ادعت كثير من الشركات المصنعة للهواتف الجوالة في السابق أن هواتفها تقدم خدمات وتقنيات كثيرة تغني المستخدم عن كومبيوتره الشخصي، ولكن الحقيقة أن تلك الهواتف تريح المستخدم من قراءة الرسائل وتصفح المواقع، ولكنها لا تقدم الفاعلية نفسها مقارنة باستخدام الكومبيوتر الشخصي. غير أن هاتف «مايكروسوفت لوميا 950 إكس إل» Microsoft Lumia 950 XL يقوم بذلك بشكل كامل، إذ إنه يتصل بالشاشة ولوحة المفاتيح والفأرة ويعمل بنظام التشغيل «ويندوز 10»، ليستطيع المستخدم العمل على التطبيقات المكتبية الخاصة بكومبيوتره الشخصي، بما فيها متصفح الإنترنت، ومجموعة تطبيقات «أوفيس»، وغيرها. وقد اختبرت «الشرق الأوسط» الهاتف الذي أطلق أخيرا في المنطقة العربية، ونذكر هنا ملخص التجربة.
كاميرا متقدمة
تصميم الهاتف مريح للاستخدام والحمل، وسيلاحظ المستخدم فورا أن وزنه خفيف للغاية، ولكن هذا الأمر لا يعني أن مواصفاته التقنية منخفضة، بل هي عالية مع تقديم جودة عالية للشاشة لحمايتها من الصدمات والخدوش. ويستخدم الهاتف كاميرا متقدمة تعمل بدقة 20 ميغابيكسل، وتستخدم ضوء «فلاش» ثلاثي للحصول على صور ذات ألوان أكثر واقعية. ويمكن للمستخدم الضغط قليلا على زر التصوير الجانبي لتركيز الصورة، والضغط بشكل أكبر لالتقاط الصورة. وبعد التقاط الصورة، يمكن للمستخدم تعديل شدة الإضاءة الخاصة بضوء «فلاش» يدويا من خلال مؤشر خاص، الأمر الذي يجعل الصور أفضل مقارنة بالحصول على صور ذات لون أبيض شديد أو منخفض.
وتعمل الكاميرا بتقنية «بيورفيو» PureView لرفع جودة ودقة الصور الملتقطة بشكل كبير، مع استخدام عدسات «كارل زايس». ويستخدم الهاتف كاميرا أمامية تعمل بدقة 5 ميغابيكسل ذات قوة التقاط عريضة، ويقدم الهاتف قدرات عالية على التحكم بجميع خصائص الكاميرا يدويا، وبكل سهولة، وذلك من خلال سلسلة من القوائم التي تظهر على الشاشة، بالإضافة إلى قدرته على إلغاء أثر اهتزاز يد المستخدم أثناء التصوير، من خلال تقنية إلغاء الأثر داخل نظام العدسات نفسها.
كومبيوتر متكامل
ويمكن وصل الهاتف بوحدة منفصلة اسمها «ديسبلاي دوك» Display Dock (يطلق عليها أيضًا اسم «كنونتينيووم» Continuum)، وهي عبارة عن مربع صغير يتصل بالهاتف من جهة وبالشاشة أو التلفزيون من جهة أخرى، وذلك لتحويل الهاتف إلى طور الكومبيوتر، وسيتحول نظام التشغيل «ويندوز 10» إلى الإصدار الخاص بالكومبيوترات الشخصية، مع تقديم قائمة البداية والتطبيقات الخاصة به، وغيرها، بالإضافة إلى وجود مؤشر فأرة على الشاشة. ويمكن وصل 3 ملحقات «يو إس بي» بالوحدة، من خلال منافذ قياسية (بما فيها الأقراص الصلبة الخارجية)، مع تقديم منفذين للشاشات أو التلفزيونات بتقنية «إتش دي إم آي» و«ديسبلاي بورت».
ويمكن التحكم بالفأرة من خلال الهاتف، وذلك لتحويل شاشة الهاتف إلى لوحة يمكن تحريك المؤشر من خلالها بمجرد تحريك الأصابع والنقر على الشاشة. وستعرض الشاشة لوحة المفاتيح الرقمية مباشرة لدى النقر على مكان يمكن الكتابة فيه. ويمكن كذلك استخدام لوحة مفاتيح وفأرة لاسلكية (أو سلكية) للتفاعل المباشر مع الهاتف. وتجدر الإشارة إلى أنه بإمكان المستخدم وصل الهاتف بالتلفزيون، من خلال وحدات استقبال لاسلكية من مختلف الشركات، ولكن هذا الأمر يعني أن سرعة العرض ستكون 30 صورة في الثانية، وليس 60 صورة في الثانية، مقارنة باستخدام رابط سلكي مثل «ديسبلي دوك». وتتصل الوحدة بالهاتف عبر منفذ «يو إس بي تايب - سي» USB Type - C الجديد الذي يسمح بشحن الهاتف ونقل البيانات بسرعات عالية، وعرض الصورة في الوقت نفسه.
وسيرى المستخدم التطبيقات بشكلها الكامل، كما لو كان يعمل على كومبيوتره الشخصي، وليس على صورة النسخة الخاصة بالأجهزة المحمولة، الأمر الذي سيغني المستخدم بالفعل عن حمل كومبيوتر شخصي إلى المكتب، أو أثناء زيارات العمل، أو حتى أثناء السفر. ويدعم نظام التشغيل تحويل جميع التطبيقات إلى طور الكومبيوتر الشخصي، إن كان مطورها قد استخدام تقنية «منصة ويندوز العالمية» Universal Windows Platform البرمجية خلال تطوير تطبيقه، الذي يحول شكل البرنامج بين صيغة الكومبيوتر والأجهزة المحمولة «بالتصميم الطولي والعرضي، وفقا لجهة إمساك الجهاز».
ولتبريد الهاتف جراء الاستخدام المكتبي المكثف، فإنه يستخدم تقنية التبريد السائل من خلال دارة متخصصة تمتص الحرارة من المعالج لتبخير سائل خاص، الأمر الذي يجعله يتمدد بعيدا عن المعالج، ليمر عبر أنبوب نحاسي يقوم بتبريده بسرعة وإعادة السائل إلى المنطقة الموجودة فوق المعالج لتكرار العملية. ويضمن هذا الأمر بقاء الهاتف دافئا، عوضا عن ارتفاع حرارته إلى درجات عالية جدا أثناء استخدامه ككومبيوتر متكامل. ويدعم الهاتف التعرف على وجه المستخدم وفك قفله آليا من خلال تقنية «ويندوز هيلو» Windows Hello.
مواصفات تقنية
ويبلغ قطر شاشة الهاتف 5.7 بوصة، وهي تعرض الصورة بكثافة 518 بيكسل للبوصة، وبدقة 1440x2560 بيكسل، مع استخدام معالج «سنابدراغون 810» ثماني النواة، بسرعة 2.0 غيغاهرتز بتقنية 64 - بت. ويقدم الهاتف كذلك سعة تخزينية مدمجة تبلغ 32 غيغابايت، مع القدرة على رفعها إلى 2 تيرابايت، من خلال منفذ بطاقات الذاكرة المحمولة «مايكرو يو إس بي»، أو استخدام منفذ «يو إس بي تايب - سي» لوصل الأقراص الصلبة الخارجية بالهاتف، والعمل عليها بسرعة عالية. ويعمل الهاتف بـ3 غيغابايت من الذاكرة، مع استخدام بطارية بقدرة 3340 ملي أمبير يمكن استبدالها، وهي تسمح للمستخدم بتصفح الإنترنت لـ25 ساعة، أو 75 ساعة من التحدث عبر شبكات الجيل الثالث، أو تشغيل عروض الفيديو لمدة 11 ساعة، مع القدرة على شحن الهاتف بالكامل في ساعة واحدة فقط. ويدعم الهاتف الشحن اللاسلكي كذلك بتقنية Qi، واستخدام شريحتي اتصالات في الوقت نفسه.
وبفضل المواصفات التقنية المتقدمة، فإن الهاتف يدعم تشغيل جميع الألعاب الموجودة في متجر التطبيقات بسرعات عالية وأداء مرتفع. ويدعم الهاتف تقنيات «بلوتوث 4.1» و«واي فاي» اللاسلكية، وتبلغ سماكته 8.1 مليمتر، ويبلغ وزنه 165 غراما، وهو متوافر بلوني الأبيض أو الأسود، وبسعر 600 دولار أميركي.
وتجدر الإشارة إلى إطلاق إصدار أصغر من الهاتف اسمه «لوميا 950» يقدم مواصفات قريبة جدا من أخيه الأكبر، ولكن قطر شاشته يبلغ 5.2 بوصة (بكثافة 565 بيكسل للبوصة الواحدة) ومعالج «سنابدراغون 808» سداسي النواة بسرعة 1.82 غيغاهرتز، وبطارية بقدرة 3 آلاف ملي أمبير، مع بقاء جميع المواصفات التقنية الأخرى كما هي. ويبلغ سعر هذا الهاتف نحو 450 دولارا.
وعلى الرغم من أن مواصفات «لوميا 950 إكس إي» التقنية تجعله منافسا مباشرا لأحدث الهواتف في الأسواق، مثل «آي فون 6 إس بلاس» و«غالاكسي نوت 5» و«نيكزس 6 بي»، فإن طبيعة استخدامه، وكونه يعمل بنظام التشغيل «ويندوز 10»، يجعلانه يتنافس مع الكومبيوترات الشخصية، وليس الهواتف الجوالة. ويمكن القول إن هذا الهاتف مصحوب بوحدة «ديسبلاي دوك» تغني المستخدم عن استخدام كومبيوترات «كرومبوك» التي تحتاج إلى وجود اتصال دائم بالإنترنت، وخصوصا لدى حمل لوحة مفاتيح مطاطية، أو التي يمكن طيها بسهولة ووضعها في حقيبة اليد التي يحملها المستخدم معه. هذا، ويمكن استخدام تقنية التخزين السحابي «وان درايف» المدمجة داخل نظام التشغيل «ويندوز 10» للعمل على الملفات الخاصة بالمستخدم عبر أي جهاز.