البرلمان المصري يتجه لمنح ثقته للحكومة رغم انتقادات طالت خطة عملها

ائتلاف الأغلبية يدعم بقوة.. ونواب: لن نُجازف برفض برنامجها لحساسية وضع البلاد

البرلمان المصري يتجه لمنح ثقته للحكومة رغم انتقادات طالت خطة عملها
TT

البرلمان المصري يتجه لمنح ثقته للحكومة رغم انتقادات طالت خطة عملها

البرلمان المصري يتجه لمنح ثقته للحكومة رغم انتقادات طالت خطة عملها

قال نواب في البرلمان المصري إنه «رغم الانتقادات التي طالت برنامج الحكومة برئاسة شريف إسماعيل؛ فإننا لن نجازف برفض البرنامج لحساسية وضع البلاد الآن». وأضاف النواب لـ«الشرق الأوسط» أن «المصلحة العامة للدولة تقتضي المُوافقة على البرنامج». بينما يرى خُبراء ومراقبون أن «البرلمان يتجه بالإجماع لمنح ثقته للحكومة رغم الانتقادات والملاحظات، التي طالت خطة عملها التي تم عرضها أمام مجلس النواب قبل أسبوع». ويلزم الدستور المصري الذي أقر عام 2014 الحكومة بعرض برنامجها على البرلمان لكي تحصل على ثقته، وفقا للمادة (146)، فإذا لم تحصل على ثقة الأغلبية خلال ثلاثين يوما، يُكلف رئيس الدولة رئيسا آخر لمجلس الوزراء بترشيح من ائتلاف الأغلبية، فإذا لم تحصل على الثقة أيضا يعد المجلس منحلا. وألقى شريف إسماعيل، رئيس الوزراء المصري، بيان حكومته أمام البرلمان، الأحد الماضي، للحصول على ثقة نواب المجلس. وأحال رئيس البرلمان الدكتور على عبد العال بيان الحكومة وبرنامجها إلى لجنة خاصة، لإعداد تقرير خلال 10 أيام لرفعه إلى الجلسة العامة والبت فيه خلال 20 يوما. وقالت مصادر مُطلعة داخل «دعم مصر» إن «الائتلاف يدعم بقوة المُوافقة على برنامج الحكومة»، مضيفة: «لا نملك الوقت الكافي لرفض الحكومة الحالية.. لأن مصر تحتاج للعمل أكثر من مجرد النقد».
ويُعد ائتلاف «دعم مصر» من أبرز الائتلافات التي أُعلن عنها في البرلمان، ويضم 370 عضوا من عدد الأعضاء البالغ 596.. ويتكون «دعم مصر» بشكل رئيسي من الأعضاء المستقلين الذين يمثلون 75 في المائة من عدد أعضاء المجلس، فضلا عن عدد من الأحزاب. وقالت النائبة مارجريت عازر، إن «المناخ العام في البرلمان الآن إننا ندرس بشكل كبير برنامج الحكومة ولو أن هناك ملاحظات يتم مناقشتها مع الحكومة، لإقرار برنامج الحكومة بما يصب في صالح المواطن المصري»، مضيفة: «رائع.. أن يكون في مصر حكومة تعمل بعد كل هذه الظروف التي مرت بها البلاد»، لافتة إلى أننا مُصممون أن يتم دراسة البرنامج من دون أي مزايدات أو تقليل منه.. وجمع النواب مهتمين بأمر مناقشة بنود البرنامج. وأضافت عازر، وهي عضوة المكتب السياسي لائتلاف «دعم مصر» لـ«الشرق الأوسط» أنه حتى الآن وبعد مرور ما يقرب من أسبوع على عرض الحكومة لبرنامجها.. هناك قبول كبير للبرنامج من قبل النواب.
وحول ما إذا رفضت الحكومة تعديل أي مواد في برنامجها كما تردد من البعض، قالت عازر: «لم أسمع بذلك من قبل.. لكن سوف نلتقي بالحكومة لنعرض لها وجهة نظرنا». من جانبه، قال النائب محمد وهب الله، إن «البرلمان في طريقه للموافقة على برنامج الحكومة، لأن البرنامج يلبي جزء كبير من طموحات الشعب المصري»، لافتا إلى أن «غالبية النواب لديهم إجماع للموافقة على برنامج الحكومة؛ إلا أن عدد قليل من النواب رفضوا.. وهذا أمر طبيعي».
وأشار وهب الله، وهو عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، والأمين العام لاتحاد عمال مصر، إلى أن «المصلحة العامة للبلاد تقتضي المُوافقة على البرنامج»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» «إننا في البرلمان قد يكون لنا تعليقات على بعض مواعيد إنجاز مشروعات الحكومة المُقترحة.. وسوف نطالب بأن تكون هذه المواعيد مُحددة». وعرض إسماعيل، بيان الحكومة الذي عنونه بـ«نعم نستطيع» خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، مؤكدا أن حكومته سوف تتخذ الكثير من القرارات الصعبة للنهوض من الوضع الحالي، لافتا إلى أن تلك القرارات أرجأت طويلا حتى باتت حتمية.
وقال النائب أحمد السجيني، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، إن الهيئة البرلمانية للحزب تعكف على دراسة برنامج وحصر الملاحظات وصياغة التوصيات الفنية المختلفة، موضحا أن رفض برنامج الحكومة له معنى واحد فقط وهو عدم منح الثقة للحكومة التي قام الرئيس عبد الفتاح السيسي باختيارها لاستكمال برنامجه، وهو أمر لن يجازف به مجلس النواب، نظرا لحساسية التوقيت والوضع الراهن للبلاد. فيما أكد النائب أحمد إبراهيم عن حزب «حماة وطن»، أن الحزب سيوافق على بيان الحكومة، حتى لا يكون هناك تعطيل لأداء الحكومة أكثر من ذلك ولا يشعرون أنهم يعملون تحت ضغط، لافتا إلى أن سحب الثقة من الحكومة ليس له نفع ولن يفيد خلال الفترة المُقبلة من عمر الوطن.
وكانت مُناقشة بيان الحكومة بالبرلمان داخل اللجنة الخاصة التي تم تشكيلها قد شهدت هجوما حادا خلال الأيام الماضية على برنامجها، وقال نواب ممن شاركوا في مناقشة البرنامج إن «الحكومة لم تحدد مُدة زمنية لتنفيذ برنامجها.. وما جاء في خطتها ومشروعاتها (مجرد كلام إنشاء).. وأن البرنامج لا توجد به أي ملامح واضحة.. ولم يُحدد جدول زمني لتطبيق ما جاء فيه من وعود على أرض الواقع». وقال خبراء ومراقبون إن «الحكومة قدمت برنامجا من دون أي آليات واضحة للتنفيذ على أرض الواقع، مُستغلة في ذلك عدم قدرة المجلس على تشكيل حكومة بديلة، مما يجبر البرلمان على طرح الثقة في الحكومة الحالية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.