بعد أن كانت الشرطة المحلية هي التي تراقب الذين تشك في انتمائهم إلى منظمات إرهابية، أو في مساعدتها، أسس مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) قسما خاصا لمراقبة ألف شخص تقريبا يتهمهم بالانتماء إلى تنظيم داعش، أو مساعدته. وتستعمل شرطة «إف بي آي» السرية أحدث الوسائل الإلكترونية لمتابعة هؤلاء 24 ساعة في اليوم.
وقال تلفزيون «فوكس»، مساء أول من أمس، إن فرق المراقبة هذه صارت تراقب «على الأقل 48 شخصا ترى أنهم يشكلون خطرا كبيرا، وتستعمل مجموعة خاصة من المتخصصين في المراقبة المستمرة، تسمى فرق الخدمات المتحركة (إم إس تي)».
من جهته، قال السناتور جان كوتز (جمهوري من ولاية إنديانا)، ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، أول من أمس: «يوجد عدد كبير من الناس في قائمة الذين يراقبون على مدار الساعة». وفي القائمة ألف شخص تقريبا. وطلبت «إف بي آي» من الكونغرس مزيدا من الاعتمادات المالية لمواجهة «هذا النوع من الرقابة المستمرة».
وأضاف: «نعم، هذا عمل يستهلك كثيرا من المصادر المالية والبشرية».
وكانت الشرطة الفيدرالية والمحلية بدأت إجراءات أمنية غير مسبوقة في كثافتها، وذلك بعد الهجمات الإرهابية في باريس، قبل أسبوعين.
وكان الرئيس باراك أوباما قال، قبل أسبوع، إن الحكومة الأميركية «ستكثف، بكل ما في وسعها، إجراءات منع وقوع أعمال إرهابية على أراضيها وخارجها».
من ناحية أخرى، انقضت على جامعة يونغستاون (ولاية أوهايو) فرقة من شرطة «إف بي آي»، بالإضافة إلى الشرطة المحلية، بعد رسم شعارات مؤيدة لتنظيم داعش في الجامعة، أول من أمس. واحتوى أكبر رسم، على صخرة عملاقة في قلب الحرم الجامعي، على علم «داعش»، وكلمات: «نحن قادمون»، و«يستحق الفرنسيون التدمير» و«جامعة يونغستاون تؤيد داعش».
خلال الشهور القليلة الماضية، كرر مسؤولون أمنيون أميركيون كبار أن الولايات المتحدة تواجه ارتفاعا كبيرا في عدد الذين يسعون للالتحاق بتنظيم داعش على أراضيها. وأن الأجهزة الأمنية الأميركية تحركت «ضد العشرات منهم».
وكان جيمس كومي، مدير «إف بي آي»، قال، خلال استجواب مع مسؤولين أمنيين آخرين، أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب، إن من بين الذين يرغبون في الانضمام إلى داعش «عشرات الشبان والشابات». وأضاف أن تحديد الذين تجذبهم شعارات «داعش» من خلال مواقع الإنترنت يشكل «تحديا يشبه البحث عن إبرة في كوم من القش في حجم البلاد (الولايات المتحدة)».
وقال كومي، بحضور وزير الأمن الداخلي جيه جونسون، إن داعش «ضخت، مؤخرا، طاقات جديدة لجذب المتطرفين العنيفين الذين ترعرعوا على الأراضي الأميركية».
في وقت لاحق، أبلغ كومي الصحافيين أن عشرات من الناس الذين كانوا اعتنقوا فكر «داعش» عبر الإنترنت، قد اعتقلوا. وجاء على لسان رئيس المركز القومي للتصدي للإرهاب، نيكولاس راسموسن، قوله: «زاد حجم هؤلاء زيادة كبيرة جدا خلال الأشهر القليلة الماضية».
قبيل احتفالات عيد الشكر في الأسبوع الماضي، مثلما قبيل احتفالات عيد الاستقلال في الصيف الماضي، أطلق مسؤولون أمنيون أميركيون تحذيرات عن توقع هجمات إرهابية، خصوصا في نيويورك وواشنطن. وذلك لأن «داعش»، في بيان بعد هجمات باريس، قالت إنها تستهدف المدينتين أيضا. وكان قائد شرطة نيويورك، بيل براتون، أعلن إحباط أكثر من 20 مخططا إرهابيا هناك منذ هجمات عام 2001. وحذر من «أن خطر وقوع هجمات صار أكبر مما كان عليه منذ سنوات». وأضاف براتون، أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب، إن احتمالات وقوع هجمات صارت «أكبر مما رأينا منذ سنوات. نحن نواجه الآن مخاطر متعددة في مجال الإرهاب». وأشار إلى «لونلي وولف» (ذئب منفرد، أي إرهابي يعمل منفردا). وقال إن تنظيم داعش يعتبر في الوقت الحاضر «لاعبا جديدا خبيثا. ويتميز عن تنظيم القاعدة بتفضيله نموذج (الذئب المنفرد) في شن هجماته. ويستخدم بشكل مكثف شبكات التواصل الاجتماعي».
«إف بي آي» تراقب ألف متهم إلكترونيًا ليلاً ونهارًا
شعارات مؤيدة لتنظيم داعش في جامعة بولاية أوهايو
«إف بي آي» تراقب ألف متهم إلكترونيًا ليلاً ونهارًا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة