اعتبر مساعد قائد الحرس الثوري، الجنرال حسين سلامي أن بلاده تسيطر على المسار الميداني بموازاة قوتها السياسية في سوريا.
وقال قائد الحرس الثوري أمس في مؤتمر أمام 3 آلاف من قادة الباسيج في طهران إن قواته باتت «محور» التحولات الميدانية في سوريا. واعتبر سلامي أن دور الحرس الثوري ساعد في إعادة تقسيم القوى في العالم وحضور إيران على طاولة المفاوضات في عدة مناسبات. وأكد سلامي أن بلاده باتت من الأطراف المحورية وطرفًا أساسيًا مقابل الدول الكبرى على طاولة المفاوضات، وفق ما ذكرت وكالة «فارس» التابعة للحرس الثوري.
وهذه هي المرة الأولى التي يتطرق فيها قائد في الحرس الثوري لتأثير الحضور العسكري على السياسة الخارجية الإيرانية. وتأتي تصريحات القيادي في الحرس الثوري بعدما قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الاثنين الماضي على هامش منحه أوسمة الاستحقاق إلى الفريق المفاوض النووي، إن جنود بلاده في بغداد وسامراء والفلوجة وتكريت والرمادي وحلب ودمشق، إلى جانب الحرس الثوري والمخابرات، لعبوا دورا حاسما في المفاوضات النووية وتوصُل بلاده إلى الاتفاق النووي. في السياق ذاته، قال سلامي إن الدول الكبرى في سوريا لم تتمكن من إضعاف دور إيران في دعم نظام بشار الأسد، وإن بلاده منعت صعود مسار جديد على يد الدول الكبرى في سوريا. وأضاف سلامي أن إيران تتحكم في المسار الميداني اليوم بموازاة المسار السياسي.
في هذا الصدد، اعتبر سلامي المجموعات الجهادية في فلسطين، حزب الله اللبناني والحشد الشعبي في العراق وسوريا وأنصار الله في اليمن، العمق الاستراتيجي لإيران. وفي إشارة إلى الدعم العسكري الذي تتلقاه من الحرس الثوري، شدد على أن جبهات واسعة تديرها تلك الجهات ضد من وصفهم بـ«الأعداء».
وجاءت تصريحات سلامي بعد يوم من مشاركته في تشييع قائد لواء 21 المدرع في نيسابور، العميد محسن قاجاريان، الذي اعتبره من أفضل قادة الحرس الثوري المقتولين في سوريا.
في سياق متصل، أعاد قائد الحرس الثوري، محمد علي جعفري، أمس على هامش حفل تأبين أحد قتلى الحرس الثوري، تصريحاته حول سقوط عناصر من الحرس الثوري في سوريا والعراق وتأثيره على الأمن القومي الإيراني، وأضاف جعفري أن القتال الإيراني في سوريا والعراق أبعد مخاطر عن الحدود الإيرانية، مضيفًا أن قتلى الحرس الثوري في سوريا التي تصفهم إيران بمدافعي الحرم ضمنوا الاستقرار والأمن الإيراني، وفقًا لوكالة «تسنيم»، المنبر الإعلامي لمخابرات الحرس الثوري. وفي هذه الأثناء، ربط جعفري قتال قواته في سوريا بقيام دولة المهدي المنتظر، كما اعتبر أن دوام الثورة الإيرانية بحاجة إلى عناصر تساعد على استمرارية الثورة الإيرانية.
إلى ذلك، كشف عضو مجلس خبراء القيادة، آية الله عباس كعبي في تصريح خاص بموقع «فردا نيوز»، أن 17 من رجال الدين الإيرانيين قضوا حتى الآن منذ تدخل قوات الحرس الثوري في سوريا، واعتبر سقوط رجال الدين الشیعة مصدر «فخر» لـ«الحوزات العلمیة» والمؤسسة الدينية الإيرانية والمهدي المنتظر، فيما قال عن الدافع وراء قتالهم في سوريا «القيام بالواجب» و«تقبل المسؤولية» و«طلب الشهادة».
ومع ارتفاع القتلى الإيرانيين خلال الأسبوع الحالي إلى أكثر من 40 قتيلاً بينهم قادة برتبة عميد وعقيد، كرر كعبي ما يقوله قادة الحرس الثوري عن الدور «الاستشاري» في سوريا واعتبر رجال الدین الذین قضوا ضمن قوات الحرس الثوری «دعاة» قيم الثورة الإيرانية. وأوضح كعبي أن رجال الدين «المقاتلين» ضمن صفوف الحرس قاموا بدور كبير في رفع معنويات المقاتلين، وألهموا عناصر الحرس الثوري في القتال ضد قوات المعارضة السورية. وتعد هذه المرة الأولى التي تذكر فيها إحصائية إيرانية حول قتلى الحرس الثوري. ولفت كعبي إلى أن رجال الدين يتوجهون إلى سوريا بعد إحراز الشروط القانونية و«وفقًا لحاجة المنطقة».
مساعد قائد الحرس الثوري: نتحكم في المسارين الميداني والسياسي في سوريا
قال إن انتشار الإيرانيين في سوريا والعراق لعب دورًا في توصل بلاده إلى الاتفاق النووي
مساعد قائد الحرس الثوري: نتحكم في المسارين الميداني والسياسي في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة