عاد ليستر سيتي لينفرد بالصدارة متقدما بثلاث نقاط على أقرب منافسيه، كما عاد مهاجمه جيمي فاردي لهز الشباك للمرة الأولى بعد صيام ثماني مباريات، في الوقت الذي أكد فيه دييغو كوستا مهاجم تشيلسي أنه ما زال الشوكة في حلق آرسنال باحرازه هدف الفوز لفريقه في مباراة قمة العاصمة التي تألق فيها فابريغاس، وحقق توتنهام انتصارا مهما على كريستال بالاس، لكن علامات استفهام أحاطت بأداء لاعبه ديلي آلي رغم هدفه البارع، بينما عادت صيحات استهجان من جماهير مانشستر يونايتد تجاه فريقها والمدرب فان غال بعد الهزيمة 1 - صفر على ملعبه أمام ساوثهامبتون، في أبرز 10 نقاط شهدتها الجولة الثالثة والعشرين من الدوري الإنجليزي.
1- ما مدى براعة ديلي آلي؟
رغم فوز توتنهام هوتسبير بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد على كريستال بالاس خلال لقائهما السبت الماضي، فإنه لا يمكن القول بأن المباراة شهدت أفضل أداء للمهاجم ديلي آلي. في الواقع، كادت المباراة تخلو من أي تأثير لنجم خط وسط توتنهام هوتسبير البالغ 19 عامًا، في الوقت الذي قدم فيه زملاؤه كريستيان إريكسن وهاري كين وناصر الشاذلي، الذي شارك بديلا، مستوى أداء أكثر إبداعًا وتألقًا بخط الهجوم. ورغم ذلك، فإن آلي نجح في تسجيل هدف رائع من العدم تقريبًا، ليثبت بذلك حقيقة قدراته. ولم يلزم الأمر سوى ثلاث لمسات ذهبية من آلي ليصاب لاعبو كريستال بالاس بالصدمة، وينتفض روي هودجسون، مدرب المنتخب الإنجليزي، واقفًا داخل المدرجات.
يذكر أن آلي سبق أن سجل بالفعل هدفًا ثمينًا لصالح إنجلترا في ملعب ويمبلي. ومع ذلك، سيظل ذلك الهدف الأخير بمثابة لحظة فارقة في مسيرته الكروية الناشئة. الآن، بات يتعين على هودجسون اتخاذ قرار بخصوص ما إذا كان آلي جديرًا بمكان في التشكيل الأساسي للمنتخب في مشاركاته المقبلة ببطولة أمم أوروبا لكرة القدم. في الواقع، يتحدث من يشاركون آلي التدريبات عن عزيمته وقدراته الفنية الرفيعة. والمؤكد أن توتنهام محظوظ بضمه واحدًا من أفضل المواهب الإنجليزية الشابة الواعدة خلال السنوات الأخيرة بين صفوفه.
2- فيرمينو يبدأ في التحليق عاليًا
كان مشجعو ليفربول معذورين فيما أبدوه من حنين جارف إلى نجم الهجوم لويس سواريز قبل لقاء فريقهم مع نوريتش سيتي يوم السبت الماضي. في الحقيقة، اعتاد نجم ليفربول السابق تقديم لمسات ساحرة أمام نوريتش سيتي تحديدًا. وخلال هذه المباراة، فإنه بدلاً من أن ينطلق ليفربول بقيادة أفضل مهاجم بالعالم، جاءت مشاركته من دون أي مهاجم على الإطلاق؛ وذلك إذا كنت ممن لا يعدون روبرتو فيرمينو لاعبا مهاجما.
الواضح أن المدرب يورغن كلوب لا يعبأ كثيرًا بكيفية تصنيف الجماهير للاعب البرازيلي، ما دام أنه يحتفظ بالقدر ذاته من الخطورة على شباك الخصوم الذي أبداه في الأسابيع الأخيرة. وجاء أداء فيرمينو المتألق أمام نوريتش سيتي بعد أسبوعين من الأداء المثير الذي قدمه أمام آرسنال.
من جهته، قال كلوب: «بعد مباراة مانشستر يونايتد، ظل الجميع يمطرونني بالأسئلة حول: ماذا عن فيرمينو، فأنت بحاجة لمهاجم حقيقي؟، وستبقى الحقيقة أنه سجل هدفين في مرمى آرسنال وهدفين في نوريتش. أعتقد أن روبرتو مهاجم ويحمل نزعة هجومية قوية للغاية. في الواقع، هناك كثير من المهاجمين تتراوح أطوالهم بين 160 و170سم. مثلاً، انظروا إلى ليونيل ميسي. إن روبرتو بإمكانه اللعب جيدًا وتسجيل أهداف، وهو بالنسبة لنا خيار جيد. كما أنه يتمتع حاليًا بالمرونة ولياقة بدنية ممتازة. ويتوافر هذا الخيار مع وجود كريستيان بنتيكي، وهو أمر جيد. أمامنا كثير من المباريات يمكننا فيها الاعتماد على أيهما». وبالطبع، دعونا لا ننسى ستيفين كولكر الذي أهدى آدم لالانا فرصة تسجيل هدف الفوز في اللحظات الأخيرة من المباراة.
3- انتصار جديد يعزز من المنافسة على القمة
رغم أن الماضي ليس دومًا مؤشرًا دقيقًا على المستقبل، فإن الإحصاءات تكشف أن آستون فيلا، الذي انهار خلال موسم 2008 - 2009 تحت قيادة المدرب مارتن أونيل، كان النادي الوحيد بالدوري الإنجليزي الممتاز الذي حصد عدد نقاط يكافئ ما حصده ليستر سيتي خلال 23 مباراة، وانتهت به الحال خارج المراكز الأربعة الأولى عند نهاية الموسم. في تلك المرحلة، كان آستون فيلا في المركز الرابع ومتفوقًا بفارق خمس نقاط عن آرسنال. حاليًا، يتصدر ليستر سيتي الدوري بفارق 10 نقاط عن مانشستر يونايتد في المركز الخامس. وقد أصيب البعض بالدهشة لدى سؤال المدرب كلوديو رانييري بعد فوز فريقه المبهر أمام ستوك سيتي ما إذا كان الموسم الحالي سيبدو فاشلاً بالنسبة لليستر سيتي حال إخفاقه في إنهاء الدوري في واحد من المراكز الأربعة الأولى. قد يبدو السؤال غريبًا للوهلة الأولى، لكن بالنظر لما نراه الآن، وليس ما اعتقدته غالبية الناس قبل بداية هذا الموسم، قد يبدو منطقيًا بعض الشيء.
4- أهمية البحث عن المواهب الناشئة
أثبت وستهام يونايتد قيمة استكشاف الدرجات الأدنى من الدوري بحثًا عن صفقات ناجحة، خلال التعادل الذي حققه أمام مانشستر سيتي بهدفين لكل منهما. وأنهى وستهام المباراة بوجود ثلاثة لاعبين سابقين من دوري الدرجة الثانية بين صفوفه، وذلك مع اشتراك سام بيرام بديلاً عن كارل جنكنسون. وبالفعل، قدم بيرام ومايكل أنطونيو وآرون كريسويل أداء جيدًا خلال المباراة.
يذكر أن بيرام الذي انضم لوستهام قادمًا من ليدز يونايتد الأسبوع الماضي، قدم أداء رائعًا في مركز الظهير الأيمن. وبالمثل، تمكن كريسويل، الذي قدم من إيبسويتش تاون منذ 18 شهرًا مقابل 3.5 مليون جنيه إسترليني، من الإبقاء على منافسه خسيوس نافاس قيد السيطرة. كما يحقق أنطونيو، الذي انضم للنادي الصيف الماضي مقابل 7 ملايين جنيه إسترليني قادمًا من نوتنغهام فورست، نجاحًا مستمرًا وهادئًا في مركزه كجناح أيمن. ويتميز اللاعبون الإنجليز الثلاثة بصغر أعمارهم، مما يؤكد لجميع الأندية أن المواهب متوافرة بالفعل لمن يبحث عنها.
5- أوستن قد يكون صفقة ذهبية
جاء هدف الفوز الذي حققه تشارلي أوستن، مهاجم ساوثهامبتون، في مرمى مانشستر يونايتد على استاد «أولد ترافورد»، السبت الماضي، بمثابة بداية جيدة لمهاجم تكلفت صفقة انتقاله 4 ملايين جنيه إسترليني فقط.
يذكر أن أوستن سبق له تسجيل 18 هدفًا في الدوري الممتاز خلال رحلة هبوط كوينز بارك رينجرز العام الماضي.
وقال اللاعب: «ما دام بمقدوري تقديم ما سبق أن قدمته مع كوينز بارك رينجرز في بداية الموسم، بجانب الأهداف الـ18 في الدوري الممتاز، فإنني سأنجح في تقديم العون لساوثهامبتون». ولا شك أن أداء أوستن يدفع باقي أندية الدوري الممتاز للتساؤل عن كيف أخفقوا في السعي وراء ضم هذا اللاعب المتألق.
6 - أفوبي يضرب من جديد
لم يكتف بينيد أفوبي، مهاجم بورنموث، بالأداء المتميز الذي قدمه أمام سندرلاند في لقاء انتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لكل من الفريقين، حيث أحرز هدفه الثاني خلال ثلاث مباريات. واللافت أن صفقة ضم بورنموث لأفوبي تكلفت مبلغًا قياسيًا بلغ 9 ملايين جنيه إسترليني، لكنه يبقى بالتأكيد استثمارًا ناجحًا ما نجح الفريق في البقاء في الدوري الممتاز. وهنا تطرح بضعة تساؤلات نفسها، مثل: لماذا لم نشهد تنافسًا من جانب عدة أندية للفوز بضم تشارلي أوستن إليها قبل أن يفوز به ساوثهامبتون؟ ولماذا لم تحاول أي من أندية الدوري الممتاز اقتناص روس مكورماك من أيدي فولهام، أو كريس مارتن، نجم ديربي؟ أو جوردان رودز، نجم بلاكبيرن؟
يذكر أن مكورماك سجل 17 هدفًا خلال 31 مباراة شارك بها في دوري الدرجة الثانية هذا الموسم. ومن المؤكد أنه سيمثل مخاطرة أقل بالنسبة لأندية مثل سندرلاند ونيوكاسل يونايتد عن الاستعانة بمهاجم من الخارج. من الواضح أن أيتور كاراناكا، مدرب ميدلزبره، يسعى جاهدًا لضم مكورماك ليقود جهود الفريق نحو الترقي للممتاز. ومن يدري، قد ينجح مكورماك في تسجيل أهداف لصالح ميدلزبره في الوقت الذي يهبط فيه سندرلاند ونيوكاسل يونايتد إلى دوري الدرجة الثانية؟
من جانبه، يتحدث أفوبي عن آماله في محاكاة أداء أوديون إيغالو، نجم واتفورد، وجيمي فاردي هداف ليستر سيتي، ليثبت للجميع أن مهاجمي دوري الدرجة الثانية بمقدورهم بث الرعب في خطوط دفاعات أندية الدوري الممتاز. المؤكد أن دوري الدرجة الثانية يمتلك بعض المواهب الحقيقية، لكن يبدو أن الدوري الممتاز الذي يبدي ميلاً مستمرًا تجاه الاستعانة بالأجانب يتجاهل هذه الحقيقة.
7 - خورادو.. الرجل المناسب
في الوقت المناسب
تميز خوسيه مانويل خورادو، لاعب خط وسط واتفورد، بلياقة بدنية مرتفعة واستعداده للمشاركة باللعب على مدار 18 مباراة بالدوري الممتاز هذا الموسم، وشارك في التشكيل الرئيسي لفريقه خلال 17 منها بالفعل. وبلغ إجمالي عدد ما لعبه 1.349 ألف دقيقة، كانت جميعها بمراكز هجومية. إلا أنه خلال ذلك الوقت، أخفق في تسجيل أو خلق أهداف. ومع ترنح واتفورد تحت وطأة أربع هزائم متتالية قبل زيارة نيوكاسل، خاصة بعد الأداء البائس الذي قدمه اللاعب أمام ساوثهامبتون والمستوى الرديء خلال الشوط الأول من لقاء سوانزي سيتي، تعالت الأصوات الداعية للتخلي عنه. ونظرًا لأنه سبق له اللعب في ظل قيادة المدرب كويك سانشيز فلوريس في أتلتيكو مدريد، وباعتباره الإسباني الوحيد في فريق متعدد الجنسيات، أعرب البعض عن اعتقادهم بأن جنسيته هي السبب الحقيقي وراء استمراره مع الفريق، وليست إمكاناته. إلا أن اللاعب البالغ 29 عامًا تمكن لمرة وحيدة من المشاركة في المركز الذي يفضله خلف المهاجم، وكان ذلك أمام إيفرتون، بعيدًا عن أرض ناديه، خلال المباراة الافتتاحية للموسم، بينما قضى باقي الموسم في الجناح.
ونتيجة لذلك، لم يفلح اللاعب في إبراز نقاط قوته كلاعب يبلغ قمة تألقه في المساحات الضيقة. إلا أن الوضع تبدل السبت الماضي، مع حدوث إعادة ترتيب تكتيكي لمراكز اللاعبين، الأمر الذي سمح له بالعودة إلى الوسط. وكانت نتيجة ذلك تحسن أدائه بدرجة هائلة. ورغم أننا لا نزال بانتظار إحراز خورادو أهدافا، فإن إمكاناته لم تعد محل شك بعد أدائه الأخير.
8 - فابريغاس يعود
من جديد
من بين جميع التعليقات التي صدرت بعد فوز تشيلسي على آرسنال بهدف مقابل لا شيء، كان أبرزها ما صدر عن اللاعب الحائز على لقب أفضل لاعب بالمباراة: سسيك فابريغاس، حيث قال: «أصبح ذهني أسرع عما كان عليه في الأشهر الأخيرة». المعروف أن النصف الأول من الموسم الحالي كان عصيبًا على فابريغاس، كما كانت الحال بالنسبة لكثير من لاعبي تشيلسي. إلا أنه أبدى مؤشرات توحي باستعادته سابق عهده في ظل قيادة المدرب المؤقت غوس هيدينك. وجاءت أبرز هذه المؤشرات خلال المباراة التي خاضها ضد ناديه السابق آرسنال.
أراد فابريغاس عبر تصريحه توضيح أن ذهنه الآن بات أكثر صفاءً، وأصبح قادرًا على اللعب بسلاسة أكبر. وبالفعل، جاءت قدرته على تمرير الكرة لزملائه لافتة للأنظار، مع نجاحه مرارًا في رصد النقاط الأمثل لتمرير الكرة تجاهها. ولا شك أنه لقي عونًا كبيرًا في ظل وجود جون ميكيل أوبي ونيمانيا ماتيتش خلفه. ورغم أنه من غير المحتمل أن يتمكن تشيلسي من إنجاز الموسم في واحد من المراكز الأربعة الأولى، فإنه حال استمرار تحسن مستوى فابريغاس فقد يتمكن الفريق من تحقيق إنجاز في إطار كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.
9 - آن الأوان كي يرتفع إيفرتون لمستوى إمكاناته
نجح نادي إيفرتون في تقديم بعض المباريات الرائعة هذا الموسم. ومن الواضح أنه يمتلك بعض اللاعبين المتميزين، مثل روميلو لوكاكو وروس باركلي وغيرالد دولوفو، لذا انتظر كثيرون رؤية هؤلاء وغيرهم يتألقون في مواجهة سوانزي المترنح. اللافت أن سوانزي سيتي بات أشبه بسفينة من دون ربان منذ إقالة المدرب غاري مونك، وساد اعتقاد على نطاق واسع قبل هذه المباراة بأنهم في طريقهم نحو الهبوط. لكن بدلاً من ذلك، نجح الفريق الويلزي في الفوز على أرض إيفرتون. إذن، من تحديدًا كان النادي الأسوأ هذا الموسم؟ الحقيقة أن سوانزي سيتي ربما ليس بالسوء الذي دفع بنا البعض لاعتقاده، تمامًا مثلما أن إيفرتون بقيادة المدرب روبرتو مارتينيز ليس بالتفوق الذي يصر مدربه على الترويج له.
الملاحظ أن مستوى دفاع إيفرتون، النادي صاحب الأرض خلال هذا اللقاء، كان رديئًا، في الوقت الذي لا يمكن فيه بأي حال إلقاء اللوم على المبهر جون ستونز. أما أداء الهجوم، فكان دون المستوى. ولولا ذكاء باركلي وقدرة دولوفو المذهلة على التمرير، لم يكن إيفرتون ليحقق أي أهداف. وقرب نهاية المباراة، عانى الفريق بعض الشيء من سوء الحظ، لكنهم استحوذوا على الكرة بما يكفي لأن يحققوا نتيجة أفضل.
في المقابل، بدا سوانزي سيتي منظمًا ومتماسكًا مثلما كانوا في بداية الموسم، ولا يبدو أن هناك أي أسباب تدعو لعدم فوز فريق يضم خط هجومه واين روتليدج وآندريه أيو وغيلفي سيغوردسون لمزيد من المباريات. وينبغي أن يشعر المدرب فرانسيسكو غيدولين بالرضا على الأقل لامتلاكه المادة الخام التي يمكنه النجاح بها. وصرح مدرب سوانزي سيتي الجديد قائلاً: «فوزنا بست نقاط من مباراتين أمر بالغ الأهمية لنا، فهو يوفر لنا إمكانية الصعود عبر جدول ترتيب الأندية».
10 - مسار آستون فيلا يتحول ببطء تحت قيادة غارد
بوجه عام، هناك اعتقاد بأن نتائج أي فريق تتحسن فور الاستعانة بمدرب جديد، بيد أن ذلك لم يتحقق مع آستون فيلا، حيث تطلب الأمر 11 مباراة من ريمي غارد حتى ينجح فريقه في اقتناص فوز. والعجيب في الأمر أن المدرب الفرنسي يبرر ذلك بقوله إنه احتاج لبعض الوقت كي يقيم لاعبيه.
وفي أعقاب تعادله البائس من دون أهداف أمام وست بروميتش، قال غارد: «عندما تنضم لنادي في منتصف موسم ما، يصبح من الصعب للغاية تقييم اللاعبين من حيث الأداء الفني والسلوكي. وقد استغرقت وقتًا طويلاً في تقييم الجميع وحسم اختياراتي». ومع أن الفريق يبدي مؤشرات على تحسن الأداء، لكن يبدو أن الأمر كما لو كان بعد فوات الأوان.