زوجة الأسد تنتعل حذاء فرنسيًا.. قيمته تعادل مرتب موظف سوري لمدة سنة

أسماء تشكو الحصار الاقتصادي الذي يمنعها من شراء ساعات ناطقة لمصابي الجيش

زوجة الأسد تنتعل حذاء فرنسيًا.. قيمته تعادل مرتب موظف سوري لمدة سنة
TT

زوجة الأسد تنتعل حذاء فرنسيًا.. قيمته تعادل مرتب موظف سوري لمدة سنة

زوجة الأسد تنتعل حذاء فرنسيًا.. قيمته تعادل مرتب موظف سوري لمدة سنة

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس بعاصفة من السخرية والاستغراب أثارتها تصريحات أسماء الأخرس الأسد، زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، لدى استقبالها وزوجها عددًا من مصابي قوات النظام الذين تعرّضوا لإعاقات دائمة ترافقهم أمهاتهم وزوجاتهم بمناسبة عيد الأم.
أسماء الأسد التي ظهرت في تقارير مصوّرة بثتها وسائل إعلام موالية تنتعل حذاءً ثمينًا من تصميم دار كريستيان لوبوتان الفرنسية وهي تتحدث إلى مصابين إما فقدوا بصرهم أو بترت أطرافهم أو أصيبوا بالشلل نتيجة كسور في العمود الفقري. وبعدما ألقى زوجها خطبة الاستقبال مثنيًا على عسكرييه، أظهر شريط مصور الزوجة جالسة إلى جوار زوجها تحادث العسكريين المصابين ومرافقاتهم، محاولة مواساتهم بوعود الحصول على أدوات حديثة تساعدهم في التغلب على إعاقتهم وتمكنهم من العودة إلى ممارسة حياتهم بشكل اعتيادي كالعصي والساعات الناطقة وغيرها، لكنها ألقت باللائمة على «الحصار الاقتصادي» المفروض على النظام في منع وصولها إليهم.
كلام أسماء الأسد ذكر السوريين بالمقولة الشهيرة لملكة فرنسا ماري أنطوانيت: «إذا لم يكن هناك خبز للفقراء.. لماذا لا يأكلون البسكويت». فعدا عن أن الأدوات التي تحدثت عنها كالساعة الناطقة والعصي ليست أدوات حديثة بل قديمة جدًا، علّقت ر. ع. على حديث زوجة الأسد عن نيتها تقديم ساعات ناطقة بأنه في التسعينات من القرن الماضي اشترى والدها ساعة ناطقة وحينذاك كانت اختراعًا مثيرًا للدهشة لكنه أيضا بليد ومزعج ولولا أنه كان حينها حديثًا لرموه في سلة المهملات. بينما كتبت قريبة من آل الأخرس لكنها معارضة للنظام: «لدى أسماء الأسد عقدة من كنيتها الأخرس.. لذلك تفكر بإهداء المصابين ساعات ناطقة».
من ناحية أخرى، أفادت وسائل إعلامية رسمية أن الأسد وزوجته استقبلا جرحى قوات النظام ممن شملهم برنامج «جريح الوطن» وساعدهم على تجاوز الإعاقة، سواءً بتركيب أطراف صناعية أو تأسيس مشاريع صغيرة تكون مصدر دخل لهم بعد فقدانهم القدرة على القتال وإعالة أسرهم. ويشار إلى أن مئات الآلاف من عسكريي النظام أصيبوا بإعاقات دائمة سببت لهم العجز، عدا مئات الآلاف ممن قتلوا من أبناء الأسر الفقيرة المُعدَمة في مناطق الساحل الموالية للنظام التي حوّلت ريف الساحل إلى ما يشبه مقبرة مترامية الأطراف. وفي هذه الأثناء يقف النظام عاجزا عن دفع تعويضات مالية لذوي قتلاه محاولا تعويضها بأفضلية الحصول على وظائف في الدولة والميليشيات المقاتلة.
هذا، وجاء حفل «يوم الأم» بعدما تعالت الأصوات في قرى الساحل السوري منتقدة إهمال الفقراء الذين يشكلون الخزان البشري لقوات النظام والميليشيات المدافعة عنه. لكن أسماء الأسد عبر ظهورها بكامل أناقتها وهي تقول إن الحصار الاقتصادي لا يساعدها في الحصول على عصي وساعات ناطقة وأدوات مساعدة للمعاقين، أثارت «السخط والقرف»، بحسب تعبير رؤى، وهي سورية من الساحل فقدت شقيقها وخطيبها في الحرب وأصيب أحد أقاربها بعجز أقعده في الفراش. وأضافت رؤى أن «أسماء منذ تزوّجت الرئيس تتصرف وكأنها الليدي ديانا ولا يهمها الشعب الفقير الذي يقتل من أجل الوطن وسلامة الوطن». وأردفت أنها لا تعرف ماذا تكون أحذية كريستيان لوبوتان ولا غيرها لأنها فقط قرأته عنها في الإنترنت. وهي تتساءل: «كيف الحصار الاقتصادي يمنع أسماء من شراء عصي ولا يمنعها من شراء حذاء بألف دولار، أي ما يعادل راتب موظف لمدة سنة.. على من تضحك هذه الهانم؟!!»
مواطن آخر، هو صهيب أبو عمرو، كتب في صفحته على موقع «فيسبوك»: «استقبلت السيدة الأولى وعقيلها عددًا من المصابين والمعطوبين من الشبيحة والمرتزقة التابعين لنظام الأسد، وحكت لهم أنها تريد أن تقدّم لهم أجهزة متطوّرة لمساعدتهم في حياتهم لكن الحصار الاقتصادي لا يساعد. لفت نظري أنو الحصار الاقتصادي ساعدها في شراء صرماية (حذاء) ماركة عالمية Christian Louboutin سعره في السوق 1.095 دولارا أميركيا، أي ما يعادل حاليًا نصف مليون ليرة سورية بسعر صرف الدولار اليوم. الصرماية برجل زوجة الرئيس التي تشكو الحصار الاقتصادي يعادل راتب موظف سوري لسنة ونصف. الحذاء ارتفاع كعبه 12 سم ومصنوع من الجلد الأسود ومادة البي في سي الشفافة وتقتني مثله كيم كارادشيان». ويشار إلى أن زوجة رئيس النظام السوري تعدّ من المعجبات بتصاميم كريستيان لوبوتان، إلى جانب المشاهير مادونا وكيم كاردأشيان وجينيفر لوبيز.
والملاحظ أنه مع تصاعد الضغوط على نظام الأسد ووفده المفاوض في جنيف للقبول بالجلوس إلى طاولة المفاوضات وبحث المرحلة الانتقالية، ينشط مكتب العلاقات العامة والإعلام الخاص بأسماء الأسد بحملة إعلامية تغازل الرأي العام الغربي عبر ترويج صورة إنسانية عن الأسد وعائلته من خلال الاحتفال رسميًا - لأول مرة بـ«يوم الأم» - بينما يتواصل نزيف الدم والدمار في بلد هجّر الملايين من سكانه، ودمّر نحو 60 في المائة من مدنه، وقتل أكثر من نصف مليون من أبنائه المعارضين والموالين، ويرزح أكثر من 80 في المائة منه تحت خط الفقر بدرجات.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.