الحكومة المغربية تقرر إجراء الانتخابات التشريعية في 7 أكتوبر المقبل

تعهدت بإصدار قانون الإضراب لاستكمال برامج الإصلاح

الحكومة المغربية تقرر إجراء الانتخابات التشريعية في 7 أكتوبر المقبل
TT

الحكومة المغربية تقرر إجراء الانتخابات التشريعية في 7 أكتوبر المقبل

الحكومة المغربية تقرر إجراء الانتخابات التشريعية في 7 أكتوبر المقبل

قررت الحكومة المغربية إجراء الانتخابات التشريعية في السابع من أكتوبر المقبل، وتعهدت حكومة عبد الإله ابن كيران، التي لم يتبق من عمرها سوى 8 أشهر، بإصدار ما تبقى من القوانين التنظيمية التي نص عليها الدستور، وبينها قانون الإضراب من أجل استكمال برامج الإصلاح.
وصادق مجلس الحكومة على مشروع مرسوم يحدد بموجبه تاريخ إجراء انتخاب أعضاء مجلس النواب يوم الجمعة الموافق للسابع من أكتوبر المقبل. وأوضح مصطفى الخلفي وزير الاتصال (الإعلام) الناطق الرسمي باسم الحكومة، في لقاء صحافي عقده مساء أول من أمس، عقب انعقاد الاجتماع الأسبوعي للحكومة، أن هذا المشروع، الذي تقدم به محمد حصاد وزير الداخلية، يحدد أيضًا الفترة المخصصة لإيداع التصريحات بالترشيح، ابتداء من يوم الأربعاء 14 سبتمبر (أيلول) المقبل إلى غاية الساعة الثانية عشرة من زوال يوم الجمعة 23 من الشهر ذاته.
أما الحملة الانتخابية فستبدأ، حسب الوزير، في الساعة الأولى من يوم السبت 24 من سبتمبر المقبل إلى غاية الساعة الثانية عشرة ليلاً من يوم الخميس 6 أكتوبر الموالي.
وصادق مجلس الحكومة أيضًا على مشروع قانون يتعلق باللوائح الانتخابية العامة (سجلات الناخبين)، وعمليات الاستفتاء، واستعمال وسائل الاتصال المرئي والمسموع العمومية خلال الحملات الانتخابية والاستفتائية. وفي هذا السياق، أوضح الخلفي أن هذا المشروع يحدد تاريخ انتهاء الفترة التي تقدم خلالها طلبات القيد، وطلبات نقل القيد من طرف الفئات المعنية في اليوم 46 السابق لتاريخ الاقتراع على أبعد تقدير، عوض اليوم الخامس عشر المنصوص عليه حاليًا، مضيفًا أنه تم اعتماد هذا الأجل لتجاوز الصعوبات التي تم رصدها بمناسبة الانتخابات الجماعية والجهوية (انتخابات البلديات والمناطق) التي جرت في 4 سبتمبر الماضي، خصوصًا فيما يتعلق بحصر الهيئة الناخبة المدعوة للمشاركة في الاقتراع بارتباط مع تمكين المسجلين الجدد من تكوين ملفات ترشيحاتهم، وإيداعها داخل الآجال القانونية. وتابع الخلفي موضحا أن المشروع ينص على أن اللجان الإدارية تجتمع خلال الخمسة أيام الموالية لانتهاء أجل إيداع طلبات القيد، وطلبات نقل القيد من أجل التداول في شأن هذه الطلبات، وكذا لبحث الحالات الأخرى المعروضة عليها.
كما يشمل هذا المشروع، حسب الوزير، مقتضيات تهم ضمان حق المواطنين في المنازعة في قرارات اللجان الإدارية أمام القضاء، بالإضافة إلى تمكينهم من الاطلاع على أشغال اللجان الإدارية. كما ينص المشروع أيضًا على أن المحكمة المختصة تبت في الطعن المحال عليها وجوبًا داخل أجل أقصاه خمسة أيام من تاريخ إيداعه بكتابة ضبطها، كما يحدد اليوم الثلاثين السابق لتاريخ الاقتراع كتاريخ لحصر اللائحة الانتخابية للجماعة (البلدية) أو المقاطعة بصفة نهائية من طرف اللجنة الإدارية المختصة.
في السياق ذاته، قال وزير الاتصال المغربي إن موعد الانتخابات التشريعية المقبلة، الذي حدد في 7 من أكتوبر المقبل «ينسجم مع المقتضيات القانونية والدستورية»، ولن يؤثر على تنزيل الإصلاحات الواردة في البرنامج الحكومي، مؤكدًا أن «حسم هذا الموعد أساسي بالنسبة للفاعلين السياسيين وللأحزاب السياسية على جميع المستويات». وأبرز في هذا الصدد أن وتيرة اشتغال الحكومة حاليًا مرتفعة عن السابق، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى أن الأمر يتعلق بالسنة الأخيرة بالنسبة للحكومة، مشيرًا إلى أن هذه الأخيرة معبأة لاستكمال ما تبقى من الإصلاحات الواردة في البرنامج الحكومي، وقال إنه جرت المصادقة على مشروع القانون الخاص بإصلاح أنظمة التقاعد، والرفع من الحد الأدنى للتقاعد، وتوسيع التغطية الصحية وأنظمة التقاعد لتشمل نحو 30 في المائة من السكان، وكذا المصادقة على الخطة الوطنية لمكافحة الفساد، والمصادقة على الإجراءات المتعلقة بدعم الأشخاص في وضعية إعاقة، كما جرت حسب الوزير، المصادقة على ما مجموعه 38 مليار درهم (3.8 مليار دولار) من الاستثمارات في إطار اللجنة الوطنية للاستثمار، والموافقة على مشروع قانون الدفع بعدم دستورية القوانين، وإطلاق التحضير للانتخابات.
وأضاف الخلفي أن رئيس الحكومة أعطى توجيهات واضحة من أجل استكمال ما تبقى من التزامات أو إصلاحات مبرمجة على مستوى الحكومة، مشيرًا إلى أنه تم إطلاق عملية التشاور بشأن مشروع القانون التنظيمي للأمازيغية، وتقدم عملية التشاور المتعلقة بمشروع القانون التنظيمي الخاص بالمجلس الوطني للغات وثقافات المغرب، معلنا أنه سيجري قريبا الانتهاء من القانون التنظيمي الخاص بالإضراب.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.