حملة في المغرب تطالب بإلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين

عدها البعض ريعًا ورشوة سياسية

حملة في المغرب تطالب بإلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين
TT

حملة في المغرب تطالب بإلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين

حملة في المغرب تطالب بإلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين

تستمر في المغرب حملة المطالبة بإلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين في الوقت الذي تتجه في الحكومة لإصلاح أنظمة التقاعد المهددة بالإفلاس. ويصف الرافضون لتلقي الوزراء والنواب معاشات مجزية بأنها نوع من الريع بل هناك من اعتبرها رشوة سياسية.
وكانت تصريحات لشرفات افيلال الوزيرة المنتدبة المكلفة قطاع الماء، التي بخست فيها من القيمة المالية للمعاشات التي يتقاضها البرلمانيون، التي قد تصل إلى 800 دولار، قد أججت النقاش حول هذا الموضوع وأحيته من جديد. وفتحت تصريحات افيلال التي قالت فيها إن معاشات البرلمانيين لا تتعدى «2 فرنك» (أي أنها غير ذات قيمة) شهية رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أطلقوا عدة حملات للمطالبة بإلغاء هذه المعاشات، معززة بصور ساخرة لنواب ونائبات من أحزاب مختلفة تظهرهم إما نياما داخل قاعة الجلسات العامة للبرلمان أو منشغلين بتصفح هواتفهم الذكية، وذلك من أجل التدليل على أن البرلمانيين وحتى الوزراء لا يستحقون المعاشات التي يتقاضونها، وإن كانت الوزيرة افيلال اعتبرت أن مهنة وزير «شاقة وعسيرة» توازي 15 أو 20 سنة من العمل.
وينص القانون المتعلق بإحداث نظام المعاشات لفائدة أعضاء مجلسي النواب، والمستشارين على أنه يستفيد البرلماني الذي أكمل الولاية التشريعية ومدتها 5 سنوات، من معاش يقدر بـ5000 درهم (500 دولار) صافية معفية من الضريبة على الدخل وغير خاضعة لأي تصريح، ويتقاضى هذا المبلغ مدى الحياة بغض النظر عن سنة ابتداء من نهاية الولاية، مهما كان عمر النائب أو المستشار. وقد حدد مبلغ المعاشات العمرية للبرلمانيين في 1000 درهم (100 دولار) عن كل سنة تشريعية على ألا يتجاوز مبلغ المعاش 30 ألف درهم (3 آلاف دولار)، كما حدد واجبات الاشتراك في 2900 درهم شهريا (290 دولارا) بالنسبة للنائب أو المستشار تقتطع من تعويضاته آخر الشهر، والمبلغ نفسه يؤدى من طرف مجلس النواب أو المستشارين ليحول المجموع إلى الصندوق الوطني للتقاعد والتأمين وهو تابع لصندوق الإيداع والتدبير. وقد يحصل البرلماني الذي استمر لأربع أو خمس ولايات على مبلغ 8 آلاف درهم ويقل هذا المبلغ ليصل إلى 3 آلاف درهم إذا استمر في منصبه لولاية واحدة فقط.
ويتقاضى أعضاء الحكومة ابتداء من نهاية مهامهم معاشًا يقدر بـ39 ألف درهم (نحو 4 آلاف دولار) بالنسبة للوزراء و30 ألف درهم (3 آلاف دولار) لكتاب الدولة (وزراء دولة) بغض النظر عن المدة التي قضوها في هذه المسؤولية شرط عدم توفرهم على مداخيل أخرى. أما إذا كان للوزير السابق دخل، فإن المعاش يقتطع منه مبلغ الراتب الذي يحصل عليه.
وفتحت قضية معاشات الوزراء والبرلمانيين الأعين عن التعويضات عن التنقل التي يحصل عليها الوزراء خلال أداء مهمتهم، التي حددت في 250 دولارًا لليوم الواحد بالإضافة إلى منحة سخية تصرف لهم في نهاية الولاية وامتيازات أخرى. وسبق لجمعيات حقوقية أن طالبت بإلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين، وعدتها نوعًا من الريع، ومنها الجمعية المغربية لحماية المال العام، وقال محمد الغلوسي رئيس الجمعية إن الوزراء والبرلمانيين «يمارسون انتدابًا وليس وظيفة، وبالتالي فإن استفادتهم من المعاش مخالف للدستور والقانون ويشكل ريعا وهدرا للمال العام»، موضحا أنه ليس هناك أي توجه من قبل الحكومة لإلغاء هذه المعاشات، بل هناك رغبة لدى البرلمانيين لتوريثها لأبنائهم، وانتقد الغلوسي عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي كان يطالب بإلغاء هذه المعاشات عندما كان حزبه في موقع المعارضة «واليوم يسكت عن هذا الأمر».
في المقابل، دعا محمد بوليف الوزير المكلف النقل المنتمي للحزب نفسه إلى إدراج قضية معاشات الوزراء والبرلمانيين في إطار خطة إصلاح أنظمة التقاعد التي أعلن عنها رئيس الحكومة، مشددا على أن «التركيز على معاشات الوزراء والبرلمانيين لن يحل المشكل في العمق، بل لا بد أن يصبح نظام التقاعد نظامًا عادلاً، بحيث يكون للوزراء والبرلمانيين وجميع المغاربة نفس أسس الحصول عليه».
وفي موقف متناغم مع الحملة الشعبية المطالبة بإلغاء هذه المعاشات، وصف قيادي في حزب الأصالة والمعاصرة المعارض التقاعد الذي يحصل عليه البرلمانيون والوزراء بأنه «ريع سياسي، لأنهم يتقاضون تعويضات عن مهام، تنتهي بنهاية ولايتهم، وليسوا موظفين لدى الدولة، حتى يتعين صرف معاشات لهم».
وناشد عزيز بنعزوز رئيس فريق الحزب بمجلس المستشارين البرلمانيين والوزراء التخلي عن معاشاتهم وإظهار حسن النية. ودعاهم إلى التوجه للمؤسسات البنكية وشركات التأمين للانخراط في خدمة التقاعد التكميلي.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.