.. وتوسّع قصفها الجوي وتستهدف الحدود اللبنانية ـ السورية

الرئيس الألماني يواكيم غوك وزوجته دانييلا شادت، التقيا أمس عائلة سورية في مخيم تابع للأمم المتحدة في الأزرق شمال الأردن، وذلك بمناسبة زيارتهما الرسمية للبلاد (إ.ب.أ)
الرئيس الألماني يواكيم غوك وزوجته دانييلا شادت، التقيا أمس عائلة سورية في مخيم تابع للأمم المتحدة في الأزرق شمال الأردن، وذلك بمناسبة زيارتهما الرسمية للبلاد (إ.ب.أ)
TT

.. وتوسّع قصفها الجوي وتستهدف الحدود اللبنانية ـ السورية

الرئيس الألماني يواكيم غوك وزوجته دانييلا شادت، التقيا أمس عائلة سورية في مخيم تابع للأمم المتحدة في الأزرق شمال الأردن، وذلك بمناسبة زيارتهما الرسمية للبلاد (إ.ب.أ)
الرئيس الألماني يواكيم غوك وزوجته دانييلا شادت، التقيا أمس عائلة سورية في مخيم تابع للأمم المتحدة في الأزرق شمال الأردن، وذلك بمناسبة زيارتهما الرسمية للبلاد (إ.ب.أ)

ووسّعت موسكو يوم أمس الثلاثاء من عملياتها العسكرية مستهدفة الحدود اللبنانية - السورية بالتزامن مع تكثيف طائراتها قصف الرقة وريف حلب. وبينما اتهم الائتلاف المعارض روسيا بارتكاب جرائم حرب وإبادة في سوريا، أفيد عن دخول غواصة روسية مزودة بصواريخ «كروز» الجزء الشرقي من البحر المتوسط واقترابها من الساحل السوري.
ميدانيا، وسّعت الطائرات الحربية الروسية يوم أمس مسرح عملياتها فاستهدفت الحدود اللبنانية – السورية. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» في لبنان، عن سماع دوي قذائف، تبين أنها ناتجة عن غارات يشنها الطيران الحربي الروسي على الحدود اللبنانية - السورية، لناحية رأس بعلبك، مستهدفا تجمعات المسلحين.
وبالتزامن، كثّفت موسكو حملتها الجوية على مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش في الشمال السوري. وتحدث «مكتب أخبار سوريا» عن شن الطيران الحربي الروسي ظهرا عدة غارات استهدفت مدينة الرقة وريفها شمال شرقي سوريا، مما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة مدنيين آخرين بجروح، إضافة إلى أضرار مادية.
وقال الناشط الإعلامي أبو محمد الرقاوي إنّ الطيران الروسي استهدف بالقنابل العنقودية، سوقا شعبية عند دوار حزيمة على أطراف مدينة الرقة، مما أدى إلى مصرع امرأة وإصابة ثلاث أخريات بجروح كحصيلة أولية.
وأوضح الرقاوي أنّ المقاتلات الروسية قصفت أيضًا بستة صواريخ مستودع المطاحن الرئيسية للحبوب في مدينة الرقة، مما أدى إلى دمار واسع فيه، دون ورود معلومات عن سقوط ضحايا. وأشار أيضا إلى غارات روسية استهدفت أطراف مدينة الطبقة، ومنطقة قريبة من الكراجات داخلها، مما أدى لوقوع جرحى في صفوف المدنيين.
وفي ريف حلب الشمالي، قُتل 13 مدنيا وأصيب آخرون في قصف للطيران الروسي على بلدة كفر حمرة الخاضعة لسيطرة المعارضة، بحسب «مكتب أخبار سوريا».
وقال الناشط الإعلامي أبو إبراهيم الحلبي، إنَّ الطيران الروسي استهدف وسط مدينة كفر حمرة وأطرافها، بأكثر من 12 غارة بالصواريخ الفراغية، أدت إلى مقتل 13 مدنيا بينهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 15 آخرين.
وأوضح الحلبي أن عددا من الجرحى تم نقلهم إلى المشافي التركية، نظرا لخطورة إصاباتهم وعدم وجود الإمكانيات اللازمة لعلاجهم في المشافي الميدانية في المنطقة. كما أصيب ثلاثة مدنيين في قصف للطيران الروسي بالصواريخ الفراغية على أطراف دارة عزة الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حلب الغربي، بينما اقتصرت أضرار القصف الذي طال أطراف مدينة دير جمال على المادية.
وانتقد الائتلاف المعارض وبشدة تصاعد جرائم الاحتلال الروسي بصورة تنسجم مع إرهاب نظام الأسد وترقى إلى جرائم حرب وإبادة، لافتا في بيان إلى تكثيف العدوان الروسي خلال اليومين السابقين من غاراته على كل الأراضي السورية، مستهدفًا تجمعات المدنيين والأسواق الشعبية في كل من ريف دمشق وحمص، إضافة إلى مدرستين في كفر حمرة بريف حلب وكنصفرة في ريف إدلب، مما أسفر عن استشهاد نحو 160 مدنيًا بينهم نساء وأطفال، وجرح أكثر من 150 آخرين.
ودان الائتلاف هذه المجازر وكافة جرائم النظام وحلفائه من الاحتلالين الروسي والإيراني، مطالبًا المجتمع الدولي ومجلس الأمن بإدانة شديدة لهذا المسلك الإرهابي، واتخاذ إجراءات عاجلة لوقفه ومحاسبة مرتكبيه.
وذكرت وكالة أنباء «إنترفاكس» أن الغواصة الروسية «روستوف - أون - دون» وصلت إلى الساحل السوري المطل على البحر المتوسط، محملة بصواريخ «كاليبر» المضادة للسفن، وصواريخ «كروز» التي تستخدم في الهجمات البرية، وهي صواريخ أطلقتها سفن روسية في بحر قزوين على مواقع تابعة لـ«داعش» في وقت سابق وأفيد بوقتها أنّها أخطأت هدفها فسقطت في إيران.
وأفادت وسائل إعلامية روسية رسمية أن الغواصة التي تم بناؤها حديثا والتي تعمل بالديزل، وقد تم تسميتها على اسم مدينة روسية تقع جنوبي البلاد على نهر دون، قد استكملت اختبارات التحقق للانضمام لأسطول البحر الأسود الروسي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.