واجه مانشستر سيتي بقيادة المدرب مانويل بيليغريني صعوبة في الوقوف بوجه أقرب منافسيهم، بينما يبدو أن فوز توتنهام هوتسبير زاد من فرص منافسته على بطولة الدوري الممتاز. لا يزال الموقف مستعصي على الفهم بالنسبة لبيليغريني، الذي صرح قبل آخر إحباطاته قائلاً: «لقد سبق أن كنا في مواقف أسوأ. ولا يزال أمامنا مباريات على أرضنا في مواجهة ثلاثة من أقرب منافسينا».
حتى الآن لا يزال مانشستر سيتي في انتظار تحقيق أول فوز على أحد الفرق الستة الأولى في مسابقة الدوري. وعلى ما يبدو، لم يعد بمقدور مانشستر سيتي الصمود أمام أقرب منافسيه. من جانبه، يشرح سيرخيو أغويرو، مهاجم مانشستر سيتي الوضع كما يراه على النحو التالي: «إذا كنا نرغب حقًا في الفوز ببطولة الدوري، علينا الفوز على كبار منافسينا. هذا هو خلاصة القول»، ويعني ذلك أن فرصة فوز مانشستر سيتي بالدوري الممتاز للموسم الحالي، ضاعت بالفعل. وقد تكون البطولة من نصيب توتنهام هوتسبير، الذي كان الفائز الأكبر في يوم مشحون بالمنافسات بين الفرق المتصدرة للدوري الممتاز، خصوصًا بالنظر إلى أن آرسنال كان يلعب على أرضه. المؤكد أن مواجهة مانشستر سيتي على أرضه، كانت تحديًا كبيرًا أمام توتنهام هوتسبير، أو هكذا على الأقل رأى الجميع اللقاء الأسبوع الماضي، عندما كان الفريق الزائر لاستاد الاتحاد هو ليستر سيتي. في نهاية الأمر، نجح لاعبو توتنهام هوتسبير بقيادة المدرب ماوريسيو بوكيتينو في اجتياز هذا التحدي بسلاسة، رغم اعتراف المدرب لاحقًا بأن الحظ ربما لعب دورًا في قرار الحكم احتساب ركلة جزاء لصالحهم، الأمر الذي مهد الطريق أمامهم نحو الفوز. جاء الشوط الأول من المباراة خاليًا من أي أحداث ذات أهمية، حيث اكتفى الفريقان بركل الكرة حول الملعب، لكن عجز كليهما عن الاحتفاظ بها لأكثر من بضعة ثوانٍ. ورغم وجود بعض الكرات التي انطوت على قدر من المغامرة، فإنها لم تثمر نهاية الأمر أي تهديد لحارسي المرمى. واقتصر اللعب على تمرير للكرة لا يخلو من مجازفة، ولمسات فردية تعكس شعور بالتفاؤل لا تثمر شيئًا ذا أهمة، وغياب كامل للقدرة على الاختراق فيما وراء وسط الملعب.
بوجه عام، بدا اللقاء مبتذلاً وخاليًا من أي إثارة، على النقيض تمامًا مما شاهدناه في أداء ليستر سيتي من حماس وقوة ورغبة محمومة في الاستفادة بأقصى قدر ممكن من كل فرصة سانحة. الواضح أن توتنهام هوتسبير يلعب بأسلوب مختلف تمامًا، حيث يعمد إلى التحرك نحو الأمام داخل الملعب بصورة تدريجية، ياردة تلو الأخرى، بدلاً من الاندفاع قادمًا من الخلف في لمح البصر. بحلول نهاية الشوط الأول، كان توتنهام هوتسبير قد تمكن من التمركز على حدود منطقة مانشستر سيتي، لكنه لم يتجاوزها. ونجح لاعب خط وسط توتنهام هوتسبر، ديلي ألي، في خلق مكان له بين لاعبي خط الظهر الأربعة لدى مانشستر سيتي ولاعبي خط الوسط لدى الفريق، اللذين يضطلعان بدور دفاعي. ومن هذه النقطة، عمد إلى بمهارة إلى بذل محاولات مستمرة لخلق مساحات، لكن من دون أن يتمكن من استغلالها بالصورة المناسبة لدى استحواذه على الكرة.
من ناحية أخرى، بدا داني روز أكثر مهاجمي توتنهام هوتسبر نشاطًا خلال الفترة الأولى من المباراة، ربما لأنه لم يخضع لرقابة وثيقة على الجناح الأيسر. ونجح روز في التحرك ذهابًا وإيابًا على امتداد خط التماس بفاعلية، وكثيرًا ما نجح في تشكيل خطورة عندما كانت ترتد إليه الكرة من مدافعي مانشستر سيتي. ومع ذلك، لم يكن روز يقوم بأي ارتجال خلال اللحظة التي أثارت الجدال الأكبر في المباراة عند بداية الشوط الثاني، حيث كان يرسل الكرة فحسب في تمرير روتيني من اليسار. عندئذ، قفز لاعب مانشستر سيتي رحيم سترلينغ في الهواء للتصدي للكرة، وانتهى به الحال إلى القيام بذلك بظهر يده أثناء التفافه بعيدًا عن الكرة. وانقسمت الآراء حول قرار احتساب ركلة جزاء هنا لصالح توتنهام هوتسبر ما بين مؤيد ومعارض، لكن المؤكد أن الجماهير صاحبة الأرض رأت هذا القرار من جانب الحكم مارك كلايتنبرغ قاسيًا. الملاحظ أن الكرة لم تصطدم بسترلينغ من دون قصد منه فحسب، وإنما تحرك اللاعب عمدًا لقطع الطريق عليها وكان عليه التحلي بقدر أكبر من الحذر. ومن الصعب الادعاء بأن الكرة لمست يد اللاعب عن غير قصد عندما يكون هو من ألقى بنفسه في طريقها.
وجاء نجاح هاري كين في تسجيل ركلة الجزاء في شباك مانشستر سيتي ليضع توتنهام هوتسبير في المقدمة. أما مانشستر سيتي، فخلال عطلة نهاية الأسبوع الثانية على التوالي، وجد نفسه متقهقرًا أمام فريق متقدم عليه في الترتيب في بطولة الدوري، رغم أن المباراة تقام على أرضه. وبطبيعة الحال، لم يجد الفريق أمامه سوى اللجوء إلى أغويرو، ليفاجأوا أن لاعبهم الأيقونة يمر بما يشبه يوم عطلة!
وخلال منتصف الشوط الثاني، عندما وجد أغويرو نفسه بمواجهة المرمى، أقدم على تمرير الكرة لكن بدلاً من أن تصل لأحد أقرانه بالفريق، انتهى بها الحال عند لاعب توتنهام هوتسبير موسى ديمبيلي، ليعصف الخوف بجماهير مانشستر سيتي.
بعد ذلك، جاء كيليتشي إيهيناتشو لاعب مانشستر سيتي ليصوب ركلة صاروخية تخترق مرمى حارس توتنهام هوغو لوريس ويسجل هدف سيتي.
واللافت أن الأداء الفاتر الذي هيمن على النصف الأول من المباراة، اختفى تمامًا في الشوط الثاني ليحل معه مستوى غير متوقع من الإثارة مع سعي كل فريق لإحراز الفوز.
إلا أنه من سوء حظ مانشستر سيتي، ظل أسلوب اللعب من دون تغيير. وقد نجح مدافعا مانشستر سيتي فنسنت كومباني ونيكولاس أوتامندي في القضاء على خطر إلى وكين على امتداد 80 دقيقة، لكن لحظة عابرة افتقرا خلالها إلى التركيز كلفت فريقهما ثمنًا باهظًا تمثل في هدف الفوز لتوتنهام هوتسبير على يد اللاعب الذي حل محل ألي، كريستيان إريكسن.
بعد أن فقد يايا توريه الكرة في منتصف الطريق، جرى بها لاعب توتنهام إريك لاميلا نحو قلب خط دفاع مانشستر سيتي مباشرة. وانتهت محاولة أوتامندي في التصدي للكرة بتمريرها من بين رجليه، بينما خدم قرار كومباني بالتراجع جهود إريكسن. الآن، يبدو في حكم المؤكد موت أحلام مانشستر سيتي بالفوز بالبطولة بعد تعرضه لهزيمتين متتاليتين على أرضه. ومع ذلك، فإنه مع عودة الفريق إلى منافسات الدوري في مارس (آذار)، قد يتحسن أداؤهم حينها حال تركيزهم اهتمامهم على ضمان مكان لهم ببطولة دوري أبطال أوروبا الموسم القادم. أما توتنهام هوتسبير، فقد أثبت قدرته على الارتقاء بمستواه على نحو لافت عندما يتطلب الأمر، ما يثبت من جديد جدارته بالمنافسة على البطولة. ولا يزال ليستر سيتي مؤهلاً أيضًا لاقتناص البطولة بعد فوزه هنا الأسبوع الماضي. ورغم أن تمسك توتنهام هوتسبير بالأسلوب ذاته في اللعب ربما لا يخلف الموجة الصادمة نفسها التي أربك بها خصمه في اللقاء الأخير، فإن الحقيقة تبقى أن نجاح الفريق في الفوز بخمس مباريات متتالية في الدوري الممتاز في مثل هذا التوقيت من عمر الموسم، يعد إنجازًا مثيرًا للإعجاب بكل تأكيد.
فرص توتنهام في حصد اللقب الإنجليزي تتعزز.. وأحلام سيتي تتراجع
بعد فوز الفريق اللندني على منافسه في عقر داره
فرص توتنهام في حصد اللقب الإنجليزي تتعزز.. وأحلام سيتي تتراجع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة