برمجت وزارة الثقافة التونسية والمحافظة على التراث سلسلة من العروض الثقافية والترفيهية في أكثر من 300 فضاء ثقافي موزعة على كامل المدن التونسية وذلك في نطاق تظاهرة «مبدعون من أجل الحياة». ومن المنتظر تنظيم نحو 160 ورشة و75 عرضا فنيا في الشارع و54 معرضا في اختصاصات مختلفة و30 لقاء شعريا و30 عرضا سينمائيا في مختلف جهات البلاد التونسية و85 نشاطا متنوعا و44 عرضا مسرحيا، وهدفها كلها تحدي الإرهاب.
وأشرفت لطيفة الأخضر وزيرة الثقافة التونسية والمحافظة على التراث على الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة الثقافية وبدأتها من ولاية القصرين وسط غربي تونس وهي منطقة لا تزال تعيش تحت وقع المواجهات المسلحة مع عناصر إرهابية متحصنة في الغابات والجبال المنتشرة في الجهة.
وتتواصل هذه التظاهرة الثقافية إلى غاية يوم 29 من هذا الشهر، واشتمل برنامج الافتتاح على تركيز نواة مكتبة بالمستشفى الجهوي بالقصرين ثم مكتبة بالمدرسة الابتدائية بولعابة ومدرسة الفتح بالقصرين ودشنت الوزيرة متحف سبيطلة وهو يحتوي على مجموعة نفيسة من القطع الأثرية التي تعود للعهود البيزنطية والرومانية والإسلامية.
وقالت الأخضر: إن هذه التظاهرة تعد خطوة أولى ستليها خطوات أخرى في اتجاه البحث عن أشكال جديدة للتظاهرات الثقافية في تونس. وأشارت إلى أن تواصل هذه التظاهرة في السنوات المقبلة يبقى رهين تقييم مدى نجاحها إعلاميا وإداريا على حد تعبيرها.
ومن ناحيته، قال لسعد سعيد المنسق العام لتظاهرة «مبدعون من أجل الحياة» لـ«الشرق الأوسط» إن برنامج التظاهرة يسعى إلى تحويل تونس إلى ورشة كبرى لمختلف الأنماط الفنية والإبداعية. وتابع قوله: «اشتغلنا على توظيف مختلف التعابير الثقافية والمحامل والاختصاصات الفنية وحتى الحرفية بهدف خدمة أهداف التظاهرة وتكريس شعار مقاومة التطرف والإرهاب، ولكن في صيغ مبتكرة». وأضاف أن فنون الكتابة والشعر والتصوير الفوتوغرافي وورشات السينما والمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية ستكون حاضرة بقوة، إلى جانب إقامة نصب فنية بالفضاءات العامة، إضافة إلى إعادة الاعتبار لفنون الفسيفساء والخزف والنقش على الخشب والنسيج وما يميز كل منطقة تونسية عن غيرها من المناطق.
وتشارك في برنامج تظاهرة «مبدعون من أجل الحياة» 150 دار ثقافة و60 مؤسسة تربوية من مدارس ابتدائية ومدارس إعدادية ومعاهد ثانوية ومبيتات جامعية ومعاهد عليا بالإضافة إلى مائة فضاء خارجي من ساحات عامة وفضاءات مفتوحة إلى جانب عدد من المواقع الأثرية والمعالم التاريخية، وخصصت السلطات التونسية مبلغ ثلاثة ملايين دينار تونسي (نحو 1.5 مليون دولار أميركي) لتنشيط هذه الفضاءات وبث روح جديدة بين التونسيين.
وفي هذا الشأن، قالت شاذلية الماجري (أستاذة تنشيط) إن تظاهرة «مبدعون من أجل الحياة» تهدف من خلال برامجها المتعددة إلى التصدي للمخاطر المتعددة التي باتت تشهدها تونس وأبرزها الإرهاب. وأضافت أن الثقافة يمكن أن تشكل فعل مقاومة وتحصينا اجتماعيا، ولا يمكن على حد تعبيرها ضمان الأمن القومي دون تحقيق الأمن الثقافي.
ومن ناحيته قال ناجي العباسي (إعلامي تونسي) إن المثقفين يعتبرون جزءا أساسيا من حماة الوطن واعتبر خروج الثقافة من الفضاءات المغلقة وانطلاقها نحو الساحات العامة والشوارع والمناطق المستهدفة من الإرهاب، خطوة مهمة نحو تضييق الخناق على الفئات المتطرفة التي تعيش في الظل على حد قوله.
تظاهرة «مبدعون من أجل الحياة الثقافية» تتحدى الإرهاب
تقدم في أكثر من 300 فضاء تونسي موزعة على كامل المدن
تظاهرة «مبدعون من أجل الحياة الثقافية» تتحدى الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة