عقد في بغداد أمس، مؤتمر سياسي وعشائري، من أجل دعم مدينة الفلوجة، حضره بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش».
وقال ماكغورك في كلمة له بالمؤتمر: إن «الإرهابيين عندما أتوا كذبوا علينا وعلى العالم بأنهم يمثلون أهالي الأنبار، وأخبروا العالم بأنهم جزء من حركة وسينضم السنة إليهم في العالم، وهو كذب وافتراء».
وأضاف أن «الناس في الأنبار يحررون مدنهم وأهلهم، وكما نرى فإنها حرب عالمية، وعندما يتم القضاء على (داعش) في مدينتكم فهو النصر الحقيقي، وسندعمكم وندعم الحكومة». وأضاف أن «لمدينة الفلوجة مكانة خاصة في قلوب الأميركيين التي فقدوا فيها أرواح المئات من المواطنين، ودماؤنا ممزوجة بدمائكم، وسنقف معكم داعمين لكم، ولهذا نحن فخورون بأننا معكم؛ لأنها معركة العالم بأجمعه».
يذكر أن الفلوجة شهدت في 31 مارس (آذار) 2004، مقتل 4 متعاقدين أميركيين بأيدي مسلحين كانوا يسيطرون على المدينة، وسحلوا جثثهم في الشوارع قبل أن يعلقوها من جسر. ودفعت الواقعة الجيش الأميركي إلى شن عمليات انتهت في نوفمبر (تشرين الثاني) من نفس العام باستعادة المدينة.
من جانبه، أكد نائب رئيس اللجنة الأمنية في البرلمان العراقي، النائب عن محافظة الأنبار، حامد المطلك، أن ما يجري في مدينة الفلوجة من كوارث إنسانية تتحملها الحكومة العراقية والجانب الأميركي، وعليهما تحمل المسؤولية بشكل كامل وإنقاذ أرواح الأهالي. وقال المطلك في حديث لـ«الشرق الأوسط»: إن «المئات من أهالي الفلوجة تعرضوا للموت جوعا، بينما سقط الآلاف منهم قتلى جراء القصف الوحشي الذي تتعرض له المدينة منذ سنوات، عبر سقوط عشرات الآلاف من القذائف والبراميل المتفجرة، واستمرار هذه الجريمة تتحمله الحكومة العراقية والجانب الأميركي، الذي يقود قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم (داعش) الإرهابي، وكنا نأمل من الحكومة المركزية وقوات التحالف الدولي أن تمطر الفلوجة بالمساعدات الغذائية والطبية، ولكن بدلا لذلك أمطرت أهالي المدينة بآلاف القذائف والبراميل المتفجرة، التي حصدت أرواح آلاف الأبرياء ظلما وعدوانا، وأصبحت مدن الأنبار بشكل عام ومدينة الفلوجة بشكل خاص، مسرحا للحرب نيابة عن العالم أجمع، مما أدى إلى نزوح الملايين من ديارهم، ومقتل وإصابة الآلاف منهم جراء الحرب».
وأضاف المطلك، أن «السكوت على الكارثة الإنسانية التي باتت تحصد أرواح المدنيين العزل المحاصرين حصارا مزدوجا داخل مدينة الفلوجة، ويموتون جوعا أو حرقا بنيران القصف الوحشي، يعد بمثابة العقوبة على أهالي المدينة الذين دافعوا عن مدينتهم وتصدوا للاحتلال الأميركي، ولا بد من تحرك فوري وجاد لتحرير المدينة وإنقاذ الأبرياء، وليس عبر الوعود والخطابات الرنانة في المؤتمرات». وقال: «سعينا لعقد هذا المؤتمر من أجل إيصال معاناة أكثر من 105 ألف يتعرضون للموت جوعا وحرقا، مناشدين العالم أجمع للإسراع في تقديم المساعدة وفك الحصار، لا من أجل أن يتكلم فيه مبعوث الرئيس الأميركي بشكل خطابات ووعود».
إلى ذلك، قال رئيس مجلس العشائر المتصدية لتنظيم «داعش» في الأنبار، الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي، لـ«الشرق الأوسط»: إن «الجانب الأميركي والحكومة العراقية يماطلان في عمليات تحرير مدينة الفلوجة، لوجود حقد دفين على هذه المدينة التي قاتلت قوات الغزو الأميركي بعد 2003».
وأضاف الفهداوي: «نحن نتصدى الآن لتنظيم (داعش)، وريث تنظيم (القاعدة)، ومضطرون للتعاون مع قوات التحالف الدولي الذي أصبح يقدم الدعم لمقاتلينا».
بدوره، أعلن مجلس محافظة الأنبار أمس، الانتهاء من التحضيرات للعملية المرتقبة لتحرير مدينة الفلوجة، وتحديد القوات التي ستشارك فيها، مؤكدا إعداد وتجهيز القوات بشكل جيد لخوض المعركة وطرد تنظيم «داعش» منها.
وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: إن «التحضيرات العسكرية لتحرير مدينة الفلوجة وصلت مراحل متقدمة جدا، حيث انتهينا من وضع اللمسات الأخيرة على عملية التحرير خلال اجتماعات ومناقشات، من قبل المجلس في المحافظة والقيادات الأمنية التي ستشرف على المعركة». وأضاف العيساوي: «إن أكثر من 5 آلاف مقاتل من قوات العشائر في الأنبار ستشترك في المعركة مع القوات الأمنية الأخرى، بعدما تم إعداد المقاتلين الـ5 آلاف بشكل جيد، وهم الآن في أتم الجاهزية نفسيا ولوجستيا لبدء القتال واقتحام المدينة، وإنقاذ أهلها المحاصرين».
وأشار العيساوي إلى أن «طيران التحالف الدولي سيكون له دور كبير في معركة تحرير الفلوجة، وخصوصًا بعدما أكد لنا ذلك مبعوث الرئيس الأميركي، خلال مؤتمر دعم الفلوجة، وهناك تعاون وتنسيق كبير بين جميع الأطراف التي ستشارك في المعركة، والقيادات درست توزيع القطاعات والقوات التي ستبدأ الهجوم والقوات التي ستساندها، وهي على جاهزية كبيرة الآن، كما تركز خطة تحرير المدينة على حماية المدنيين والعمل على تأمين ممرات آمنة لخروجهم من المدينة كأساس لإطلاق المعركة»، موضحا أن «معركة الفلوجة تطلبت دراسة ميدانية كبيرة تختلف عن أي معركة أخرى، إذ إن وجود العدد الكبير من المدنيين المحاصرين فيها تطلب وضع خطة ودراسة دقيقة للمعركة، الأمر الذي تسبب في تأخرها».
يذكر أن مدينة الفلوجة تعاني حصارا مزدوجا من قبل تنظيم «داعش» داخلها، والقوات الأمنية العراقية خارجها، فيما تؤكد مصادر أمنية ومحلية، أن أوضاع الأهالي مأساوية، جراء نفاد المواد الغذائية والطبية.
مبعوث أوباما في مؤتمر لدعم الفلوجة: لها مكانة خاصة في قلوب الأميركيين
مجلس الأنبار: التحضيرات لمعركة تحرير المدينة اكتملت
مبعوث أوباما في مؤتمر لدعم الفلوجة: لها مكانة خاصة في قلوب الأميركيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة