ترهل دفاع ليفربول هو الذي يستحق غضب كلوب

هل تجاوز المدرب الألماني الخط الأحمر بمحاولته استفزاز مدرب وست بروميتش

كلوب مدرب ليفربول في مواجهة بوليس مدرب وست بروميتش (رويترز)
كلوب مدرب ليفربول في مواجهة بوليس مدرب وست بروميتش (رويترز)
TT

ترهل دفاع ليفربول هو الذي يستحق غضب كلوب

كلوب مدرب ليفربول في مواجهة بوليس مدرب وست بروميتش (رويترز)
كلوب مدرب ليفربول في مواجهة بوليس مدرب وست بروميتش (رويترز)

خرج المدرب الألماني لنادي ليفربول يورغن كلوب، غاضبًا من الملعب بعد تعادل فريقه أمام وست بروميتش ألبيون، في وقت ثارت علامات استفهام حول مستوى اللياقة البدنية للاعبي الأخير، وكذلك حول فشل لاعبي ليفربول في الاستفادة من ذلك. وصف كلوب ما شهده اللقاء بأنه «انفجار» - لكن يبقى الأمر المؤكد أنه لن يكون الأخير.
المؤكد أن كلوب تجاوز خطا أحمر بمحاولته استفزاز فريق تدريب وست بروميتش في أعقاب هدف التعادل لصالح ليفربول الذي سجله ديفوك أوريغي في الدقيقة 96 من اللقاء. وفي خضم حماسه، عمد كلوب إلى تقليد الغوريلا الغاضبة بضربه بيديه على صدره، وسرعان من انتقلت حمية غضبه لمواجهة توني بوليس مدرب وست بروميتش، والفريق المعاون له إلى مدرجات الجماهير باستاد أنفيلد خلال الدقائق المتبقية من عمر المباراة وحفزت لاعبي ليفربول في سعيهم لتحقيق هدف غير محتمل يمكنهم من الخروج منتصرين. وبعد أن أعرب عن اندهاشه من فقدان جماهير ليفربول الثقة في لاعبيها أمام كريستال بالاس منذ خمسة أسابيع فقط، فإن النتيجة الأخيرة أمام وست بروميتش والخروج بالتعادل تعد في حد ذاتها نصرًا محدودًا من وجهة نظر كلوب.
وبطبيعة الحال، شعرت جماهير ليفربول بالحماسة حيال أداء مدربها، بينما تهكم الخصوم على رد فعل كلوب على تعادله بهدفين على أرضه أمام فريق يحتل مرتبة متوسطة في جدول ترتيب الأندية. وربما ما كان أحد ليركز على مسألة الترتيب لو أن الوضع انعكس وقام بوليس بما فعله كلوب.
ولدى سؤال مدرب وست بروميتش حول ما إذا كان احتفال كلوب المبالغ فيه بالتعادل قد ضايقه، أجاب: «إنه الجزء الخاص به من الملعب». وقد رفض المدربان تأجيج الخلاف لما هو أبعد من ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة.
ورأى البعض في سلوك كلوب محاولة ذكية أو محسوبة لكسب مشجعي ليفربول لصفه. في الواقع، شكلت ردود الفعل العاطفية العفوية دومًا جزءا من جاذبية كلوب. وعندما تساعد هذه التصرفات في تعزيز الثقة بالفريق ورفض تقبل الهزيمة، مثلما أظهر ليفربول خلال الدقائق الأخيرة من لقاء وست بروميتش، فإنها بالتأكيد تحمل أهمية إضافية من وجهة نظر المدرب. في الواقع، شخصية كلوب وسجله وأسلوب نجاحه يفسرون السبب وراء الحماس الذي هيمن على ليفربول والدوري الإنجليزي الممتاز لدى وصوله منذ ما يزيد قليلاً على تسعة أسابيع ماضية. ربما الأمر الوحيد الذي يستحق الدهشة حيال ما حدث الأحد الماضي أن رد الفعل هذا من جانب كلوب جاء متأخرًا عما كان متوقعًا.
وتجدر الإشارة هنا إلى العبارة التي اقتبسها كلوب من المؤلف الدرامي الألماني موريتز رينكي خلال مقابلة أجريت معه سابقًا خلال موسمه الأخير مع بوروسيا دورتموند، حيث قال: إن الأمر الأهم في كرة القدم ليس الكؤوس ولا الميداليات، وإنما «اللحظة ذاتها، ذكرى وجودك هناك في قلب المباراة، وأنك كنت جزءا منها. هذا أهم ما في الأمر! التجربة ذاتها!».
وبالفعل كان استاد أنفيلد، الأحد الماضي، يشهد تجربة مميزة، تحديدًا بسبب الخصومة المستمرة بين مدربي الفريقين، وليس التنافس في إطار الدوري الممتاز.
إلا أن هذا ليس مبررًا لتعمد كلوب الدخول في مواجهة مع غريمه، حتى ولو كانت الكراهية بينه وبين بوليس تتصاعد منذ ما قبل المباراة بأمد بعيد، لكنه يفسر حرص كلوب على مصافحة لاعبيه وشكر الجماهير على دعمها له.
الواضح أن كلوب لم يعبأ كثيرًا بالتغطية الإعلامية للمواجهة الغاضبة التي شهدها لقاء الأحد ورفضه مصافحة بوليس ومعاونيه حتى تبعه إلى داخل الملعب مارك أوكونور، مساعد مدرب وست بروميتش وجذبه من يده. ويبدو أن هذا التخاصم حمل أهمية أكبر بالنسبة لمدرب ليفربول.
وبعد المباراة، علق كلوب بقوله: «لم يكن من السهل خلق فرص، فالفريق الخصم يعتمد على الكرات الطويلة وبأسلوب محدد». في الواقع، كثيرون بخلاف بوليس يتبعون الأسلوب ذاته. وبدلاً من الشكوى من هذا الأسلوب أو محاولة التقليل من قيمته، ينبغي على كلوب بناء خط دفاع قادر على التصدي له.
في الحقيقة، إن إخفاق خط دفاع ليفربول وحارس مرماه في الصمود أمام وست بروميتش هو ما ينبغي أن يثير حقًا غضب كلوب.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».