«آلية التدفقات النقدية» تؤخر صرف قرضي النصر والهلال

{صلة} الضامن للنادي الأزرق.. وجهود عاجلة لاستكمال ملف الناديين تمهيدًا للموافقة النهائية

الأمير فيصل بن تركي، الأمير عبد الله بن مساعد، الأمير نواف بن سعد
الأمير فيصل بن تركي، الأمير عبد الله بن مساعد، الأمير نواف بن سعد
TT

«آلية التدفقات النقدية» تؤخر صرف قرضي النصر والهلال

الأمير فيصل بن تركي، الأمير عبد الله بن مساعد، الأمير نواف بن سعد
الأمير فيصل بن تركي، الأمير عبد الله بن مساعد، الأمير نواف بن سعد

أبلغت مصادر موثوقة «الشرق الأوسط» أن مصرف ساب تحفظ على طلب ناديي النصر والهلال إقراضهما ماليا بسبب رغبته في إكمال أوراق يرى أنها ناقصة تمهيدا للموافقة النهائية على صرف القرضين الذي يتوقع أن يكون بعد إكمالهما المتطلبات التي يعمل على تحقيقها المسؤولون في الناديين من خلال اتحاد كرة القدم السعودي المعني في هذه الأوراق.
وكان الغريمان التقليديان قد طلبا قرضا بقيمة 50 مليون ريال لنادي النصر و40 مليون ريال لنادي الهلال لسداد مستحقات خارجية قد تصل بهما إلى طريق مسدود في حال أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم أو محكمة التحكيم الرياضي قرارات ملزمة قد تؤدي إلى حسم نقاط أو هبوط إلى دوري الدرجة الأولى مستقبلا وهاتان مرحلتان لم يصل بعد إليهما الناديان باعتبار أن مراحل المطالبات المالية للاعبين الأجانب على الناديين لم تتطور بعد فيما حكم في بعضها أحكام ابتدائية قابلة للنقض.
وبحسب المصادر الموثوقة فإن بنك ساب تحفظ على طلب الناديين لأسباب تتعلق برغبته في إيضاحات أكثر على صعيد التدفقات النقدية وآلية مواعيد الانتظام في السداد وهو ما أجبر المسؤولين في النصر والهلال على طلبها سريعا من اتحاد الكرة السعودي الذي سيكون معنيا بذلك كونه هو من يقدم الحوالات المالية بخصوص النقل التلفزيوني ورعاية المسابقات السعودية وعوائد الاحتراف التي يحصل عليها من الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
وبحسب المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمير عبد الله بن مساعد في الرابع من يناير (كانون الثاني) الماضي في الرياض فإن عملية صرف القرض البنكي المقدم للناديين سوف تتم عبر لجنة ثلاثية مكونة من عضو شرف وأمين صندوق وممثل رعاية الشباب واختار النصر عضو شرفه سلمان المالك ليكون الشرفي المحايد فيما اختار الهلاليون المهندس طارق التويجري ليكون ممثلا لهم.
ويتعين على الناديين إيجاد ضامنين لهما إذ لن يتم الاكتفاء بضمانات الحقوق التلفزيونية ورعاية المسابقات مثل الدوري السعودي للمحترفين بل يتعين عليهما إيجاد ضامنين علما بأن التكهنات ذهبت إلى شركة ركاء كضامن لنادي النصر فيما شركة صلة للتسويق الرياضي ستكون هي الضامن للقرض البنكي المقدم للهلال علما بأنها كانت ضامنة لقرض نادي الاتحاد الذي بلغ 50 مليون ريال قبل نحو 4 أشهر.
ويتعين على الهلال دفع 10 ملايين ريال في العام الواحد لسداد قرضه البنكي فيما فرض على النصر دفع 12.5 مليون ريال على مدار خمسة أعوام.
وأعلن الأمير عبد الله بن مساعد في مؤتمر صحافي قبل نحو شهر عن موافقة رعاية الشباب طلب الناديين للإقراض لكنه ربط ذلك بموافقة البنك موضحا أن الـ90 مليون ريال التي سيحصل عليها الناديان مجتمعة لن تصرف على رواتب اللاعبين أو قضايا داخلية بقدر إما أنها ستصرف على قضايا أجنبية وذلك لإبعاد النصر والهلال عن أي مشاكل مع فيفا أو الكاس مستقبلا على أن يكون هناك آلية دقيقة جدا في صرف المبالغ وفق اللجنة الثلاثية المذكورة أعلاه.
وتعاني معظم الأندية السعودية من الديون المتراكمة التي قد تضطرها إلى إعلان الإفلاس في حال لم تلتزم بالإجراءات الحاسمة التي سارت عليها رعاية الشباب وستطبقها اعتبارا من الموسم المقبل بحيث منع الأندية من تسجيل اللاعبين الأجانب في حال كانت الديون 50 مليون ريال فما فوق فيما سيتم منع الأندية من تسجيل اللاعبين السعوديين إذا كانت الديون على الأندية السعودية 40 مليون ريال فما فوق على أن تتناقص هذه الأرقام وفقط مستويات محددة للأندية السعودية في سلم ترتيب الدوري السعودي للمحترفين.
وسيعلن الأمير عبد الله بن مساعد في 30 يونيو (حزيران) المقبل عن قوائم الأندية المالية وهو ما يعني كشف حساباتها للملأ وإظهار معاناتها المالية وما وصلت إليه من هدر مالي تعاظم طوال العشر سنوات الأخيرة.
وتدفع الأندية السعودية رواتب شهرية تصل إلى 455 مليون ريال في العام الواحد فيما تدفع الأندية الخمسة الكبار «الهلال والنصر والأهلي والاتحاد والشباب» ما يقارب الـ75 في المائة من هذه الأموال على اللاعبين السعوديين والأجانب.
وبحسب نظام TMS الدولي وكذلك ما صدر عن لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين التابعة لاتحاد الكرة السعودي فإن الأندية السعودية في الدرجة الممتازة والأولى أنفقت 159 مليون دولار في سوقي الانتقالات الصيفية والشتوية في عام 2015.
وبحسب مقربين من أندية الهلال والنصر والاتحاد والشباب فإنها تعاني من ديون خارجية وداخلية تتجاوز وبكثير الـ300 مليون ريال وهي أموال مستحقة للاعبين سعوديين وأجانب ومدربين ووكلاء وشركات وفنادق فضلا عن مستحقات رواتب مالية متأخرة ومقدمات عقود تم المماطلة في دفعها على مدار الأربع سنوات الماضية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».