من المؤكد أن الهبوط سيكون بمثابة صفعة مهينة لأستون فيلا الذي شارك بجميع مواسم بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز. خلال هذا الموسم، تحول أستون فيلا لما يشبه «نكتة» الدوري الممتاز، حيث قبع في قاع البطولة - بجدارة - بإحرازه فوزين فقط على امتداد 23 مباراة خاضها بالدوري الممتاز. أما موسم الانتقالات خلال يناير (كانون الثاني) فشهد ملهاة بكل المقاييس دارت حول مفاوضات فاشلة ورفض من اللاعبين للانتقال للنادي، بل وصل الأمر لأن مجرد إبداء النادي اهتمامه بضم نيمانيا فيديتش، دفع اللاعب لاعتزال كرة القدم. إلا أن التساؤل القائم الآن: من الخاسر الحقيقي في خضم كل هذا؟ هل هو اللاعبون الذين تتضرر سمعتهم بهذه النتائج البائسة؟ أم الجماهير التي تستقطع نصيبا كبيرا من قوتها كي تشاهد لاعبين لا يمن دون حماسًا تجاه القميص الذي يرتدونه؟ بالتأكيد الجمهور هو الخاسر.
بالنسبة لنا نحن مشجعي أستون فيلا، أصبح هذا الموسم برمته فترة مثير للحرج وخيبة الأمل. وقد بلغ يأسي مبلغا جعلني أشعر بإثارة وفرحة عارمة لمجرد تسجيلنا هدفا واحدا. ورغم أن هذا الهدف قد يأتي مقابل اثنين أو ثلاثة أو حتى أربعة أهداف اخترقت شباكنا قبله، تبقى الفرحة العارمة رد فعلي تجاه مجرد إثباتنا قدرتنا على تسجيل هدف. إنه وضع مثير للأسى، بالنظر إلى أننا نتحدث هنا عن نادي سبق له الفوز ببطولة الكأس الأوروبية عام 1982. لقد سبق أن كنا الفريق الأفضل على مستوى أوروبا، ونشارك بالدوري الممتاز منذ انطلاقه. أما الآن، وبعد خمس سنوات من النضال للهروب من الهبوط، أصبحنا أخيرًا على وشك الهبوط لدوري الدرجة الثانية.
وبالنسبة لأي شخص يتابع مباريات أستون فيلا، من غير المثير للدهشة أن نختار هذا العام تحديدًا كي نعلن يأسنا، ذلك أنه مع بدء سريان اتفاق البث التلفزيوني الجديد الموسم المقبل، فإنه من المنظور المالي يعتبر هذا الموسم الأسوأ على الإطلاق في تاريخ الدوري الممتاز لأن يهبط فيه أي نادي. ومع أن بعض مشجعي أستون فيلا ما يزال لديهم اعتقاد أن النادي مؤهل للعودة سريعًا لصفوف الدوري الممتاز، لا أشعر من ناحيتي بذات القدر من الثقة، ذلك أن مستوى الأداء الهزيل الذي قدمه الفريق على امتداد السنوات القليلة الماضية أمام خصوم من درجات أقل في الدوري في إطار المنافسات على الكأس، يوحي بأن أستون فيلا من الممكن أن يهبط ويبقى في هوة الهبوط لفترة.
جدير بالذكر أن ليدز يونايتيد وبلاكبرن روفرز ونوتنغهام فوريست وكوفنتري سيتي وبيرمينغهام سيتي جميعها من الأندية التي شاركت بانتظام في الدور بالممتاز، لكنها الآن تعد دليلاً على أنه ليس هناك ناد مهما بلغت مكانته أو تاريخه بمنأى عن ألم الهبوط. وعليه، تبقى إمكانية السقوط من أعلى والمكوث في الدرجات الأدنى من الدوري، أمرًا ممكنًا أمام الجميع، وهذا هو المصير الذي ربما ينتظر أستون فيلا. ويوعز بعض المراقبين المأساة الراهنة إلى خسارة النادي المدرب مارتن أونيل، والذي منذ رحيله لم يفلح الفريق في استعادة سابق عهده قط. من جانبي، أعتقد أن هذا القول ينطوي على بعض الصواب، لكنني أرى أن أونيل رحل عن النادي لأنه توقع حدوث ما نراه الآن، خاصة مع شروع مسؤولي النادي في بيع اللاعبين أصحاب الإمكانات الواعدة، وبذلك تحول النادي لمصدر إمداد للمواهب للأندية صاحبة المراكز الأعلى داخل الدوري الممتاز. ويبدو أن أونيل أدرك ذلك وأعلن رفضه له، ولذلك قرر الرحيل، والواضح أنه كان على صواب.
ومنذ رحيله، بدا أستون فيلا إما عاجزا أو غير راغب في الاحتفاظ بأفضل لاعبيه. ومن بين أحدث الأمثلة على ذلك بيع فابيان ديلف وكريستيان بينتيك الصيف الماضي. وبوجه عام، تبدو فترة إدارة راندي ليرنر، مالك النادي، مجرد سلسلة طويلة من سوء الإدارة والإخفاقات. ربما يكون قد وجه استثمارات كبيرة للبنية التحتية، لكن الحقيقة تبقى أنه أدار أستون فيلا كمشروع تجاري، وليس نادي كرة قدم، حتى مع اقتراب خطر الهبوط. ورغم تعيين رئيس جديد للنادي، ستيف هوليس، الأمر الذي عادة ما يكون خطوة رائعة داخل معظم الأندية، فإن الوضع جاء مختلفًا بالنسبة لأستون فيلا، حيث لم يكن هذا القرار سوى فرصة أخرى لاحت أمام إدارة النادي لتعيين رجل ليست له أي خبرة بمجال كرة القدم. وهذا الرئيس الجديد للنادي ليس سوى رجل أعمال محلي، جرت الاستعانة به لتحويل النادي لمشروع تجاري أعلى ربحًا، من دون أن يعبأ أحد بفكرة أن بناء فريق ناجح سيمثل أمرًا إيجابيًا للجميع، بما في ذلك الرعاة والشركاء التجاريين.
إذن، إذا سألني أحد عن شعوري كواحد من مشجعي أستون فيلا، ستكون إجابتي باختصار: «محبط». لقد اعتدنا على الخيبات المتكررة لدرجة أن خسارة اتفاق بث تلفزيوني مربح أصبحت لا تثير دهشتنا. وبحلول موسم أعياد الميلاد، أصبحنا متقبلين لفكرة الهبوط، بل وتقبلنا فكرة أن النادي الذي ننتمي إليه تحول لنكتة الموسم. ويبقى أملنا الوحيد في أن يتمكن أستون فيلا من استعادة سالف عهده والارتقاء للصورة التي ما نزال نحملها له في مخيلتنا كناد كبير يملك بعض أفضل وأعرق الملاعب على مستوى البلاد.
وكان ليفربول وضع مضيفه أستون فيلا على مشارف الهبوط بعدما سحق متذيل ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز 6 - صفر الأحد الماضي وهو ما أدى إلى مغادرة جماهير الفريق صاحب الأرض قبل صفارة النهاية باستاد فيلا بارك. وهذه أكبر خسارة لفيلا في دوري الأضواء منذ الهزيمة 7 - صفر أمام آرسنال عام 1935 وأول مرة تهتز شباكه ست مرات على أرضه في الدوري منذ أنزل به آرسنال هزيمة مذلة أخرى في 1983.
ويبتعد فيلا بثماني نقاط عن منطقة الأمان بعدما جمع 16 نقطة فقط من 26 مباراة. وقال ريمي غارد مدرب فيلا لشبكة سكاي سبورتس التلفزيونية «أشعر بالإهانة. أشعر بالأسف للجماهير التي جاءت لاستاد فيلا بارك. قبل المباراة كان من الممكن أن تتوقع أن الفريقين ليسا في المستوى نفسه لكن بعد مرور ربع ساعة.. لا أعرف ماذا حدث».
ووصف يورغن كلوب مدرب ليفربول فوز فريقه على أستون فيلا بسداسية بأنه «جيد للروح المعنوية»، وذلك في لقاء شهد خروج جماهير أستون فيلا قبل النهاية في مشهد مماثل لما قامت به جماهير ليفربول الأسبوع الماضي بسبب رفع أسعار التذاكر بداية من الموسم المقبل. ولم يسمح ليفربول لمتذيل الترتيب بأي فرصة حيث أمطر شباكه بستة أهداف.
أستون فيلا.. الفقرة الكوميدية بالدوري الإنجليزي الممتاز
الهبوط سيكون بمثابة صفعة مهينة لفريق لم يشارك أبدًا في الدرجات الأدنى
أستون فيلا.. الفقرة الكوميدية بالدوري الإنجليزي الممتاز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة