أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن قاذفتين أميركيتين من طراز «بي 52» حلقتا بالقرب من جزر في بحر الصين الجنوبي، تطالب بها بكين، وأنهما تلقتا تحذيرا باللاسلكي من مراقب جوي صيني، فيما تواصل الولايات المتحدة اختبار مطالب الصين الإقليمية في هذا الطريق البحري المهم. ويعد هذا ثاني تحد من واشنطن للصين في النزاع الدائر حول جزر سبراتلي، وذلك بعد إبحار المدمرة الأميركية «لاسن» الشهر الماضي بالقرب من عدد من الجزر الصغيرة في سلسلة جزر سبراتلي.
وتنكر بعض الدول الإقليمية، بما في ذلك الفلبين وفيتنام، مزاعم الصين في ما يتعلق بمطالبتها بمعظم بحر الصين الجنوبي، لكن بكين تقوم بتوسيع أنشطتها هناك، حيث تستصلح أراضي لتبني مطارات ومدارج ومنشآت أخرى.
ونقل موقع «ذي هيل» الإخباري في واشنطن عن مسؤول أميركي، لم يكشف عن اسمه، القول إن الجيش الصيني تواصل مع القاذفتين الأميركيتين، وطلب منهما الابتعاد عن الجزر، مشيرا إلى أن القاذفتين لم تستجيبا للطلب. فيما أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تحليق المقاتلتين فوق الجزر، غير أنه قال للصحافيين إنهما كانا في نطاق 12 ميلا بحريا بالقرب من جزر سبراتلي. وكانت الولايات المتحدة قد وجهت سفينتين حربيتين، إحداهما كانت تقل وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، في بحر الصين الجنوبي، في عملية وصفها البنتاغون بأنها عمليات «ملاحة حرة». فيما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أمس إنها «تحترم» هذه الحرية، ولكن في حال عدم استخدامها كذريعة لـ«تعريض استقلال الصين وأمنها» للخطر. وفي حين تطالب كل من فيتنام والفلبين، وتايوان وماليزيا، وبروناي، بالسيادة على أجزاء من البحر، قالت فيه وزارة الخارجية الإندونيسية أمس، إن جاكرتا طلبت من الصين توضيح مطالبها في بحر الصين الجنوبي، لكنها لم تتلق ردا، وذلك بعد يوم من تصريحات لقائد الأمن الإندونيسي قال فيها إن جاكرتا قد ترفع دعوى قضائية ضد بكين بشأن نزاع على جزر في البحر. وتخلت حكومة الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو عن صمتها المعتاد تجاه النزاع يوم الأربعاء، حينما قال لوهوت بانجيتان، قائد الأمن في إندونيسيا، إن بلاده قد تقيم دعوى أمام محكمة دولية إذا فشل الحوار في حل النزاع بشأن الجزر. وتأتي هذه الخطوة قبل زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى آسيا الأسبوع المقبل، وستتطرق إلى النزاعات على الأراضي مع قادة دول المنطقة التي تتنازع على جزر في بحر الصين الجنوبي الغني بالثروات، إذ قال البيت الأبيض إن الخلافات البحرية ستكون «قضية رئيسية» على أجندة لقاءات الرئيس أوباما مع قادة آسيا. إلا أنه قلل من احتمالات التوصل إلى «قواعد سلوك» لتخفيف التوترات.
وقالت مستشارة الأمن القومي سوزان ليلة أول من أمس، إن الادعاءات بالأحقية في بحر الصين الجنوبي، والتي أثارت خلافات بين الصين والولايات المتحدة، ستكون من القضايا الرئيسية التي سيناقشها أوباما خلال زيارته إلى الفلبين وماليزيا، مضيفة أن «هذه النقطة ستكون قضية رئيسية للنقاش في قمة شرق آسيا، وفي القمة بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والولايات المتحدة (وكلاهما في كوالالمبور)، وفي غيرها من المناسبات واللقاءات خلال زيارتنا إلى آسيا».
لكن ذلك يبدو متناقضا مع إصرار الصين على عدم مناقشة التوترات المتصاعدة خلال قمة آسيا والمحيط الهادي التي ستعقد في مانيلا الأسبوع المقبل.
وخلال زيارته إلى الفلبين سيقوم أوباما بجولة على منشأة بحرية بهدف تأكيد التزام بلاده بالأمن البحري في الفلبين، وسط حديث عن دفعة جديدة من المساعدات الأميركية. وأوضحت رايس أن الولايات المتحدة «ترى دائما أنه يجب حل هذه الخلافات بالطرق السلمية والقانونية.. ووضع وتطبيق قواعد سلوك يتفق عليها قادة المنطقة، وخصوصا الدول التي لها مطالب، سيكون خطوة إيجابية إلى الأمام». إلا أنها قالت إنها «لا تتوقع أن يكون ذلك إحدى نتائج زيارة أوباما الملموسة».
من جهتها، قالت وسائل إعلام يابانية أمس، إن البحرية اليابانية تراقب عن كثب مناطق قريبة من مجموعة من الجزر المتنازع عليها في بحري الصين الشرقي، بعدما أظهرت سفينة حربية صينية تحركات غير طبيعية. ونقلت وكالة «جيجي برس» الإخبارية عن مسؤولين بوزارة الدفاع، أن سفينة جمع الاستخبارات الصينية لم تدخل ما تعتبره اليابان مياهها الإقليمية بالقرب من الجزر، لكنها أبحرت مرارا من الشرق إلى الغرب والعكس بالقرب من منطقة متاخمة يومي الأربعاء والخميس. وتنظر اليابان إلى المنطقة المتاخمة لها بأنها تمتد 24 ميلا بحريا من سواحل جزر سينكاكو، التي تديرها اليابان، والتي تتنازع على ملكيتها أيضًا الصين وتايوان.
وذكرت «جيجي برس» أنه من منطلق عدم إظهار أي سفينة صينية مثل تلك التحركات غير المعتادة بالقرب من الجزر المتنازع عليها من قبل، فإن البحرية اليابانية تراقب الوضع عن كثب. وأفاد التقرير بأن اليابان أبلغت الصين عبر القنوات الدبلوماسية بحدوث تلك الواقعة، وبأن طوكيو مستنفرة.
واشنطن تجدد تحديها لبكين.. وترسل قاذفتين قرب جزر تطالب بها الصين
الخلافات البحرية ستكون قضية أساسية في أجندة زيارة أوباما الآسيوية
واشنطن تجدد تحديها لبكين.. وترسل قاذفتين قرب جزر تطالب بها الصين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة