الناشطون السوريون المناهضون لـ«داعش» يتحولون إلى أهداف للتنظيم في جنوب تركيا

معلومات عن خلايا نائمة لدى التنظيم تراقب الذين يؤثرون في الرأي العام

زاهر الشرقاط إعلامي ومقدم برنامج ديني في قناة «حلب اليوم» يصارع من أجل الحياة في المستشفى بعد أن حاول تنظيم داعش اغتياله أمس في غازي عنتاب قرب الحدود السورية (مواقع تواصل)
زاهر الشرقاط إعلامي ومقدم برنامج ديني في قناة «حلب اليوم» يصارع من أجل الحياة في المستشفى بعد أن حاول تنظيم داعش اغتياله أمس في غازي عنتاب قرب الحدود السورية (مواقع تواصل)
TT

الناشطون السوريون المناهضون لـ«داعش» يتحولون إلى أهداف للتنظيم في جنوب تركيا

زاهر الشرقاط إعلامي ومقدم برنامج ديني في قناة «حلب اليوم» يصارع من أجل الحياة في المستشفى بعد أن حاول تنظيم داعش اغتياله أمس في غازي عنتاب قرب الحدود السورية (مواقع تواصل)
زاهر الشرقاط إعلامي ومقدم برنامج ديني في قناة «حلب اليوم» يصارع من أجل الحياة في المستشفى بعد أن حاول تنظيم داعش اغتياله أمس في غازي عنتاب قرب الحدود السورية (مواقع تواصل)

في حادثة باتت تتكرر بشكل لافت في الفترة الأخيرة، تعرّض الصحافي السوري المعارض لتنظيم داعش محمد زاهر الشرقاط، لمحاولة اغتيال في منطقة غازي عنتاب، جنوب تركيا، ما أدى إلى إصابته بجراح خطيرة، نقل على أثرها إلى المستشفى، وهو الأمر الذي يطرح علامة استفهام حول الأمن في هذه المنطقة التي يتواجد فيها عدد كبير من اللاجئين السوريين، لا سيما المعارضون منهم لتنظيم داعش، كما يجعل الناشطين الموجودين في هذه المنطقة يعيشون في قلق وخوف دائمين من إمكانية استهدافهم في أي لحظة في ظل التهديدات المستمرة التي يتعرضون لها.
وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية أن شخصا ملثما مجهولا أطلق الرصاص على الشرقاط (36 عاما)، لافتة إلى أن الحادث وقع يوم الأحد، وأن الشرطة تقوم بالتحري عن الحادث، قبل أن يعود التنظيم ويتبنى العملية، بحسب ما نقلت: «وكالة أعماق» الناطقة باسمه، وقالت نقلا عن مصدر خاص «إن مفرزة أمنية تابعة للتنظيم أطلقت النار، الأحد، على الشرقاط الذي يقدّم برامج معادية لـ(داعش)».
وأوضح، الناشط، في «الرقة تذبح بصمت» أبو محمد الرقاوي، أن شرقاط، الذي لا يزال في العناية المركزة، كان يعمل في قناة «حلب اليوم» التلفزيونية المعارضة مقدّم برامج، انطلاقا من كونه رجل دين معارضا للتنظيم، لافتا إلى «الشرق الأوسط» أنّ شرقاط كان خطيب جامع في منطقة الباب في حلب قبل أن يغادرها إلى غازي عنتاب، إثر سيطرة التنظيم عليها. وأضاف: «في الفترة الأخيرة نتعرض لتهديدات جدية ووصلتنا معلومات أنّ لدى «داعش» خلايا نائمة يراقبون الناشطين الذين يؤثرون في الرأي العام ضدّ التنظيم، لاستهدافهم في تركيا وحتى أوروبا، في ظل عجزهم عن استهدافهم داخل سوريا». وقال أبو محمد: «لدينا أزمة ثقة مع الجهاز الأمني التركي المسؤول عن هذا الموضوع نتيجة رفضه الدائم الإفصاح عن أي معلومات حول التحقيقات التي تتم في الجرائم التي سبق أن استهدفت ناشطين يعملون ضد «داعش»، وأصبحنا نشعر بشكل دائم أن حياتنا باتت بخطر، كما أنّنا سبق أن طلبنا منهم مراقبة بعض الأشخاص ممن يحوم الشك حولهم، لكننا لم نلق تجاوبا في هذا الإطار».
وشكّك أبو محمد بعمل القوى الأمنية التركية انطلاقا من وقائع عدّة، أهمّها، بحسب تأكيده، أنّها «أعلنت عن إلقاء القبض على 3 أشخاص متهمين باغتيال المخرج والصحافي السوري المعارض ناجي الجرف الذي قتل في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكن لم يكشف عن أي تحقيقات في القضية ومن يقف خلف هؤلاء، خاصة أنه بعد محاولة اغتيال الشرقاط، تأكّدت المعلومات التي كانت لدينا من وجود خلايا منتشرة لرصد الناشطين»، مضيفا: «علما بأنه وفي قضية مقتل الناشطين إبراهيم عبد وفارس حمادة، اللذين قتلا أيضا قبل أشهر قليلة، أعلنت السلطات التركية أنّ المتهمين، بعضهم غادر إلى سوريا وأحدهم ذهب إلى ألمانيا، وهو ليس صحيحا، لأن الأخير سافر قبل يوم من الجريمة وكان معروفا بنشاطه ضدّ (داعش)».
وفي حين أكّد أبو محمد وجوب أن تتولى السلطات التركية حماية الناشطين الذين يلجأون إليها، لفت إلى أنّ سبب استهداف الناشطين بشكل خاص في منطقة غازي عنتاب، هو كثافة السكان في هذه المنطقة التي يلجأ إليها معظم السوريين، ما يسهّل حركة المنتمين للتنظيم لمراقبة الناشطين.
وفي رسالة داخلية، وجّهتها رابطة الصحافيين السوريين لأعضائها، يوم أمس، بعد الإعلان عند محاولة اغتيال الشرقاط، طلبت فيها من الصحافيين المتواجدين في تركيا عموما، وغازي عنتاب خصوصا، توخي الحيطة والحذر، والابتعاد عن المقاهي والمطاعم السورية في هذه المدينة لأنها مليئة بأناس يترصدون تحركات المستهدفين. وقبل الشرقاط، كان المخرج السوري ناجي الجرف قد تعرض في شهر ديسمبر الماضي، لعملية اغتيال في مدينة غازي عنتاب، جنوب شرقي تركيا، بمسدس كاتم للصوت، والجرف (38 عاما) ناشط سياسي معروف بمعارضته للنظام السوري ومناهضته لتنظيم داعش، يتحدر من مدينة السلمية في ريف حماه الشرقي (وسط). وأخرج أفلاما وثائقية عديدة عن الأزمة السورية، ونُشر له على موقع يوتيوب فيلم وثائقي حول «داعش وسلوكياته في مدينة حلب قبل طرد التنظيم منها».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.