مصادر أميركية: انتقال التحقيقات من مرحلة القنبلة إلى مرحلة واضعيها

نائب بلجنة الاستخبارات: اختراق الأمن في المطارات لا يكون إلا عبر الحصول على مساعدة من الداخل

مصادر أميركية: انتقال التحقيقات من مرحلة القنبلة إلى مرحلة واضعيها
TT

مصادر أميركية: انتقال التحقيقات من مرحلة القنبلة إلى مرحلة واضعيها

مصادر أميركية: انتقال التحقيقات من مرحلة القنبلة إلى مرحلة واضعيها

قال مسؤولون استخباراتيون أميركيون أمس إن تنظيم «أنصار بيت المقدس» المصري يمكن أن يكون وراء تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء قبل عشرة أيام، وإن التنظيم ربما استغل إجراءات أمنية ضعيفة في مطار شرم الشيخ، ووضع قنبلة داخل الطائرة، وإن التنظيم تعود على استغلال ضعف الإجراءات الأمنية في أوقات سابقة في أنحاء مختلفة من مصر.
وأشار المسؤولون الأميركيون، كما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز»، إلى الهجمات على مراكز الشرطة في القاهرة وفي المنصورة وفي غيرهما، وإلى أن بعض هذه الهجمات كان بتنسيق مع رجال شرطة تعاونوا مع التنظيم الإرهابي، وإلى أن وضع قنبلة على الطائرة الروسية في مطار شرم الشيخ قد تم بتعاون أشخاص يعملون في المطار.
يوم الثلاثاء، قال ويليام مكانتز، خبير الإرهاب في معهد «بروكينغز»، (في واشنطن العاصمة)، ومؤلف كتاب: «داعش.. نهاية العالم»: «إذا كان (داعش) وجد في سيناء شخصا يتعاون معه لوضع قنبلة على الطائرة الروسية، فهل فرح، أيضا، (داعش) في سوريا (بسبب وقوف روسيا مع الحكومة السورية)؟ أو هل فرحوا كلهم بعد التفجير حتى لا يبدو أنهم لم يلعبوا دورا فيه؟».
وأضاف مكانتز أن الانتقام من روسيا بسبب تأييدها الحكومة السورية ربما ليس عملا حكيما، وذلك لأن «روسيا تظل تضرب أعداء تنظيم داعش (المعارضة التي تؤيدها الولايات المتحدة)».
مساء الاثنين الماضي قال تلفزيون «سي بي إس» إن المسؤولين الاستخباراتيين الأميركيين انتقلوا من مرحلة أن قنبلة وضعت داخل الطائرة الروسية، إلى مرحلة البحث عن الذين وضعوها، وكيفية وضعها، وإن التركيز صار على «فرع (داعش) في سيناء».
وقال مسؤول للقناة التلفزيونية: «صار فرع (داعش) في سيناء واحدا من أنشط فروع (داعش). كان اسمه في الماضي (أنصار بيت المقدس)، قبل أن يعلن، في العام الماضي، الولاء لـ(داعش)». وأضاف: «دائما يركز الإرهابيون على المظالم المحلية، وذلك ليقدموا أنفسهم إلى المواطنين كأنهم حريصون على الدفاع عنهم، وبالتالي، يكسبون تأييدهم».
يوم الاثنين الماضي نقل تلفزيون «سي إن إن» تصريحات لمسؤولين أميركيين بأن هناك «صلة واضحة» بين تصريحات مقاتلين في «داعش» بأن التنظيم هو الذي أسقط الطائرة، وتسجيلات لاتصالات بين مقاتلي «داعش» في سيناء.
وقال المسؤولون إن الاستخبارات الإسرائيلية، التي تراقب سيناء بأقمار وطائرات تجسس، هي التي سجلت الاتصالات بين مقاتلي «داعش» حول الطائرة الروسية.
لكن قال المسؤولون إن هناك أسئلة مهمة تظل باقية؛ ومنها: إذا كان الإرهابيون وضعوا القنبلة على الطائرة الروسية، فكيف فعلوا ذلك؟ هل يوجد ضمان بألا يفعلوا ذلك مرة أخرى؟ هل يقدرون على ذلك، ليس فقط في شرم الشيخ، أو في مصر، ولكن في أي مطار في الشرق الأوسط؟ وهل يوجد ضمان بألا يستهدفوا طائرات أميركية أو بريطانية؟
ونقل تلفزيون «سي إن إن» على لسان واحد من المسؤولين أن هناك احتمالا بنسبة «99.9 في المائة» بأن قنبلة أسقطت الطائرة الروسية.
صارت هذه التصريحات متطورة جدا عما كان المسؤولون الأميركيون يقولون في الأسبوع الماضي.
في الأسبوع الماضي، تردد الرئيس باراك أوباما في إعلان سبب سقوط الطائرة. وقال إن «الوقت مبكر»، لكنه، بعد ثلاثة أيام، رجح أن قنبلة هي السبب. وقال، في مقابلة مع إذاعة «كى اي آر أو» في سياتل (ولاية واشنطن): «أعتقد أن هناك احتمالا بوجود قنبلة على متن الطائرة، ونحن ننظر إلى هذا الاحتمال نظرة جادة».
وأضاف أوباما: «نخطط لقضاء وقت طويل للتأكد من أن محققينا، ومجتمعنا الاستخباراتي، وصلوا إلى حقيقة ما حدث، قبل أن نصدر أي تصريحات نهائية. لكن، ممكن بالتأكيد وجود قنبلة داخل الطائرة».
في الأسبوع الماضي، أيضا، قال آدم شيف (ديمقراطي من ولاية كاليفورنيا)، وهو من قادة لجنة الاستخبارات في مجلس النواب: «توجد بالتأكيد دلائل على وجود قنبلة داخل الطائرة. لكن، يوجد احتمال خلل في الطائرة نفسها».
وأضاف، في مقابلة مع تلفزيون «إم إس إن بي سي»: «لم تصل أجهزة الاستخبارات إلى نقطة تأكيد أي افتراض».
وقال شيف، خلال مقابلة مع شبكة «إيه بي سي» الأميركية، إن هناك ما وصفها بـ«الأدلة المتزايدة» على أن سقوط الطائرة جاء نتيجة انفجار قنبلة، مضيفا: «الأمر لم يحسم بعد، لكن الأدلة تزداد، وأظن أن (داعش) قد وصل إلى قناعة بأن الطريقة المثلى لاختراق الأمن في المطارات لا تكون إلا عبر الحصول على مساعدة من الداخل».
وتابع بالقول: «في حال تأكد هذا الأمر (حصول تنظيم داعش على مساعدة من الداخل) فسيكون هناك عدد من المطارات الدولية مهددا بالتعرض لأمر مماثل، وسيكون علينا بالتالي تعزيز إجراءات الأمن الدفاعي فيها».
يوم الاثنين الماضي قال جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن المسؤولين الأميركيين أطلعوا المسؤولين في روسيا وفي مصر على المعلومات الأميركية عن أسباب سقوط الطائرة. وأشار إلى عدم وجود معلومات جديدة. وأضاف: «لكن، نعمل كل ما في وسعنا لمعرفة ملابسات هذا الحادث المأساوي.. ونشارك مع آخرين المعلومات المتوفرة عند المحققين.. كما تعرفون، يتولى المصريون والروس التحقيق في هذه القضية. وعندما يكون عندنا ما يمكن أن نشاركهم فيه، فإننا نفعل ذلك».
وقال إرنست: «اعتمادا على المعلومات التي جمعناها، لا يمكن أن نستثني ضلوع إرهابيين في الكارثة».
وقال إن الحكومة الأميركية «تكثف إجراءات الأمن في بعض المطارات»، وتخطط، بعد جمع معلومات كافية، «لإدخال تغييرات في نظام الأمن في المطارات العالمية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.