كشف رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مارتن كوبلر، عن واقعة احتجاز ثلاثة من أعضاء اللجنة الأمنية المؤقتة التابعة للبعثة الأممية في العاصمة الليبية طرابلس لساعات يوم الأحد الماضي، بينما عد رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح أن منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني المقترحة من البعثة خارج قبة المجلس «لا يعتد به نهائيًا».
واعتبر عقيلة - ونقلت تصريحاته وكالة الأنباء الليبية الرسمية - أن مدينة طبرق التي يتخذها المجلس مقرا مؤقتا له آمنة ولا يوجد ما يمنع عقد جلسات البرلمان. وقلل من أهمية اندلاع مشادات بين أعضاء المجلس المنقسمين حول مسألة اعتماد حكومة الوفاق الوطني برئاسة رجل الأعمال الطرابلسي فائز السراج، قائلا: «المشادات بين الأعضاء تحدث في كل برلمانات العالم، وهذا لا يمنع عقد الجلسات، وكان بالإمكان عقد الجلسة في اليوم التالي لإنهاء الخلافات بالطريق الديمقراطي الصحيح».
من جهته، أعلن المبعوث الأممي، مارتن كوبلر، أنه تم احتجاز أعضاء اللجنة الأمنية التابعة لبعثة الأممية لفترة وجيزة في طرابلس يوم الأحد الماضي، لكنه لم يكشف مزيدا من التفاصيل، ولم يحدد الجهة المسؤولة عن عملية الاعتقال التي تعد الأولى من نوعها التي يتعرض لها أعضاء اللجنة المكلفة من البعثة الأممية، وفقا لاتفاق السلام الذي تم توقيعه العام الماضي في منتجع الصخيرات بالمغرب بين البرلمانيين الحالي والسابق، للإشراف على عملية انتقال حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج إلى العاصمة طرابلس.
وقال كوبلر، في بيان له، إن «اعتقال أعضاء اللجنة الأمنية المؤقتة يتعارض مع قرار مجلس الأمن (2259)، ويهدف إلى منع اللجنة من أداء مهامها بحرية وأمان». وذكر كوبلر كل الأطراف الليبية بأن اللجنة الأمنية المؤقتة كيان رسمي يعمل وفقًا لبنود الاتفاق السياسي الليبي، مضيفا: «إنني أدعو كل الأطراف والسلطات المعنية على الأرض إلى التعاون الكامل مع اللجنة الأمنية المؤقتة وتيسير عملها وضمان سلامة أعضائها وحرية حركتهم».
وشكل المجلس الرئاسي لحكومة السراج في يناير (كانون الثاني) الماضي لجنة الترتيبات الأمنية المؤقتة بمقتضى الاتفاق السياسي بالصخيرات، تتكون من 17 ضابطا برتب عسكرية متفاوتة برئاسة العميد عبد الرحمن الطويل، وتتولى مهمة التنسيق مع الأطراف العسكرية والمجموعات المسلحة في طرابلس، من أجل التمهيد لعمل الحكومة من داخل العاصمة.
وتسيطر «ميليشيات فجر ليبيا»، وهي تحالف من مجموعات مسلحة غالبيتها إسلامية، على طرابلس منذ أغسطس (آب) من عام 2014. وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 فوضى أمنية في ظل صراع على السلطة بين حكومتين وبرلمانين.
من جهته، قال السفير الأميركي في روما، جون فيليبس، إن «سقوط القذافي كان بالإمكان الإعداد له بشكل أفضل»، لكن «فرنسا من دفع للأمر وليس الولايات المتحدة»، على حد تعبيره.
وتابع، في كلمة ألقاها بكلية الصحافة في جامعة «ساليرنو» جنوب إيطاليا ونقلتها وكالة أنباء «آكي» الإيطالية، أنا أيضا على استعداد بالاعتراف بأن سقوط القذافي كان يجب إعداده بشكل أفضل، فقد «مرت خمس سنوات، والأمور تسير من سيئ إلى أسوأ»، كان يجب أن نتذكر أن فرنسا ضغطت من أجل إسقاط القذافي وليس الولايات المتحدة.
وبعدما رأى أن «الوضع في ليبيا خطير جدا، غير مؤكد ومعقد»، لفت إلى أن بلاده تسعى لحل طويل الأمد، يمنح الاستقرار لهذا البلد، مشيرا إلى أن إيطاليا والولايات المتحدة أعلنتا أنه إنْ تمّ تشكيل حكومة توافق واسع في ليبيا، فيمكن «في إطار بعثة تابعة للأمم المتحدة، تقييم دعمها أيضا، وبشكل خاص مع إيطاليا».
وحول ما يتعلق بتصريحات له مثيرة للجدل بشأن إرسال إيطاليا خمسة آلاف مقاتل إلى ليبيا، قال السفير الأميركي إن «إيطاليا وحدها صاحبة القرار بالالتزام في ليبيا».
ونفى، في بيان له، أن تكون بلاده قد نصحت إيطاليا بأن ترسل خمسة آلاف عسكري إلى ليبيا، وأضاف: «قلت إن إيطاليا ذكرت علنا استعدادها لإرسال خمسة آلاف شخص تقريبا»، أما «بشأن الإعداد والتوقيت، فالأمر يتعلق بقرارات لم يتم اتخاذها بعد».
وفى مدينة بنغازي بشرق ليبيا، استمرت المعارك أمس بين قوات الجيش الليبي والجماعات المتطرفة في عدة مناطق، وفقا لما أبلغه سكان في المدينة ومسؤولون في الجيش الذي يقوده الفريق خليفة حفتر.
ولفت هؤلاء إلى أن المعارك لم تتوقف حول مصنع الإسمنت والقوارشة وقنفودة، وهي مناطق بها مساحات واسعة ومزارع، ومن المرجح قيام المتطرفين بزرع ألغام ومفخخات لعرقلة تقدم قوات الجيش لاستكمال سيطرتها على المدينة.
وقال أحد السكان، لـ«الشرق الأوسط»، إنه سمع أمس صوت قصف مدفعي في محور مصنع الإسمنت والقوارشة وقنفودة، لكنه قال في المقابل إن الحياة في بقية مناطق بنغازي كانت في الأمس أكثر من عادية وصارت أكثر راحة وبهجة، على حد تعبيره.
ليبيا: رئيس البرلمان يرفض منح الثقة للحكومة الجديدة من خارج طبرق
استمرار المعارك في بنغازي.. والبعثة الأممية تكشف عن واقعة اختطاف 3 من أعضاء لجنتها الأمنية في طرابلس
ليبيا: رئيس البرلمان يرفض منح الثقة للحكومة الجديدة من خارج طبرق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة