أثنى رئيس حكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة في ليبيا برئاسة فائز السراج، على دورَي السعودية الإقليمي والدولي في دعم المسار السياسي ومراحل تنفيذه، فيما قام أمس وزيرا خارجية الفرنسي والألماني بزيارة مفاجئة إلى العاصمة الليبية طرابلس، لم يسبق الإعلان عنها.
وقال بيان وزعه المكتب الإعلامي للسراج: «إن عادل الجبير هنأ السراج، الذي التقاه أول من أمس على هامش اجتماع قمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، على بدء عمل المجلس الرئاسي لحكومته من طرابلس، مؤكدا دعم المملكة العربية السعودية لخيارات الشعب الليبي، ودعا جميع الأطراف للالتزام بالاستحقاقات الواردة في الاتفاق السياسي».
وقال البيان: «إن وزير الخارجية السعودي أبدى أيضا استعداد بلاده تقديم الدعم اللازم لحكومة الوفاق الوطني في عديد من المجالات الاقتصادية والأمنية، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، وذلك بمجرد بدء أجهزة الدولة عملها فعليا»، مبينا أن التحالف الإسلامي ضد الإرهاب يعد من أهم التحالفات التي سيكون لها دور في القضاء على تنظيم داعش المتطرف في المنطقة العربية والعالم.
وتسبق زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرو، ووزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، إلى طرابلس، جلسة مقررة لمجلس النواب الليبي بمقره في مدينة طبرق بأقصى شرق البلاد؛ وذلك للتصويت على منح الثقة لحكومة السراج، كما تسبق اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية والدفاع للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي غدا (الاثنين) في لوكسمبورج لمناقشة كيفية تقديم الدعم للحكومة الجديدة.
كما تأتي هذه الزيارة في ختام أسبوع دبلوماسي حافل في طرابلس، بدأ بزيارة وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني الذي أنهى الأسبوع الماضي قطيعة سياسية فرضها المجتمع الدولي على العاصمة لأكثر من عام ونصف العام.
وبعد يومين من زيارة سفراء فرنسا وبريطانيا وإسبانيا، وصل آيرولت وشتاينماير على متن طائرة فرنسية إلى مطار معيتيقة في شرق العاصمة، وسط حراسة أمنية مشددة من قبل عناصر أمن ليبيين وأجانب.
وعقد الوزيران اجتماعا مع السراج وأعضاء المجلس الرئاسي لحكومته في قاعدة طرابلس البحرية القريبة من مطار معيتيقة، التي يتخذها السراج مقرا له منذ وصوله على العاصمة نهاية الشهر الماضي.
وقبيل وصوله إلى طرابلس، قال وزير الخارجية الألماني للصحافيين: إن زيارته مع نظيره الفرنسي «مؤشر على أن المجتمع الدولي يتفق على نقطة رئيسية، وهي أن طريق السلام والاستقرار يمر عبر حكومة السراج، واتفاق السلام الموقع بالصخيرات في المغرب نهاية العام الماضي».
وأضاف شتاينماير موضحا «نريد أن نساعد على تحقيق ما يتطلع إليه الليبيون، وهو الحياة الطبيعية الآمنة والسلام، والمرتبطان بالجو السياسي التوافقي».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر دبلوماسية، أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى طرابلس تأتي «في السياق ذاته لزيارة (الرئيس الفرنسي) فرنسوا هولاند اليوم إلى مصر، الدولة المنخرطة في الأزمة الليبية».
وأوضحت المصادر، أن «آيرولت يعتقد أن على الأوروبيين الاستعداد للتحرك والعمل معا»، مضيفة أن فرنسا «كانت من أولى الدول التي دعمت السراج، وقد حان الوقت لإعطاء زخم جديد لهذا الدعم».
وتبدي فرنسا ومعها دول الاتحاد الأوروبي، والدول المجاورة لليبيا، قلقها من سعي تنظيم داعش المتطرف إلى التمدد بعد سيطرته على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، وهجومه على موانئ النفط الرئيسية في شرق البلاد.
وتبحث دول في الاتحاد الأوروبي إعادة فتح سفاراتها في العاصمة الليبية بعد إغلاقها في صيف عام 2014 إثر المعارك التي اندلعت بين الجماعات المسلحة في المدينة والتي نتج منها قيام حكومة أمر واقع لم تحظ طوال مدة حكمها باعتراف المجتمع الدولي.
وجاءت زيارة الوزيرين الأوروبيين إلى طرابلس قبل يومين من الاجتماع السنوي لوزراء الخارجية والدفاع الأوروبيين في لوكسمبورغ مساء الاثنين، الذي من المتوقع أن يتطرق إلى الوضع في ليبيا، حيث قالت مصادر أوروبية: إن الوزراء الأوروبيين سيبحثون الوضع في ليبيا مع السراج «عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة».
وتواجه حكومة السراج عقبة رئيسية في سعيها لبسط سيطرتها على البلاد، تتمثل في رفض الحكومة الموازية في شرق ليبيا، والتي كانت تحظى باعتراف المجتمع الدولي حتى ولادة الحكومة الجديدة، تسليمها السلطة قبل نيلها الثقة في البرلمان.
وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يزوران طرابلس.. وحفتر يعلن توسيع الحرب ضد المتطرفين
السراج يشيد بدور السعودية الإقليمي في دعم المسار السياسي الليبي
وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يزوران طرابلس.. وحفتر يعلن توسيع الحرب ضد المتطرفين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة