في واحد من أطول خطاباته منذ توليه مقاليد الحكم قبل نحو عامين، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس من أحوال معيشية صعبة قد تعيشها البلاد ما لم تتسارع فيها معدلات التنمية وتضامن المواطنين معا، مؤكدا أن «مصر ما زالت تتعرض لمحاولات إسقاطها.. ومحاولات للعبث بوحدة المصريين»، كما وجه الشكر للدول الخليجية على المساعدات التي قدمتها لبلاده خلال الفترة الماضية منذ ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013.
وأوضح السيسي، في كلمته خلال احتفالية تدشين رؤية «التنمية الاستراتيجية بمصر 2030»، أن «كل التحديات التي يمكن الحديث عنها، وكل المخاطر، ليست لها أي قيمة أمام الحفاظ على وحدة المصريين، وما يتم الآن هو محاولة للعبث بوحدة المصريين، سواء مؤسسات الدولة مع بعضها البعض أو فئات المجتمع مع بعضها البعض. الإرهاب لم ينفع والضغوط لم تجد.. لذلك ستتم الآن تجربة أشياء جديدة، ولن ينتهي هذه الأمر إلا بنجاحنا الحقيقي في تجاوزه»، مضيفا أن «استراتيجية الدولة وسياستها تتجلى في المحافظة على الدولة والبناء.. ونحن نحاول بناء دولة حقيقية».
وبعد أن توقف الرئيس المصري عند أزمة الطاقة وكيف تم حلها، تابع موضحا «لن أسمح بتمزيق مصر.. فأنا مسؤول أمام الله عن 90 مليون مواطن مصري».
وعن أداء الحكومة، لفت السيسي النظر إلى تطوير 5 آلاف كيلومتر من الطرق في محاولة للنهوض بالبنية التحتية، وقال عن تخوف البعض من الفقر المائي «إنني أشارككم هذا القلق»، مضيفا أن «حجم المياه التي تتم معالجتها في مصر يصل إلى 10.5 مليون متر مكعب في اليوم، ونحن بصدد عمل محطات معالجة خلال سنة ونصف أو سنتين لحجم مياه قدر ما تم عمله خلال الأعوام الـ30 الماضية».
وفي هذا السياق نوه الرئيس بأن الاحتياجات المتزايدة لمعالجة المياه ترجع إلى تأثر مصر ببناء إثيوبيا لسد النهضة، واحتمال نقص مياه النهر النيل، وقال بهذا الخصوص «هناك سد يتم بناؤه، وسيتم الاتفاق مع المسؤولين في إثيوبيا على عدد سنوات معينة، يتم فيها حجز المياه حتى يتمكنوا من بنائه.. فكيف يمكن تعويض تلك المياه.. هل أترك الفلاحين من دون مياه؟».
كما طالب السيسي المصريين بالتبرع لبناء الدولة ودعم صندوق «تحيا مصر»، وقال إن إجمالي المبالغ التي جمعها صندوق «تحيا مصر» لدعم الاقتصاد يبلغ حتى الآن 4.7 مليار جنيه، منها مليار جنيه من الجيش، مضيفا أنه «لو قام كل يوم 10 ملايين من مجموع 90 مليون مواطن بالتبرع بجنيه واحد فإننا سنتمكن من جمع 10 ملايين جنيه في اليوم.. يعني 300 مليون في الشهر.. أي 4 مليارات في السنة».
وبخصوص مساعدة دول الخليج لمصر، أعرب السيسي عن شكره وتقديره للأشقاء في الخليج لتقديمهم المساعدة عقب أحداث 30 يونيو، مشيرا إلى أن محطات الوقود كانت فارغة والعمل متوقفا. وقال بهذا الخصوص «بالنسبة للبترول فقد استهلكت مصر خلال عامين وقودا يقدر بالأسعار العالمية بنحو 533 مليار جنيه، أي نحو 384 مليار جنيه بالسعر المصري، وقد أسهم أشقاؤنا في الخليج في الفاتورة بنحو 51 مليار جنيه.. وحتى الآن نحن نأخذ منهم وقودا لكن بشكل تعاقدات تجارية»، مؤكدا أن هذه التعاقدات التجارية تعني أن «نأخذه بالأجل.. أي نشتري الوقود بأجل وليس منحة، أما باقي التعاقدات فنحن نطلب منهم أجلا في السداد حتى تستقر أمورنا بشكل أفضل من الواقع الحالي، وحتى تنتهي الأزمة الاقتصادية العالمية».
وقال السيسي أيضا «كان يمكن أن تركز استراتيجية الدولة على مواجهة الإرهاب فقط ونترك كل الملفات، لكننا حرصنا على مجابهة الإرهاب وبناء الدولة في وقت واحد».
السيسي: مصر معرضة لمحاولات إسقاطها.. ونحاول بناء دولة حقيقية
وجه شكره لدول الخليج على مساعداتها.. وطالب المواطنين بالتبرع لدعم الاقتصاد
السيسي: مصر معرضة لمحاولات إسقاطها.. ونحاول بناء دولة حقيقية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة