باتت العاصمة الليبية طرابلس مرتعا للميليشيات، وترسانات الأسلحة، ورجال الاستخبارات الغربية، وشركات أمنية خاصة من دول بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها، يتعايشون مع بعضهم بعضا, ويعكفون على جمع معلومات عن مجريات الأحداث المتفاقمة، وسط شكوك محلية حول بوادر تدخل غربي لمحاربة «داعش».
وتبدأ «الشرق الاوسط»، ومنذ اليوم سلسلة تحقيقات ، من داخل طرابلس التي باتت تشكل عاصمة للإرهاب، بانتشار الميليشيات وأمراء الحرب. واعتمادا على وثائق ومشاهدات، وشهادات، تبيَّن وجود حالة من الغضب والارتباك بين أمراء الحرب، وقيادات مناوئة للجيش وسلطة البرلمان الذي يعقد جلساته في مدينة طبرق في شرق البلاد. ويخشى هؤلاء القادة من تدخل دولي وشيك. وبدا من خلال اجتماعات عقدها عدد منهم في طرابلس، أن من بينهم من يجنح للتعاون مع «داعش».
وفي هذا السياق, بدأت شركات أمن غربية في العمل انطلاقا من فيلات على شواطئ العاصمة الليبية طرابلس. ومن الداخل يأتي صوت الموسيقى الخفيفة مع رائحة طبخ المأكولات الليبية على يد ضباط غربيين متقاعدين كانوا يعملون في جيوش وأجهزة استخبارات غربية. وتتعاون عدة ميليشيات في حراسة مقار هذه الفرق الأمنية، فيما يشبه حالة التعايش معها.
ويحتل العاصمة منذ نحو أربع سنوات، أمراء حرب أصابهم اليأس أخيرا من تحقيق أي انتصارات، خاصة بعد تقدم الجيش الوطني بقيادة الفريق أول خليفة حفتر في بنغازي، وتنامي نفوذ تنظيم داعش في العاصمة، وانخراط قبائل كانت محسوبة على نظام العقيد معمر القذافي في الحرب ضد المسلحين.
وانعكست هذه الأوضاع على عائلات لقيادات سياسية وعسكرية وأمنية في العاصمة، بدأت في الرحيل عن طرابلس وعن مدينة مصراتة المجاورة إلى خارج البلاد، مع عملية محمومة لجمع العملات الصعبة وصلت إلى نحو نصف مليار دولار خلال 48 ساعة، بحسب تقارير استخباراتية.
...المزيد
شركات أمن غربية على ساحل طرابلس تتعايش مع الميليشيات
عائلات قيادات بدأت في الرحيل
شركات أمن غربية على ساحل طرابلس تتعايش مع الميليشيات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة