ركلات واستفزازات وإنذارات وشتائم، كانت تلك هي أهم ملامح مباراة الكلاسيكو الكتالوني بين برشلونة وإسبانيول في ذهاب دور الـ16 لبطولة كأس ملك إسبانيا التي انتهت بفوز الأول 4-1. حيث تخطى هذا اللقاء جميع الخطوط الحمراء، مما دفع الكثير من الأصوات للمطالبة بتهدئة حتمية قبل مباراة الإياب.
وشهدت المباراتان الأخيرتان بين الفريقين، يومي السبت الماضي وأول من أمس، أحداثا بعيدة تماما عن كل ما يدخل ضمن الإطار الرياضي.
وكما يحدث في الحرب تماما، أصر كل طرف على إلقاء اللوم على الآخر، من دون أن يظهر أي صوت، حتى هذه اللحظة، يتمتع بالقدرة على رأب الصدع بين المعسكرين.
وكانت المباراة التي أقيمت في ملعب نوكامب عصيبة وشهدت احتكاكات أكثر من مرة، فضلا عن طرد لاعبين من إسبانيول في الدقائق الأخيرة هما هرنان بيريز في الدقيقة 72، والسنغالي باب ديوب في الدقيقة 76، كما قام الحارس بو لوبيز بحركة سيئة حين داس عن طريق العمد على قدم نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكن الحكم لم يشاهدها ولم يتطرق إليها في تقريره.
وانتقد مدرب برشلونة لويس إنريكي بدوره الخشونة الزائدة في المباراة بقوله: «إن الصلاحيات معطاة للحكام لكي يديروا مباريات لكرة القدم وليس كرة القدم الأميركية».
ويعود الفريقان يوم الأربعاء المقبل للاصطدام مرة أخرى في مباراة العودة. وانطلقت الشرارة التي أشعلت الحريق يوم السبت الماضي خلال المباراة التي تعادل فيها الفريقان سلبيا من دون أهداف في الدوري الإسباني، ليرجع برشلونة وجانب من الصحافة الكتالونية السبب في هذه النتيجة إلى العنف وضعف وتساهل التحكيم.
وجاء الانفجار في طي كلمات رئيس نادي إسبانيول خوان كويت، عندما قال: «المعاملة التي تلقاها إسبانيول في الديربي كانت مخزية، هذا ما يحدث دائما على هذه الأرض، إنه أمر مخز».
وأعرب كويت عن تذمره من الحملة التي استهدفت فريقه ونالت من سمعته، بالإضافة إلى شكواه من المعاملة السيئة والانحياز الذي تمارسه الصحافة الكتالونية ضد إسبانيول.
وجاءت مباراة أول من أمس، التي انتهت بفوز برشلونة 4 - 1، لتسكب المزيد من الزيت على النار، إذ لم يبق من ذكرياتها سوى أحداثها المؤسفة.
وأكد نادي برشلونة أن المباراة شهدت استفزازا مبالغا فيه ضد بعض لاعبيه مثل لويس سواريز ونيمار وجوردي ألبا وآخرين، بالإضافة إلى ليونيل ميسي أيضا.
وكانت تلك هي المرة الأولى لميسي وسواريز ونيمار منذ أن بدأوا في اللعب سويا، التي يحصلون فيها على إنذارات جماعية في مباراة واحدة.
ونال إسبانيول أيضا نصيبه من الاستفزازات والركلات التي ملأت أوقات المباراة، ليفقد اثنين من لاعبيه، هيرنان بيريز وبابي ديوب، في نهاية المباراة بالبطاقة الحمراء.
وعلى ما يبدو أن برشلونة حامل اللقب عاقب ضيفه إسبانيول عن التعادل في لقاء الدوري قبل أربعة أيام فرد برباعية أمام نحو 98 ألف متفرج في ملعب «كامب نو». وسجل ميسي ثنائية وصنع مثلها لكل من نيمار وبيكيه ليضع برشلونة قدما نحو ربع النهائي.
ودفع مدرب برشلونة لويس إنريكي بنجم الوسط التركي إردا توران للمرة الأولى هذا الموسم. وتعاقد برشلونة مع توران من أتلتيكو مدريد، ومع أليكس فيدال من إشبيلية الصيف الماضي، لكنه لم يتمكن من إشراكهما حتى مطلع السنة الحالية بسبب عقوبة فرضها عليه الاتحاد الدولي (فيفا) بعدم إجراء التعاقدات لفترتين متتاليتين للانتقالات بسبب مخالفات في التعاقد مع اللاعبين صغار السن.
واللافت أن برشلونة حقق موسما تاريخيا من أفضل مواسمه رغم حرمانه من التعاقدات لفترتين، حيث فاز بإشراف إنريكي بالدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا والكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية.
وشارك توران إلى جانب سيرخيو بوسكيتس وأندرياس انييستا في خط الوسط، وأمامهم الثلاثي الرهيب المؤلف من ميسي ونيمار وسواريز في الهجوم.
وعقب اللقاء وقعت اشتباكات بين اللاعبين في غرف خلع الملابس، التي امتلأت بالصراخ والعراك، حيث أكدت بعض وسائل الإعلام أن بعض لاعبي برشلونة قاموا بانتظار لاعبي إسبانيول لتذكيرهم بالهزيمة.
وكشف تقرير حكم المباراة أن سواريز قال لبعض لاعبي إسبانيول: «تعالوا إلى هنا، سأنتظركم، أنتم فضلات».
وبعد ذلك، بدأ سيل التصريحات من الجانبين، فقد قال جيرارد بيكيه مدافع
برشلونة الذي عرف بدأبه على إثارة الجدل من وقت لآخر بشكل روتيني: «مباراة العودة ستتسم بالتوتر، ستكون أجواء مسلية للعب كرة القدم، يلقبون أنفسهم بالأقلية الرائعة وهم في الحقيقة أقلية للغاية لأنهم لا يستطيعون حتى ملء مدرجات ملعبهم، سنرى إذا كانوا سيتمكنون من ملء الملعب في العودة لأنه لم يكن ممتلئا يوم السبت».
وسبق أن واجه سواريز فترات طويلة من الإيقاف في مسيرته، ثلاث منها نتيجة حالات عض للاعبين منافسين وآخرها للاعب الإيطالي جيورجيو كيلليني في الدور الأول من مباراة المنتخبين في كأس العالم بالبرازيل صيف 2014.
وأدت هذه الحادثة إلى إيقاف سواريز أربعة أشهر، وكانت سببا بانتقاله من ليفربول الإنجليزي إلى برشلونة.
وكانت حالة الإيقاف الرابعة لسواريز لدى توجيهه انتقادات عنصرية تجاه المدافع الفرنسي باتريس إيفرا لاعب مانشستر يونايتد.
وكان سلوك سواريز جيدا في 18 شهرا أمضاها في برشلونة حتى الآن، حيث يقدم عروضا رائعة إلى جانب زميليه ميسي والبرازيلي نيمار، حيث شكلوا ثلاثيا خطيرا أطلق عليه تسمية «إم إس إن».
ونال سواريز بطاقة صفراء أثناء المباراة نتيجة احتكاكه بحارس إسبانيول وتلاسنه معه.
من جانبه، قال بابي ديوب لاعب إسبانيول: «لا يمكن أن تقول إننا لجأنا إلى العنف، لم يكن هناك دم، إذا كنا نرغب في ذلك كان بإمكاننا أن نخرج لاعبي برشلونة من الملعب محمولين على محفات».
وتابع: «الصحافة دأبت طوال الأسبوع على اتهامنا بالعنف، ولقد أحدث هذا الأمر تأثيرا، لاعبو برشلونة جيدون في الحقيقة، فإذا لم تتمكن حتى من لمسهم فإنهم سيفعلون ما يحلو لهم».
وقال لويس إنريكي مدرب برشلونة: «يجب أن تكون كرة قدم وليست كرة قدم أميركية (رغبي)».
ويتساءل الكثيرون الآن: هل هناك متسع من الوقت للسيطرة على الموقف وتعديل مساره؟، وهو السؤال الذي يفرض نفسه بقوة خاصة مع اقتراب مباراة الديربي الكتالوني الجديدة في الأسبوع المقبل.
وقالت صحيفة «موندو ديبورتيفو» في عددها الصادر أمس: «على الفريقين أن يسيطرا على المتسببين في إشعال الحرائق ومحاولة إطفاء النيران التي لا تزال مشتعلة. التصريحات تفيد أن الجولة الثالثة من مباريات الديربي ستكون فظيعة إذا لم يتسن لأحد أن يوقفها».
ورغم دعوات الإعلام الإسباني بالتزام التهدئة، لا يزال الحذر قائما، فقد قال جيرارد مورينو لاعب إسبانيول: «مباراة الأربعاء ستكون حربا».
وقال مورينو: «بعد المباراة ذهبنا لتقديم الشكر لجماهيرنا بعد أن جاءوا لمساندتنا، وعندما وصلنا إلى النفق وجدنا لاعبي برشلونة في انتظارنا». وأكمل: «لا أعرف إن كان هذا من أجل الاحتكاك بنا أو إهانتنا، ولكنه كان نوعا من الاستمرار في الاستفزاز، كان هناك الكثير من الناس والكثير من الضوضاء، نحن ندافع عن شعارنا ومقدراتنا، وإذا تعرضنا للاستفزاز فعلينا أن نرد بالمثل رغم أن هذه ليست الصورة الأفضل التي يجب إظهارها».
ديربي برشلونة وإسبانيول يتجاوز كل الخطوط الحمراء
ركلات واستفزازات وإنذارات وشتائم.. وتوعد بـ«حرب» في لقاء الإياب بكأس إسبانيا
ديربي برشلونة وإسبانيول يتجاوز كل الخطوط الحمراء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة