أعلنت شركة «أرامكو السعودية» أنها رفعت سعر البيع الرسمي لجميع الأنواع الخمسة لنفطها الخام لشحنات فبراير (شباط) المتجهة إلى آسيا، بينما أبقت الشركة على أسعار أغلب خامتها إلى أميركا وزبائن الشرق الأوسط من دون تغيير، في حين خفضت كل أسعار خامتها إلى أوروبا.
وقالت «أرامكو»، في قائمة أسعارها الصادرة أول من أمس، التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، إنها رفعت «الخام العربي الخفيف»، وهو أهم خام من بين الأنواع الخمسة التي تبيعها للعملاء الآسيويين بواقع 0.60 دولار للبرميل مقارنة مع يناير (كانون الثاني).
وأبقت الشركة على سعر البيع الرسمي للخام «العربي الخفيف» للولايات المتحدة من دون تغيير عن الشهر السابق، ليحصلوا بذلك عليه بقيمة الشهر الماضي نفسها، والبالغة 0.15 دولار للبرميل وفق سعر مؤشر «أرجوس للخام عالي الكبريت».
وحول ما يتعلق بالشحنات المتجهة إلى زبائن شمال غربي أوروبا قالت «أرامكو» إنها خفضته بنحو 0.60 دولار للبرميل مقارنة بسعر يناير، وهو ما يعني أن قيمته ستكون أقل من قيمة خام برنت بنحو 4.85 دولار للبرميل.
وتعلن «أرامكو» شهريًا للزبائن أسعار خمس خامات رئيسية من النفط يتفرع منها عدة أنواع فرعية. لكن الشركة تكتفي بالخامات الخمسة الرئيسية، وهي «العربي الخفيف إكسترا»، و«العربي الخفيف سوبر»، و«العربي المتوسط»، و«العربي الثقيل».
أما الخام الخامس وهو «العربي الخفيف»، فإنه يعد أهم خام للشركة، إذ يستحوذ على نصف إنتاجها تقريبًا، والبالغ نحو 10.2 مليون برميل يوميًا. والسبب في أهمية «العربي الخفيف» أنه من أهم الخامات التي تستخدمها المصافي لآسيا لإنتاج زيوت تشحيم السيارات بجانب إنتاج البنزين والديزل منه.
وتسعّر «أرامكو» النفط المتجه إلى آسيا على أساس متوسط سعر برميل دبي وعمان، لأنهما الخامان الخليجيان الوحيدان اللذان يتم تداولهما في السوق الفورية. وتسعر النفط المتجه إلى أوروبا على أساس سعر برنت، بينما تسعره لأميركا على أساس خام «أرجوس للخامات عالية الكبريت» بعد أن كانت تسعر سابقًا على أساس سعر خام غرب تكساس.
و«أرامكو السعودية» هي أول شركة تعلن أسعار نفطها في منطقة الخليج العربي قبل كل من العراق وإيران والكويت، ولهذا تقوم الشركات في الدول الباقية بتعديل أسعارها بناء على سعر بيع السعودية حتى تستطيع المنافسة بشكل أفضل.
ولا تذكر «أرامكو» الأسباب حول رفع أسعارها إلى آسيا، لكن مصادر كثيرة في السوق توقعت الرفع قبل الإعلان عنه بناء على ثلاثة أسباب:
* تحسن أسعار «النافثا» وهوامش أرباح المصافي:
* توقع السوق أن تقوم شركة «أرامكو السعودية» برفع أسعار خامتها الخفيفة إلى آسيا التي تعطي عند تكريرها كمية أكبر من «النافثا»، مقارنة بالأنواع الأخرى الأكثر ثقلاً، إذ إنه كلما خف النفط زادت كمية «النافثا» التي يمكن إنتاجها منه.
و«النافثا» هي أحد المشتقات التي تخرج من برج التقطير في أي مصفاة، إلى جانب البنزين والكيروسين والديزل. وبالنسبة لآسيا فإن «النافثا» وقود مهم جدًا، حيث يتم استخدامه كلقيم أساسي في تصنيع البتروكيماويات هناك على عكس مصانع البتروكيماويات في الشرق الأوسط التي تعتمد على الغاز كلقيم.
وخلال الشهر الحالي، فإن أرباح المصافي الآسيوية من تكرير طن من خام برنت تعد هي الأعلى منذ يوليو (تموز) عام 2014، ولهذا لم يكن غريبًا أن تزيد «أرامكو» سعر «العربي الخفيف سوبر»، وهو أخف نوع تبيعه بنحو دولار للبرميل الواحد. بينما رفعت سعر «العربي الخفيف إكسترا» بنحو 0.70 دولار للبرميل مقارنة بسعر يناير.
وتحسنت هوامش أرباح المصافي الآسيوية بشكل عام، إذ إن هامش تكرير برميل واحد من النفط إلى مشتقات ارتفع من 15.93 دولار بنهاية نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 17.66 دولار بنهاية شهر ديسمبر (كانون الأول)، وهو ما يتيح لـ«أرامكو» مساحة بأن ترفع أسعارها للزبائن.
* تقلص «الكونتانغو» في أسعار نفط دبي:
* ولأن «أرامكو السعودية» تبيع النفط الخام إلى آسيا على أساس متوسط سعر دبي وعمان، فإن أحد العوامل الذي تحدد سعر نفط «أرامكو» هو حالة أو هيكلية نفط دبي. فإذا كان سعر عقود نفط دبي الآجلة بعد شهرين أعلى من سعرها للشهر الحالي (أي سعر الشهر الحالي مقارنة بسعر الشهر الثالث) فإن سعر النفط يدخل في حالة تعرف باسم التأجيل أو «الكونتانغو».
وإذا كان «الكونتانغو» أو الفرق بين الشهر الحالي والشهر الثالث عاليًا فمعنى هذا أن «أرامكو» في الغالب ستضطر إلى إعطاء تخفيض على نفطها، حتى لا ترتفع قيمته كثيرًا على الزبائن، لكن بما أن «الكونتانغو» حاليًا لسعر نفط دبي تقلص كثيرًا فإن التكلفة على الزبائن انخفضت، مما يتيح لـ«أرامكو» أن ترفع قيمة نفطها قليلاً من دون الإضرار بهوامش أرباحها أو جعل النفط السعودي يفقد ميزته التنافسية.
* زيادة إنتاج العراق وإيران: لم تتوقع السوق أن تقوم
* «أرامكو السعودية» برفع أسعار النفوط الثقيلة والمتوسطة التي تبيعها بشكل كبير في فبراير، والسبب في ذلك هو أن النفط العراقي «البصرة الخفيف» أو «الثقيل»، والنفط الإيراني، كلها تتنافس مع الخامات السعودية الثقيلة والمتوسطة، نظرًا لتقاربها في معدلات الكثافة.
وبالفعل هذا ما حدث، إذ إن «أرامكو» لم تزد أسعار الخام المتوسط سوى نصف دولار للبرميل، بينما رفعت سعر «العربي الثقيل» بنحو 0.40 دولار للبرميل، مقارنة بسعر يناير، نظرًا لوجود زيادة في إنتاج العراق وإيران في الأشهر الثلاثة الأخيرة.