الأسهم الصينية تهوي مجددا إلى ما يقارب 7 %

بكين تضخ 67 مليار يورو إضافية لتحفيز الاقتصاد

الأسهم الصينية تهوي مجددا إلى ما يقارب 7 %
TT

الأسهم الصينية تهوي مجددا إلى ما يقارب 7 %

الأسهم الصينية تهوي مجددا إلى ما يقارب 7 %

تراجعت الأسهم الصينية بشدة خلال تعاملات أمس في ظل تعاملات شديدة التقلب منذ أسابيع.
تراجع مؤشر بورصة شنغهاي المجمع في بداية التعاملات، ثم استمر التراجع بعد الظهر حتى أغلق بانخفاض نسبته 42.‏6 في المائة إلى 79.‏2749 نقطة لينخفض المؤشر إلى أقل من الحاجز النفسي له وهو 3 آلاف نقطة.
كما تراجع مؤشر بورصة شينشن بنسبة 96.‏6 في المائة بنهاية اليوم، كما تراجع مؤشر تشي نكست لأسهم التكنولوجيا والشركات الصاعدة بنسبة 3.‏7 في المائة.. يأتي ذلك فيما سجل الاقتصاد الصيني خلال العام الماضي نموا بمعدل 9.‏6 في المائة وهو أقل معدل نمو له منذ أكثر من ربع قرن.
كانت الحكومة الصينية تستهدف نمو الاقتصاد بمعدل 7 في المائة خلال العام الماضي، وهو أقل معدل نمو منذ 1990
وقد ضخ المصرف المركزي الصيني الثلاثاء 440 مليار يوان إضافية (67 مليار دولار) في النظام المالي لتلبية الاحتياجات المتزايدة من السيولة قبل عطلة رأس السنة القمرية، وتجنب انكماش في الاقتصاد.
وعادة يتزايد الطلب على السيولة قبل رأس السنة الصينية تمامًا، إذ تقوم الشركات بدفع رواتب ومكافآت سنوية للموظفين ويتبادل الصينيون الهدايا. وتبدأ السنة الصينية الجديدة وهي سنة القرد في مطلع فبراير (شباط).
ولتلبية هذه الاحتياجات، أعلن البنك المركزي الصيني أنه ضخ الثلاثاء في النظام المصرفي 440 مليار يوان عبر اتفاقات إعادة شراء لسبعة أيام و28 يوما.
وقالت وكالة بلومبرغ إنه أكبر مبلغ تضخه المؤسسة المالية الرسمية في يوم واحد في نظامها المصرفي منذ 2013.
وكان البنك المركزي الصيني أغرق المصارف بالسيول بضخه 1300 مليار يوان في المجموع عن طريق اتفاقات إعادة تمويل ووسائل أخرى.
وبحسب «الصحافة الفرنسية» قال محللون في مجموعة «كابيتال إيكونوميكس»، «إنه أمر عادي في هذه الفترة من السنة. لو لم يتدخل البنك المركزي فإن الطلب المتزايد على المبالغ النقدية قبل عطلة رأس السنة سيحد من السيولة المتوفرة وسيؤدي إلى ارتفاع معدلات الفوائد المصرفية».
وفي الواقع يمكن أن تدعو المخاوف من تراجع السيولة، المصارف إلى التحفظ على إخراج الأموال التي تملكها مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الفائدة بين المصارف.
على صعيد متصل، توقعت شركة البترول الوطنية الصينية أمس نمو الطلب على النفط في الصين 3.‏4 في المائة هذا العام ليتجاوز 11 مليون برميل يوميًا، مقارنة مع نمو بلغ 8.‏4 في المائة العام الماضي. وتتوقع شركة البترول الوطنية الصينية الحكومية نمو الطلب على النفط إلى 566 مليون طن أو ما يعادل 32.‏11 مليون برميل يوميًا في 2016 بزيادة نحو 460 ألف برميل يوميا عن العام الماضي.
وبحسب «رويترز» جاءت التوقعات في تقرير سنوي أصدره معهد الأبحاث التابع للشركة وتكهن بزيادة واردات النفط الخام بنسبة 3.‏7 في المائة هذا العام إلى 14.‏7 مليون برميل يوميا.
ورفعت الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم واردات الخام بنسبة تسعة في المائة تقريبًا العام الماضي أو بواقع 540 ألف برميل يوميًا، وكان الهدف الأساسي زيادة الاحتياطيات الحكومية والتجارية مع استغلال شركات النفط هبوط الأسعار العالمية نحو 70 في المائة من منتصف 2014 إلى آخر 2015.
وتوقعات الشركة للطلب أعلى مما جاء في تقرير صدر في الآونة الأخيرة عن وكالة الطاقة الدولية قدر نمو الطلب على منتجات النفط في الصين في 2016 عند 1.‏3 في المائة انخفاضا من 6.‏5 في المائة في تقديرات الوكالة للعام الماضي.
وتشير حسابات «رويترز» إلى نمو الطلب 1.‏3 في المائة إلى 63.‏10 مليون برميل يوميًا في 2015.
وتوقعت الشركة نمو استهلاك الغاز الطبيعي 3.‏7 في المائة إلى 205 مليارات متر مكعب في 2016 مقارنة مع 7.‏5 في المائة في 2015 كما ذكرت لجنة التخطيط المركزي الرئيسية في الصين.
وتوقعت الشركة أن تبلغ طاقة التكرير 4.‏14 مليون برميل يوميا في 2016 بارتفاع 3.‏1 في المائة وزيادة الإنتاج 3.‏5 في المائة إلى 98.‏10 مليون برميل يوميا.
وبلغت طاقة احتياطيات النفط التجارية في الصين في نهاية العام الماضي 315 مليون برميل.



شركات الطيران الخليجية تتحدى الأزمات الجيوسياسية وتحقق أداءً مميزاً

والش خلال الإعلان عن توقعات «إياتا» لعام 2025 (الشرق الأوسط)
والش خلال الإعلان عن توقعات «إياتا» لعام 2025 (الشرق الأوسط)
TT

شركات الطيران الخليجية تتحدى الأزمات الجيوسياسية وتحقق أداءً مميزاً

والش خلال الإعلان عن توقعات «إياتا» لعام 2025 (الشرق الأوسط)
والش خلال الإعلان عن توقعات «إياتا» لعام 2025 (الشرق الأوسط)

تواجه صناعة الطيران العالمية تحديات كبيرة في ظل التأخير المستمر في تسليم الطائرات ومشكلات سلسلة التوريد التي تؤثر بشكل ملحوظ في الإيرادات والتكاليف. ومع ذلك، تبرز منطقة الشرق الأوسط مثالاً على النجاح في هذا المجال، حيث تمكنت شركات الطيران في المنطقة من تحقيق أداء مالي متميز في عام 2024 بفضل استثمارات كبيرة في البنية التحتية والسياسات الحكومية الداعمة. وبينما تواجه شركات الطيران العالمية ضغوطاً متزايدة، تواصل الناقلات الخليجية تعزيز مكانتها في السوق، مستفيدةً من فرص النمو التي تقدمها البيئة الاقتصادية والجيوسياسية.

الشرق الأوسط يحقق أفضل أداء مالي

حققت منطقة الشرق الأوسط أفضل أداء مالي في 2024 على صعيد المناطق الجغرافية، حيث سجلت شركات الطيران في المنطقة أعلى ربح صافي لكل راكب بلغ 23.1 دولار، مع توقعات بنمو هذا الرقم بنسبة 8.2 في المائة ليصل إلى 23.9 دولار في العام المقبل.

واستفادت المنطقة من استثمارات كبيرة في البنية التحتية، والسياسات الحكومية الداعمة. كما كانت الوحيدة التي شهدت زيادة في عائدات الركاب في عام 2024، بدعم من أعمال قوية طويلة المدى.

وعلى الرغم من الحرب في غزة، ظلت الناقلات الخليجية غير متأثرة إلى حد كبير. ولكن من الممكن أن تتأثر أهداف النمو الطموحة لعام 2025 بقضايا سلاسل التوريد مع التأخير في تسليم الطائرات ومحدودية توافر المحركات، حسب «إياتا».

وفي هذا السياق، قال المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي ويلي والش، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مساهمة صافية أعلى لكل راكب قادم من منطقة الشرق الأوسط مما يوحي بأن هذه الشركات لم تتأثر بالاضطرابات الكبيرة التي حدثت في المنطقة». وأوضح أن «هناك شركات طيران في المنطقة تعاني بشدة بسبب الوضع الراهن، وتواجه تحديات كبيرة في التعامل مع الظروف الحالية، في حين أن هناك شركات أخرى تحقق أداءً جيداً بوضوح.

وبيّن والش أن «السبب الرئيسي وراء تركيز الأرقام على الربحية الصافية لكل راكب يعود إلى أن المحاور العالمية في المنطقة تتمتع بنسب عالية من الركاب المميزين، مما يعزز حركة المرور، بالإضافة إلى المساهمة الكبيرة لشحنات البضائع في هذه الأرباح».

وأوضح أن شركات الطيران السعودية تستفيد بشكل كبير من قطاع الشحن الجوي رغم الأوضاع الجيوسياسية.

وأشار والش إلى أن «من المحتمل أن يكون إغلاق المجال الجوي الروسي قد عاد بالفائدة على المنطقة، حيث يتدفق الركاب عبر المحاور الرئيسية في المنطقة مثل دبي وأبوظبي والدوحة بدلاً من الرحلات المباشرة من أوروبا. كما أن قلة النشاط المباشر بين الولايات المتحدة والصين أدت إلى استفادة هذه المحاور من حركة المرور القادمة من أميركا إلى الصين».

وأضاف: «مع ذلك، هناك شركات في المنطقة تأثرت بشكل كبير بالأحداث في غزة، حيث لا تستفيد بنفس القدر من حركة المرور التي تمر عبر المحاور الكبرى في المنطقة، كونها لا تمتلك مراكز تشغيل محورية كبيرة».

تأثيرات سلبية على صناعة الطيران

على الصعيد العالمي، تعاني شركات الطيران العالمية جراء تأخير تسليمات الطائرات، وهي مشكلة يرجّح الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) استمرارها في العام المقبل والتي ستؤدي إلى ارتفاع التكاليف والحد من النمو».

ويكافح عملاقا الطيران «بوينغ» و«إيرباص» من أجل تحقيق أهداف تسليمات طائراتها وسط تحديات سلسلة التوريد. وإذ يتوقع «إياتا» ارتفاع تسليمات الطائرات في العام المقبل إلى 1802 طائرة، فإنه قال إن هذا العدد لا يزال أقل بكثير من توقعاته السابقة البالغة 2293 طائرة بداية العام، متوقعاً استمرار مشكلات سلسلة التوريد الخطيرة في التأثير على أداء شركات الطيران حتى عام 2025.

وتسبب مشكلات سلسلة التوريد إحباطاً لكل شركة طيران، وتؤثر سلباً في الإيرادات والتكاليف والأداء البيئي، وفق ما قال والش. وأضاف: «بلغت عوامل التحميل مستويات قياسية مرتفعة ولا شك أنه إذا كان لدينا مزيد من الطائرات، فيمكن نشرها بشكل مربح، وبالتالي فإن إيراداتنا معرَّضة للخطر. وفي الوقت نفسه، فإن الأسطول القديم الذي تستخدمه شركات الطيران لديه تكاليف صيانة أعلى، ويستهلك مزيداً من الوقود، ويتطلب مزيداً من رأس المال لإبقائه في الخدمة».

كما ارتفعت أسعار التأجير أكثر من أسعار الفائدة، حيث أدت المنافسة بين شركات الطيران إلى تكثيف التنافس لإيجاد كل طريقة ممكنة لتوسيع السعة. وبالنسبة إلى والش، فإن «هذا هو الوقت الذي تحتاج فيه شركات الطيران إلى إصلاح ميزانياتها العمومية المتهالكة بعد الوباء، لكن التقدم مقيد فعلياً بقضايا سلسلة التوريد التي يحتاج المصنعون إلى حلها».

شعار اتحاد النقل الجوي الدولي «إياتا» (الشرق الأوسط)

عائدات ضخمة

وفي توقعات متفائلة ولكنها مليئة بالتحديات، يتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن تتجاوز عائدات صناعة الطيران تريليون دولار بحلول عام 2025، مصحوبةً بأرقام قياسية في أعداد المسافرين. ومع ذلك، فإن نمو الصناعة يعوقه في الوقت الحالي التأخير الكبير في تسليم الطائرات من «بوينغ» و«إيرباص».

ويتوقع والش أن تحقق شركات الطيران أرباحاً بقيمة 36.6 مليار دولار في 2025، بفعل عوامل كثيرة، بما في ذلك الاستفادة من انخفاض أسعار النفط، وتحقيق مستويات تحميل تفوق 83 في المائة، بالإضافة إلى السيطرة على التكاليف والاستثمار في تقنيات إزالة الكربون. لكنه لفت إلى أن هذه الأرباح ستكون محدودة بسبب التحديات التي تتجاوز سيطرة شركات الطيران، مثل القضايا المستمرة في سلسلة التوريد، والنقص في البنية التحتية، والتشريعات المعقدة، وزيادة الأعباء الضريبية.

ومن المرجح أن تسجل صناعة الطيران أرباحاً تشغيلية تبلغ 67.5 مليار دولار، مع هامش ربح تشغيلي قدره 6.7 في المائة، وهو تحسن طفيف عن التوقعات لعام 2024 البالغة 6.4 في المائة، وأن تحقق الصناعة عائداً على رأس المال المستثمَر بنسبة 6.8 في المائة في 2025، وهو تحسن من نسبة 6.6 في المائة المتوقعة لعام 2024.

ويتوقع أيضاً أن يشهد قطاع الطيران نمواً في العمالة، إذ من المتوقع أن يصل عدد موظفي شركات الطيران إلى 3.3 مليون شخص في 2025، ليشكلوا جزءاً من سلسلة القيمة العالمية للطيران التي تشمل 86.5 مليون شخص وتساهم بمبلغ 4.1 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي، ما يعادل 3.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وعلى صعيد حركة الركاب، يتوقع «إياتا» أن يتجاوز عدد الركاب في العام المقبل 5.2 مليار للمرة الأولى، بزيادة قدرها 6.7 في المائة مقارنةً بعام 2024، وأن ينمو حجم الشحن الجوي بنسبة 5.8 في المائة ليصل إلى 72.5 مليون طن في الفترة ذاتها.

وفيما يتعلق بالشحن الجوي، يتوقع أن تبلغ إيرادات الشحن 157 مليار دولار في 2025، حيث ستنمو الطلبات بنسبة 6.0 في المائة، مع انخفاض طفيف في العائدات بنسبة 0.7 في المائة، رغم أن المعدلات ما زالت تتفوق على مستويات ما قبل الجائحة.

وستنمو تكاليف الصناعة بنسبة 4.0 في المائة في 2025 لتصل إلى 940 مليار دولار.

ومن أبرز التكاليف غير المتعلقة بالوقود، توقعت «إياتا» زيادة كبيرة في تكاليف العمالة، إلى 253 مليار دولار في 2025، وبنسبة 7.6 في المائة عن العام السابق. كما رجحت أن ترتفع تكاليف الوقود بنسبة 4.8 في المائة إلى 248 مليار دولار، رغم انخفاض أسعار النفط إلى 87 دولاراً للبرميل في 2025، وهو انخفاض من 99 دولاراً 2024.

وأشارت البيانات أيضاً إلى أن المخاطر السياسية والاقتصادية، مثل النزاعات الجيوسياسية والحروب التجارية، قد تؤثر في التوقعات المالية للقطاع، خصوصاً في ظل الاضطرابات المستمرة في أوروبا والشرق الأوسط.