اجتماعات أميركية - ليبية في تونس اليوم لتدريب الجيش الليبي

برنامج الأغذية العالمي يشرع في تقديم مساعدات غذائية لنحو 80 ألف نازح في بنغازي

اجتماعات أميركية - ليبية في تونس اليوم لتدريب الجيش الليبي
TT

اجتماعات أميركية - ليبية في تونس اليوم لتدريب الجيش الليبي

اجتماعات أميركية - ليبية في تونس اليوم لتدريب الجيش الليبي

علمت «الشرق الأوسط» أن اجتماعا سيعقد اليوم في تونس بين مسؤولين عسكريين أميركيين وليبيين في إطار اجتماعات دورية غير معلنة لتدريب الجيش الليبي، ورصد مواقع تابعة لتنظيم داعش على الأراضي الليبية.
وقال مسؤول ليبي على صلة بهذه الاجتماعات لـ«الشرق الأوسط» إن قادة عسكريين من الجيش الليبي سيجتمعون اليوم في تونس مع مدربين من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) لبحث تنشيط التعاون العسكري بين الطرفين، بعد أن أثارت واقعة طرد بعثة عسكرية أميركية من قاعدة الوطية في غرب ليبيا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي شكوكا قوية حول وجود تعاون غير معلن بين الجيشين الليبي والأميركي.
ويرصد الجيش الليبي معسكرا خاصا لتنظيم داعش في منطقة صبراتة القريبة من الحدود التونسية، حيث يوجد المئات من المرتزقة العرب والأجانب، الذين يتم تدريبهم في المعسكر قبل توزيعهم على مناطق أخرى داخل ليبيا، بما في ذلك سرت ودرنة. وفي هذا الصدد قال مسؤول ليبي لـ«الشرق الأوسط» «نحن نراقب مكانهم وتحركاتهم في صبراتة، وهذا المعسكر يعتبر القوة الضاربة لداعش.. إنه أكبر وأهم من أن يكون مجرد معسكر للتدريب.. وفي هذه المنطقة الحدودية يستقبلون الأجانب للتدريب ويرسلونهم لبقية المناطق. إنه بمثابة معمل تفريغ للإرهابيين داخل ليبيا».
وفى محاولة لنفي وجود تنظيم داعش في المدينة، نظم مجلس صبراتة البلدي أول من أمس زيارة نادرة لوفد إعلامي أجنبي، تضمنت جولة في معهد تدريب الشرطة، واجتماعا مع رئيس المجلس حسين الذوادي، ومدير مديرية الأمن الوطني عبد السلام شوية.
وقال المجلس في بيان، بثه عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن هذه الزيارة تأتي في إطار اهتمامه بإظهار حقيقة الوضع الذي تعيشه البلدة عبر وسائل الإعلام الدولية والمحلية، والتعاون مع وسائل الإعلام للكشف عن بؤر التوتر لسد الفراغ الذي ينتهزه المجرمون لانتشار الفوضى والفساد والتطرف، ولمحاولة تحسين صورة صبراتة التي شوهها الإعلام في الفترة الأخيرة.
لكن تنظيم داعش كان قد أعلن رسميا عن وجوده الفعلي في المدينة مطلع الشهر الماضي، بعد استعراض لأرتال عسكرية رفع عليه مسلحون ملثمون الرايات السوداء، ورددوا شعارات التنظيم في شوارع المدينة.
ويسعى التنظيم منذ أسابيع إلى التقدم من مدينة سرت (نحو 450 كيلومترا شرق طرابلس)، التي يسيطر عليها بالكامل منذ منتصف العام الماضي، شرقا باتجاه المناطق المحيطة بها. وقد استغل التنظيم الفوضى التي تعم البلاد جراء هذا النزاع ليتمركز في ليبيا، التي تشهد منذ عام ونصف عام نزاعا مسلحا على الحكم بين سلطتين، حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي في شرق البلاد، وحكومة وبرلمان موازيين يديران العاصمة طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت اسم «فجر ليبيا».
إلى ذلك، بدأ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع توزيع الغذاء في شرقي ليبيا للمرة الأولى، وذلك لتقديم مساعدات غذائية تكفي لشهر واحد على مدى الأربعة أسابيع القادمة إلى نحو 80 ألف نازح في مدينة بنغازي، ثانية أكبر المدن الليبية والمناطق المحيطة بها.
وقال وجدي عثمان، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في ليبيا «إن الليبيين الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم وأصبحوا الآن نازحين، خاصة في بنغازي، يعانون من عواقب الصراع الدائر.. فهم يعيشون هذا الشتاء في ظل ظروف قاسية، دون غذاء أو رعاية طبية أو كهرباء، وهم في حاجة ماسة للمساعدة».
ويقدم البرنامج لكل أسرة حصة تموينية عائلية تتضمن المعكرونة والكسكس والأرز، ومواد غذائية أخرى تكفي لإطعام أسرة مكونة من خمسة أفراد لمدة شهر. ويخطط البرنامج لتوسيع نطاق عمليته تدريجيًا في ليبيا، مع تلقيه المزيد من التمويل، للوصول إلى نحو 21 ألف شخص بحلول الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الحالي.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.