وزراء الخارجية العرب يناقشون قضاياهم في «خلوة» بعيدًا عن الرسميات

شكري: ندعم قرار الجامعة العربية بالتضامن مع السعودية ونرفض التدخلات الأجنبية

وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع وزير الشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش ووزير الخارجية المصري  سامح شكري قبل بدء «الخلوة» الوزارية ({وزارة الخارجية السعودية})
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع وزير الشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش ووزير الخارجية المصري سامح شكري قبل بدء «الخلوة» الوزارية ({وزارة الخارجية السعودية})
TT

وزراء الخارجية العرب يناقشون قضاياهم في «خلوة» بعيدًا عن الرسميات

وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع وزير الشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش ووزير الخارجية المصري  سامح شكري قبل بدء «الخلوة» الوزارية ({وزارة الخارجية السعودية})
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع وزير الشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش ووزير الخارجية المصري سامح شكري قبل بدء «الخلوة» الوزارية ({وزارة الخارجية السعودية})

قال سامح شكري، وزير الخارجية المصري، إن بلاده قطعت علاقاتها مع إيران بسبب اختلاف الرؤى الإقليمية وتدخلاتها في عدد من الدول في الخليج، مؤكدًا دعم مصر قرار الجامعة العربية المتعلق بالتضامن مع السعودية ورفض التدخلات الأجنبية في شؤون الدول العربية.
وأضاف شكري في تصريحات صحافية، أمس في أبوظبي، أن الحل العسكري غير مطروح في ليبيا، وأن تهديد الإرهاب يحتاج إلى مواجهة أمنية سيضطلع بها الجيش الوطني الليبي، مشيرًا إلى أنهم مع خيار حل أي خلافات مع ليبيا بالجهود السياسية. وعن الأزمة السورية، قال شكري إن مصر تعمل على جمع المعارضة السورية ودعم المسار السياسي من أجل حكومة انتقالية وانتخابات ديمقراطية.
وزاد وزير الخارجية المصري: «مصر والسعودية والإمارات والبحرين دعت إلى التشاور بشأن التعامل مع تدخلات إيران وتحديد طريقة التعامل معها، لعرضها على باقي الدول العربية».
واجتمعت في أبوظبي أمس اللجنة الرباعية المشكلة بموجب القرار «7988» الصادر في 10 يناير (كانون الثاني) الحالي عن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية بحضور وزراء خارجية الإمارات والبحرين والسعودية ومصر وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية، وتم خلال الاجتماع متابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية.
إلى ذلك، وفي تقليد جديد لجامعة الدول العربية، انعقدت صباح أمس خلوة المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في منتجع سياحي بالعاصمة الإماراتية أبوظبي بحضور وزراء الخارجية العرب ورؤساء الوفود وبمشاركة الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وبحث الاجتماع السبل الكفيلة بتعزيز العمل العربي المشترك وتطوير هياكله وآليات عمله لمعالجة الأزمات والقضايا المطروحة على أجندة العمل العربي المشترك، كما تم بحث سبل مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد الدول العربية، خصوصا الإرهاب والتدخلات الأجنبية في شؤون الدول العربية وتداعياتها على مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة العربية وتأثيراتها على سيادة الدول واستقلالها ونسيجها الاجتماعي ووحدتها الوطنية.
وقال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، في بداية الاجتماع إن‏ الخلوة الوزارية العربية الأولى بدأت في أبوظبي.
وأضاف: «تجربة جديدة هدفها أن يناقش وزراء الخارجية العرب أحوال الأمة بعمق وبعيدا عن الرسميات».
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الخلوة الوزارية جاءت بطلب من الإمارات التي تترأس الدورة الحالية للجامعة العربية، وهي تأتي ضمن سياق نقاشات مفتوحة دون جدول أعمال، في خطوة تأتي على غرار الخلوة الوزارية في الإمارات، التي حققت نجاحًا في الوصول إلى أفكار تحولت إلى مشاريع ناجحة، مما دفع المسؤولين في الإمارات إلى تكرار التجربة عربيًا.
وتأتي فكرة الخلوة الوزارية لطرح الرؤى والأفكار ومناقشاتها بشكل ودي وغير ملزم، وجاءت من أجل تقريب وجهات النظر بطريقة الحوار في القضايا التي تحمل خلافًا بين الدول، وذلك بهدف التوافق حولها، من أجل الاتفاق فيها، الأمر الذي يعطي القوة للدور التي تقوم به جامعة الدول العربية.
من جهته، قال عبد الملك المخلافي، وزير الخارجية اليمني، في تعليق له على الخلوة الوزارية في أبوظبي إنها «تجربة عربية جديدة لنقاش عربي مفتوح وصريح بعيدا عن الرسميات».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.