنظيم داعش «لا يزال صعبا ومعقدا»، فحسب معلومات نشرتها الأسبوع الماضي صحيفة «واشنطن بوست»، خسر «داعش» خلال العام الماضي ربع جملة الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا. وخسر، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، نسبة عشرة في المائة. وتقع معظم الأراضي التي خسرها التنظيم خلال هذه الفترة الأخيرة في شمال شرقي سوريا، ثم جنوبا باتجاه الرقة ودير الزور.
ونقلت الصحيفة قول ستيف وارين، المتحدث باسم قوات التحالف، إن داعش خسر نصف أراضيه في العراق، ومنها مناطق: بيجي، وتكريت، وسنجار، والرمادي، وإن «العمليات في مناطق مخمور، وهيت، والفلوجة ستجري في وقت واحد لأسباب عسكرية».
وقالت الصحيفة إن الحشود الأميركية والدولية ضد «داعش» هي «الأكبر في التاريخ»، من حيث مساحة المنطقة المستهدفة، وإن البنتاغون رصد قرابة أربعة مليارات دولار للحرب ضد التنظيم من ميزانيته السنوية التي بلغت 650 مليار دولار، وإن الهجمات الجوية الأميركية تشكل 93 في المائة من جملة الهجمات الجوية في سوريا، و70 في المائة من جملة الهجمات الجوية في العراق



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.