مطعم الاسبوع : مطعم «السلطان إبراهيم».. عنوان ثمار البحر في لبنان

فاز بجائزة الجودة من قبل منظمة السياحة وجامعة الدول العربيتين

مطعم السلطان إبراهيم وأجمل إطلالة بحرية
مطعم السلطان إبراهيم وأجمل إطلالة بحرية
TT

مطعم الاسبوع : مطعم «السلطان إبراهيم».. عنوان ثمار البحر في لبنان

مطعم السلطان إبراهيم وأجمل إطلالة بحرية
مطعم السلطان إبراهيم وأجمل إطلالة بحرية

حقق لبنان مرة جديدة خطوة متقدّمة وإضافية في عالم الخدمات والسياحة على صعيد منطقة الشرق الأوسط، بحيث فازت سلسلة مطاعم «السلطان إبراهيم» بجائزة الجودة من منظمة السياحة وجامعة الدول العربيتين.
فهذا المطعم الذي تأسس في عام 1961، وكان موقعه يومها في منطقة الجناح، ما لبث أن تطوّر لينقل اللقمة الطيبة في المطبخ اللبناني الخاص بأطباق السمك وثمار البحر واللحوم على أنواعها، لجيل جديد ذوّاقة تعلّق هو أيضًا بمائدته، فصارت بمثابة فسحة سياحية يقوم بها في عدد من المناطق اللبنانية (وسط بيروت وأنطلياس وجونية والأشرفية)، التي تحتضن فروع مطعم «السلطان إبراهيم» الأربعة.
ففي فرعه في الأشرفية المعروف بـ«ديوان السلطان»، يستقبل هذا المطعم المؤلّف من طابقين زبائنه من كلّ حدب وصوب، حول مائدة لبنانية تتضمن أكثر من 100 صنف من المازة الباردة والساخنة، مكونة من أشهى وأطيب الأطباق من اللحوم المشوية والنيئة. فتمتدّ أمام عينيك أصناف من الطعام تفتح الشهيّة، تبدأ بالحمّص بطحينة والمتبّل مرورا بالفتوش والتبولة وورق العنب القاطع (محشو بالأرز والخضار)، وصولا إلى النقانق والسجق وكبد الدجاج والكبّة الشمالية ورقائق الجبن والسمبوسيك (فطائر العجين المحشوة باللحم).
أما في فروعه الثلاثة الأخرى فقد اعتمد مطعم «السلطان إبراهيم» فيها تقديم لائحة طويلة من أطباق السمك (المشوي والمقلي)، إضافة إلى أنواع أخرى من ثمار البحر كالربيان والصبيدج والطاجن والأخطبوط وغيرها. وتأتي باقي أطباق المازة المشكّلة والمنوّعة، والمصنوعة من السمك كالـ«كبّة» المقلية والـ«سبرينغ رولز» و«فخارة الربيان» المتبّل بالفلفل، إضافة إلى أنواع سلطات لذيذة وكثيرة تمّ تحضيرها من «سلطعان البحر» و«الأخطبوط» وغيرهما.
ولعلّ ما ساهم في الحفاظ على مستوى المطبخ الراقي وجودة أطباقه، هو إدارته من قبل شركة «مجموعة رامي هولدينغ»، التي أخذت على عاتقها إكمال مسيرة من بدأها منذ أكثر من 50 عاما ووضعها على خريطة السياحة اللبنانية العربية والعالمية معا. فالسائح الذي يقصد لبنان لا بدّ أن يعرّج على أحد مطاعم «السلطان إبراهيم»، إما بدافع الحشرية لتناول أطباقه الذائعة الصيت، وإما لتعلّقه شخصيا باللقمة اللبنانية اللذيذة التي اعتاد تناولها فيه.
ولكن ماذا تعني جائزة الجودة؟ وكيف استطاع «السلطان إبراهيم» أن يحقق هذه الخطوة على الخريطة السياحية العربية، لا سيما أن لديه فرعين في دولتي الدوحة والكويت ويستعد لفتح ثالث لهما في دولة الإمارات العربية؟
يردّ طوني رامي صاحب المطعم ورئيس نقابة أصحاب المطاعم والملاهي والباتيسري في لبنان بالقول: «هذه الجائزة تعطى وفقا لدفتر شروط خاص بالمعايير الخاصة بالمطاعم، والمتعلّقة بطريقة العمل في المطعم والخدمة وجودة الطعام المقدّم فيه، إضافة إلى عناصر أخرى يتضمنها الكتيّب ذو الـ430 صفحة». وعما تحملها هذه الجائزة من معان بالنسبة إليه أجاب: «أريد أن أتحدّث هنا بصفتي نقيب أصحاب مطاعم فأقول إنها دلالة واضحة على أن لبنان، وعلى الرغم من كل الأزمات التي يمرّ بها القطاع الخاص فيه، ما زال قادرا على تحقيق النجاح تلو الآخر. فكما اختيرت مدينة جبيل عاصمة السياحة العربية لعام 2016، وتم تسمية وزير السياحة ميشال فرعون كرئيس لمنظمة السياحة العربية، فاز مطعم (السلطان إبراهيم) بجائزة الجودة العربية». ويتابع: «هذه الجائزة ترتكز على مجموع علامات يحصل عليها المرشّح من قبل لجنة التحكيم المشرفة عليها، وتشمل الشهرة التجارية وثقة الزبائن بالمطعم، وهما من الأمور التي نتمتّع بها في مطعم (السلطان إبراهيم) منذ أكثر من 50 عاما، إضافة إلى عناصر أخرى تصبّ في سلامة وصحة الغذاء».
ومن المتوقّع أن يفتتح مطعم «السلطان إبراهيم» فرعا جديدا له في وسط بيروت يمتدّ على مساحة 1800 متر، بحيث ينتقل هذه المرة من منطقة «ستاركو» حيث كان في السابق إلى منطقة الأسواق التجارية وسط بيروت.
ويؤكّد طوني رامي أنه ما من نجاح يمكن أن يتحقق إلا بالعمل الدؤوب، والمتابعة الدائمة. ويقول: «نحن معروفون بمطبخنا الذي يفي بشروط السلامة الغذائية المطلوبة، وقد حرصنا على أن تتمتّع جميع مطابخنا بنفس طريقة العمل وأسلوب تحضير الأطباق، مما جعل لقمتنا ذات مذاق واحد في جميع فروع المطعم».



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».