الجزائر: زعيم الأغلبية يتوقع تغييرًا حكوميًا الشهر المقبل

سعداني يطالب باختيار رئيس الوزراء من «جبهة التحرير»

الجزائر: زعيم الأغلبية يتوقع تغييرًا حكوميًا الشهر المقبل
TT

الجزائر: زعيم الأغلبية يتوقع تغييرًا حكوميًا الشهر المقبل

الجزائر: زعيم الأغلبية يتوقع تغييرًا حكوميًا الشهر المقبل

أعلن عمار سعداني، أمين عام حزب الأغلبية في الجزائر «جبهة التحرير الوطني»، عن تعديل حكومي خلال مارس (آذار) المقبل.
وأكد أن حزبه هو من سيقود الحكومة من موقعه صاحب الأغلبية في غرفتي البرلمان. ولا يوجد في الدستور الجزائري، الذي خضع للتعديل منذ شهر، ما يفيد بأن رئيس الوزراء يكون من الأغلبية. وقال سعداني أمس في اجتماع بكوادر «الجبهة» بالعاصمة، إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيجري تغييرا على الطاقم الذي يسيره رئيس الوزراء عبد المالك سلال، من دون تفاصيل أخرى. وأظهر قناعة بأن حزبه هو من سيقود الحكومة الجديدة المرتقبة.
ويجري منذ شهر الحديث عن «تغيير حكومي كبير»، كنتيجة للمصادقة على الدستور الذي أهم ما جاء فيه هو أن رئيس الجمهورية يعيّن الوزير الأول بعد استشارة الأغلبية، ولم يذكر أنه يختاره من الأغلبية.
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية الأسبوع الماضي، عن «مصدر مأذون بالرئاسة» أن الأخبار التي تناولتها صحف عن تغيير حكومي، غير صحيحة. وقال المصدر نفسه بأنه لا يوجد شيء في الدستور يفيد بأن الحكومة تتغير بعد كل تعديل دستوري. وعلى إثر هذا التصريح، توقف الجدل حول الموضوع. غير أن سعداني أثاره من جديد بإصراره على قيادة حزب الأغلبية.
ويشار إلى أن بوتفليقة ينتمي لـ«جبهة التحرير»، ويعدَ بحسب قوانينها الرئيس الشرفي للحزب، لكنه لا يحضر أبدا اجتماعاتها.
وعبَر سعداني عن معارضته الشديدة لعودة أحمد أويحيى إلى رئاسة الوزراء، التي غادرها عام 2011 واستخلفه سلال. وقال بأنه لا يصلح ليكون رئيسا للحكومة في الظروف التي تمرَ بها البلاد، في إشارة إلى الأزمة المالية الحادة نتيجة انخفاض أسعار النفط، وإلى المخاطر الأمنية بالحدود الجنوبية، وخاصة تلك المشتركة مع ليبيا.
ويشغل أويحيى مناصب وزير دولة، ومدير ديوان برئاسة الجمهورية، وأمين عام «التجمع الوطني الديمقراطي»، القوة السياسية الثانية في البلاد. وهو يتعرض منذ أسابيع لهجوم حاد من طرف سعداني، الذي اعتبره «خصما لدودا» برغم انتمائهما لما يسمى «الأغلبية الرئاسية». وتعكس انتقادات زعيم «جبهة التحرير»، بحسب مراقبين، خوفا من أن يميل بوتفليقة إلى أويحيى في حال قرر استبدال سلال، الذي يعدَ من المتعاطفين مع «جبهة التحرير».
على صعيد متّصل، دعا سعداني إلى «ضرورة رص صفوف الجزائريين، والحفاظ على المكاسب المحققة بهدف مواجهة مختلف التهديدات الخارجية»، في إشارة إلى مخاطر الإرهاب في ليبيا ومخاوف السلطات من أعمال إرهابية، يلوَح بارتكابها تنظيم داعش. وطالب سعداني بأن تدعم «كل فئات الشعب الجيش الوطني الشعبي المرابط على الحدود وفي الجنوب لأجل حماية البلاد». وأضاف: «الجزائر هي البلد الوحيد الذي بقي خارج خريطة، ما يسمى الربيع العربي». ويعكس هذا التصريح حساسية السلطات لمطلب قطاع من الجزائريين، تغيير النظام. فهي ترى أن ما جرى في تونس وليبيا ومصر: «فوضى وقفزا نحو المجهول».
وانتقد سعداني بشدة أحزاب المعارضة، بحجة أن «همها الوحيد هو البحث عن خليفة للرئيس بوتفليقة، بينما تدير ظهرها لما يحدث بالجنوب، والتهديدات على الحدود والظروف الاقتصادية الحالية». وترى المعارضة أن حكومة بوتفليقة عاجزة عن مواجهة الأزمة المالية، وبأنها تفتقد لخطة تقترح بديلا للمحروقات، الذي يعتمد عليه الاقتصاد بشكل كامل. كما ترى أن التحديات التي يفرضها «داعش» في ليبيا كبيرة وخطيرة، بينما الرئيس بوتفليقة «منسحب من المشهد العام» بسبب المرض وأن السلطة «في حالة شغور»، على حد تعبيرها. وتندد المعارضة بمجموعة من رجال الأعمال، وتزعم أنها تسيطر على مركز القرار منذ أن تراجع نشاط الرئيس في 2013.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.