لبنان: ناشطون يقتحمون وزارة البيئة احتجاجًا على الخطة الحكومية لترحيل النفايات

مجلس الوزراء ينعقد مع غياب ممثلي حزب الله وتيار عون

لبنان: ناشطون يقتحمون وزارة البيئة احتجاجًا على الخطة الحكومية لترحيل النفايات
TT

لبنان: ناشطون يقتحمون وزارة البيئة احتجاجًا على الخطة الحكومية لترحيل النفايات

لبنان: ناشطون يقتحمون وزارة البيئة احتجاجًا على الخطة الحكومية لترحيل النفايات

اقتحم ناشطون لبنانيون، أمس، مبنى وزارة البيئة، اعتراضًا على الخطة الحكومية لترحيل النفايات من لبنان، بالتزامن مع جلسة لمجلس الوزراء انعقدت وسط مقاطعة سياسية من قبل حزب الله اللبناني وحليفه النائب ميشال عون، على خلفية عدم إدراج بند التعيينات العسكرية على جدول أعمال جلسة الحكومة.
وأكد وزير الإعلام رمزي جريج، بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، أن الأخير قدّم عرضا لما وصل إليه ملف النفايات، موضحا أن الأمور سائرة في الاتجاه الصحيح وفقا لما أقره المجلس في جلسته الأخيرة. وقال سلام خلال الجلسة إن عملية ترحيل النفايات «يجب أن تبدأ في فترة قريبة بعد استكمال التحضيرات»، مشددا على أهمية المضي في البحث عن حل مستدام لموضوع النفايات، بالتوازي مع انطلاق خطة الترحيل المؤقتة.
وإذ أكد سلام تبليغه قرار فريق سياسي بتغيب وزرائه عن الجلسة الحكومية، قال: «نعلم جميعا أن هناك مواضيع خلافية كثيرة بين القوى السياسية، لكنني أكرر ما أقوله دائما عن عدم جواز تحميل مجلس الوزراء أكثر مما يحتمل، وأنه من الواجب أن يترك له القيام بعمله في إدارة شؤون البلاد والمواطنين». وأضاف: «صحيح أن مجلس الوزراء هو المرجعية السياسية خصوصا في ظل الشغور في رئاسة الجمهورية، لكن في هذه المرحلة الصعبة يجب تجنيبه الأمور الخلافية التي يتعين أن تحل بين القوى السياسية».
وقال جريج إن سلام أوضح أنه سيحرص على الدعوة إلى اجتماعات لمجلس الوزراء في المرحلة المقبلة لتفعيل العمل الحكومي، مشيرا إلى أن هناك مساعي حثيثة واتصالات مكثفة يقوم بها رئيس البرلمان نبيه بري من أجل تسوية المواضيع الخلافية بما يسهل مشاركة الجميع في الجلسات المقبلة، وبالتالي إعادة العافية الكاملة إلى مجلس الوزراء.
ومع مضي الحكومة في خطة ترحيل النفايات، صعّد ناشطو المجتمع المدني المنضوون تحت مجموعة «بدنا نحاسب»، من وتيرة اعتراضهم على القرار الحكومي، وذلك بالتزامن مع موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء، رفضا لما سموه «منطق المافيا في ترحيل النفايات».
وحاول المعتصمون إزالة العوائق الحديدية أمام السراي الحكومي، وقاموا برشق البيض باتجاه السراي الحكومي، مقر إقامة رئيس الحكومة، قبل أن ينتقل عدد من الناشطين بشكل مفاجئ، إلى وزارة البيئة في وسط بيروت، ودخل عدد منهم مبنى الوزارة، وحضرت قوة من عناصر مكافحة الشغب إلى مبنى الوزارة لإخراج المعتصمين، حيث استطاعت إخراجهم بالقوة، وأوقفت 17 شابًا من المعتصمين في وزارة البيئة ومحيطها. ووقع تدافع بين الناشطين والقوى الأمنية أمام مبنى اللعازارية.
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية أن عنصرًا من القوى الأمنية أصيب خلال التدافع أمام وزارة البيئة، كما نقل الصليب الأحمر ناشطا من حملة «بدنا نحاسب» إلى المستشفى.
وقالت المحامية رانيا غيث، التي تتابع تحركات «بدنا نحاسب»، إن قرار الدخول إلى وزارة البيئة «كان بهدف مناقشة الوزير محمد المشنوق في أن دوره لا يقتصر على استنكار الطريقة التي تمت بها مناقصات ترحيل النفايات، بل يجب أن يتخذ قرارًا بهذا الشأن»، وأنه «يجب أن يتحمل جزءًا من المسؤولية كونه في موقع السلطة وصناعة القرار»، من غير أن تنفي أن مواقفه الأخيرة بشأن الاعتراض على طريقة استدراج العروض لترحيل النفايات «كانت جيدة، لكنها غير كافية».
وإذ نفت غيث لـ«الشرق الأوسط» القيام بـ«أعمال شغب في داخل الوزارة»، شددت على «أننا كمحامين نتابع الملف القانوني عن أخطاء ملف الترحيل وتكلفتها، ونناقش دور أجهزة الرقابة الحكومية»، مؤكدة «أننا لا نطال الوزير المشنوق أو أي شخص الآخر بالقضايا الشخصية».
وليست المرة الأولى التي يقتحم فيها الناشطون وزارة البيئة، فقد سبق أن قاموا بالعمل نفسه في سبتمبر (أيلول) الماضي، اعتراضًا على تفاقم أزمة النفايات، وأخرجوا بالقوة بعد تدخل القوى الأمنية، واتهموا آنذاك باقتحام مرفق عام. وقالت غيث: «حتى الآن لا نعرف سبب توقيف الناشطين»، مشيرة إلى أن التهمة الأولية كانت «القيام بأعمال شغب، علمًا بأن الناشطين لم يقوموا بأي أعمال شغب، ونمتلك أدلة على أن نشاطهم كان سليمًا». وقالت غيث: «نتابع قضية الموقوفين لدى القوى الأمنية».
وكان مجلس الوزراء اللبناني أقر في آخر جلسة له خطة ترحيل النفايات إلى خارج لبنان، وتحدثت معلومات غير رسمية عن تكلفة عالية لعملية الترحيل. ويعاني لبنان من أزمة النفايات منذ 17 يوليو (تموز) الماضي بسبب تعذّر الاتفاق على حلّ لهذه الأزمة، ولم تستطع المظاهرات التي نظّمها الحراك الشعبي منذ أغسطس (آب) الماضي إيجاد حلّ لهذه الأزمة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.