اليهود حول قطاع غزة يشكون من «إزعاجات حفريات» أنفاق حماس

رغم تأكيد جيش الاحتلال أنه لا أدلة لديه على وجود أعمال حفر

اليهود حول قطاع غزة يشكون من «إزعاجات حفريات» أنفاق حماس
TT

اليهود حول قطاع غزة يشكون من «إزعاجات حفريات» أنفاق حماس

اليهود حول قطاع غزة يشكون من «إزعاجات حفريات» أنفاق حماس

رغم إعلان الجيش الإسرائيلي أنه لم يعثر بعد على تأكيد علمي ومهني يدل على أن الذراع العسكرية لحركة حماس تقوم بحفر أنفاق تمتد إلى قلب الأراضي الإسرائيلية، أصر اليهود في البلدات المحيطة بقطاع غزة على وجود هذا الحفر. وقالوا: إنهم لا ينامون الليل من إزعاج هذه الحفريات والذكريات التي تبعثها من الحروب الأخيرة.
وقد توجهت مجموعة من العائلات التي تعيش في بلدة بري غان على بعد 4.5 كلم من غزة، وكذلك في نير عام وبلدات أخرى، في الأيام الأخيرة إلى الجهات الأمنية وادعت أنها تسمع أصوات حفريات قوية جدا في ساعات الليل. وقالت استر نعيم من بري غان: «أسمع طوال ساعات ضجيجا لا يتوقف. أنظر من حولي ولا أرى أحدا يبني أو يهدم بيتا، وهذا في ساعات الليل، وليس من المعقول أن أحدا يستخدم الشاكوش الهوائي في ساعات الليل». وأضافت: «تعقبت الضجيج طوال عدة أيام وليال، ولكنه لا ينتهي. لدي مشاعر من الخوف لأننا نعرف جيدا أن حماس تواصل بعد الجرف الصامد، حفر الأنفاق».
وأما غادي يركوني، رئيس المجلس الإقليمي اشكول، الذي يقيم في كيبوتس نيريم، على بعد 2 كلم من الحدود، فقد قام بتسجيل أصوات الحفريات وسلم التسجيل للجيش. ويقول: إن «قوات الجيش تصل وتفحص الشكاوى، ولم يتم حتى الآن العثور على أي دليل، لكن الخوف واضح ومفهوم ويعزز الحاجة الملحة إلى تعجيل إقامة العائق على امتداد الحدود». وقال مسؤول أمني، أمس، بأن «معالجة الأنفاق وتطوير العائق على حدود القطاع هو جهد قومي مكثف ومتعدد المنظومات، ويتم استثمار موارد كبيرة فيه. للأسف لا يمكننا، لأسباب مفهومة، كشف نشاطنا الكامل من أجل كشف الأنفاق وتدميرها، لكن هذا العمل يجري طوال الوقت».
وقال مصدر عسكري من قيادة جيش الاحتياط الإسرائيلي إن «الإخفاق الذي تمثل في انهيار النفق الذي كان رجال حماس يبنونه، في الأسبوع الماضي، وقتل فيه سبعة، على الأقل، من نشطاء الذراع العسكرية لحركة حماس، أجبر رئيس حكومة حماس في قطاع غزة، إسماعيل هنية، على كشف جانب من نوايا تنظيمه. فقد قال هنية في خطاب لتأبين القتلى في المسجد العمري في غزة بأن الجناح العسكري حفر الأنفاق في جميع أنحاء قطاع غزة «من أجل حماية الشعب الفلسطيني وتحرير الأماكن المقدسة»، وفاخر بأن طول الأنفاق «يضاعف طول الأنفاق التي تم حفرها في (حرب) فيتنام»، وأوضح أن فترة الهدوء الحالي في غزة ليست فترة راحة، وإنما يستغلها مقاتلو تنظيمه للتحضير للمعركة العسكرية المقبلة. وحسب المصدر الإسرائيلي «ادعى هنية أن الأنفاق حققت انتصارا استراتيجيا على إسرائيل في حرب غزة (حملة الجرف الصامد) في صيف 2014 وأثنى على محاربي (شرق غزة) الذين يحفرون الأنفاق نحو العدو الإسرائيلي، بينما يواصل (غرب غزة) إجراء التدريبات اليومية على إطلاق الصواريخ نحو البحر المتوسط».
وقال الضابط المذكور إن إسرائيل وحماس «تديران نوعا من السباق مع الزمن: لقد ضغطت حماس لاستكمال استعداداتها، في الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل على اكتشاف أنفاق هجومية على أراضيها من خلال الافتراض بأنه يمكن للتنظيم استخدامها خلال فترة وجيزة. نية التنظيم العودة لحفر الأنفاق كانت واضحة منذ نهاية عملية (الجرف الصامد). فقد رفض كل محاولة وساطة تضمن رفع الحصار المفروض على القطاع مقابل تفكيك أسلحته، والذي كان يفترض أن يشمل وقف تدريب السلاح وحفر الأنفاق. وكما يتضح من أقوال هنية فإنه يعتبر الأنفاق ورقة استراتيجية حيوية في كل جولة حرب مع إسرائيل. إذا ما عدنا إلى تحليل الحرب الأخيرة، سنجد أن العمليات عبر الأنفاق (ودخول الجيش إلى أطراف غزة لتدميرها) هي التي سببت غالبية الإصابات في الجانب الإسرائيلي».
ويضيف الضابط: «هناك خطوتان يمكن أن تسرعا التدهور في القطاع: الأولى، محاولة حماس توجيه ضربة استباقية عبر عدة أنفاق هجومية في آن واحد، خشية أن تكتشف إسرائيل الأنفاق قريبا وتدمرها. الثاني هو نجاح محاولات التنظيم بتنفيذ عمليات كبيرة في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر، تحفز على رد إسرائيلي في القطاع. لكن وقوع حرب أخرى في قطاع غزة هو ليس عملا مصيريا. ومنع اندلاع حرب كهذه يرتبط أيضا بإسرائيل، بالسلوك الموزون لقيادتها السياسية، إلى جانب نجاح الجيش والشاباك بإحباط المخططات الهجومية لحماس».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.