هبوط اضطراري لطائرة شحن عسكرية بحضرموت ومحاكمة قتلة دبلوماسي سعودي

اليمن: اغتيال عقيدين في صنعاء والبيضاء ونجاة ثالث في إب

هبوط اضطراري لطائرة شحن عسكرية بحضرموت ومحاكمة قتلة دبلوماسي سعودي
TT

هبوط اضطراري لطائرة شحن عسكرية بحضرموت ومحاكمة قتلة دبلوماسي سعودي

هبوط اضطراري لطائرة شحن عسكرية بحضرموت ومحاكمة قتلة دبلوماسي سعودي

اغتال مسلحون مجهولون، أمس، ضابطا بارزا في القوات الجوية، في وقت لقي فيه ضابط آخر مصرعه على يد مسلحين في محافظة البيضاء بوسط البلاد.
وقالت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، إن العقيد علي الحطابي، قائد كتيبة الأطقم المتحركة في الشرطة الجوية لقي مصرعه على يد مسلحين مجهولين في منطقة جبل النبي شعيب، في غرب العاصمة صنعاء، في حين أصيب ثلاثة من زملائه في إطلاق النار الذي استهدفهم عندما كانوا في مهمة عسكرية، وفي مدينة رداع بمحافظة البيضاء قال مصدر أمني، إن مدير أمن مديرية الشرية صادق محمد علي الحداد لقي مصرعه وجرح مدير المباحث الجنائية العقيد نصر الرداعي عندما فتح مسلحان يستقلان دراجة نارية النار على المسؤولين الأمنيين، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن مصدر أمني قوله، إن «المسلحين أطلقا الرصاص بشكل مكثف على الشهيد الحداد والعقيد الرداعي أثناء ما كانا على متن طقم أمن المديرية بالقرب من فرزة رداع بالشارع العام، قبل أن يلوذا بالفرار». وأشار المصدر إلى أن «الأجهزة الأمنية باشرت التحقيق في الحادث لكشف هوية الجناة تمهيدا لتعقبهم حتى يجري ضبطهم وتقديمهم للعدالة».
وفي محافظة إب، أصيب العقيد أحمد الحداد، مدير قسم شرطة المنطقة الشرقية، برصاص مسلحين مجهولين وسط المدينة، وأشارت المصادر إلى أن المسؤول الأمني نقل إلى المستشفى في حال خطرة.
من ناحية أخرى، أفادت مصادر رسمية بأن طائرة شحن عسكرية نوع «أنتينوف» هبطت اضطراريا في منطقة المسيلة في محافظة حضرموت، وأشارت المصادر إلى أن الطائرة هبطت بسلام دون أن تقع أي إصابات في صفوف طاقم الطائرة، ونفى مصدر عسكري مسؤول الأنباء التي تحدثت عن سقوط طائرة عسكرية في حضرموت.
على صعيد آخر، واصلت محكمة أمن الدولة والإرهاب الجزائية المتخصصة محاكمة المتهمين في قضية قتل الدبلوماسي السعودي، خالد شبيكان العنزي ومرافقه جلال مبارك شيبان واختطاف المعلمة السويسرية، سيلفيا أبراهات واقتحام ونهب فرع بنك التسليف الزراعي بمحافظة الحديدة، ووجهت نيابة أمن الدولة الاتهام لعدد من الأشخاص بتشكيل عصابة مسلحة تتبع تنظيم القاعدة والقيام بـ«بأعمال إجرامية تستهدف الأجانب والدبلوماسيين العرب والموطنين واختطافهم لمصلحة التنظيم». وأضاف قرار الاتهام أن المتهمين قاموا «بالتخطيط والتنفيذ لنهب الممتلكات العامة، والخاصة، بالإضافة إلى مقاومة رجال السلطة العامة، والقيام بأعمال القتل والتخريب، وأنهم أعدوا لذلك الأغراض اللازمة من أسلحة نارية ووسائل اتصال، وبدلات عسكرية وبطاقات مزورة».



مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان
TT

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

لم يصدف في التاريخ أن كانت الحرب معزولة عن السياسة. فالحرب هي السياسة، لكن بوسائل أخرى، حسب كارل فون كلوزفيتز. والحرب تُخاض لأهداف سياسية بحتة، شرط أن تكون هذه الأهداف قابلة للتحقيق. والعكس قد يعني أن استراتيجيّة الحرب المرسومة سوف تناقض طبيعتها. فاستراتيجيّة الحرب بشكل عام، هي تلك الطريقة (الكيف في التنفيذ) التي تربط الأهداف بالوسائل، شرط التوازن بين الاثنتين.
أن تدخل الحرب بثقة زائدة، متجاهلاً الكثير والكثير من متطلّبات النجاح، لهو أمر قاتل. وأن تدخل الحرب ومفتاح نجاحها بيد الأعداء، لهو أمر يعكس السطحيّة الاستراتيجيّة للمخطّطين. لكن المصيبة تكمن، بالثمن المدفوع لأي تعثّر. فمن يرِدْ أن يكون قوّة عظمى فعليه تجميع عناصر القوّة لمشروعه.
وإذا تعذّر ذلك، فعليه ابتكار استراتيجيّة فريدة من نوعها، تجمع «القوّة الطريّة» مع القوّة الصلبة، بهدف التعويض عن أيّ نقص من عناصر القوّة.

فشل منظومة بوتين
لردع الغرب!
لم يستطع الرئيس بوتين وبعد سنة على عمليته العسكريّة في أوكرانيا، تركيب منظومة ردعيّة فاعلة وقادرة على تسهيل حربه. بكلام آخر، لم تنفع استراتيجيّته والمُسمّاة استراتيجيّة الرجل المجنون (Mad Man Theory)، في ردع الغرب. فهو أراد حماية حربه التقليديّة بمظلّته النوويّة، مُظهراً نفسه لاعباً غير عقلانيّ (Irrational). فمن التهديد النوويّ المتكرّر من قبله، ومن قبل الرئيس الروسي السابق ميدفيديف، إلى وزير الخارجيّة سيرغي لافروف. كان ردّ الغرب عبر اتباع استراتيجيّة القضم المُتدرّج لخطوط بوتين الحمراء.
وللتذكير فقط، استعمل الرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون، وبالتعاون والتنسيق مع هنري كيسنجر، استراتيجيّة الرجل المجنون في حربه على فيتنام. فصوّر نيكسون نفسه آنذاك على أنه لاعب غير عقلاني قد يذهب إلى استعمال النووي في حال لم تلبَّ مطالبه، وذلك مقابل حركيّة كيسنجر العقلانيّة لإيجاد مخرج من مستنقع فيتنام.

من يريد كلّ شيء، قد
لا يحصل على شيء
وضع الرئيس بوتين لنفسه أهدافاً تعجيزيّة. من طلبه عودة وضع حلف «الناتو» إلى منتصف التسعينات، إلى إلغاء الدولة الأوكرانيّة، وضمّها إلى روسيا على أنها جزء لا يتجزّأ من مناطق النفوذ الروسيّ، إلى قيادة الانتفاضة العالميّة ضد الإمبرياليّة الأميركيّة، إلى رسم نظام عالميّ جديد تكون فيه روسيا لاعباً كونيّاً وقوّة عظمى على غرار أميركا والصين. كلّ ذلك، باقتصاد ودخل قوميّ يوازي الدخل القومي لمدينة نيويورك. كل ذلك مع تصنيع حربيّ متواضع، يعود أغلبه إلى أيام الاتحاد السوفياتيّ، ودون تصنيع محلّي للشرائح الذكيّة، التي تعد حيويّة لتشغيل أسلحة القرن الحادي والعشرين. كل ذلك مع جيش أغلبه من الأقليات التي تعيش في المناطق النائية وعلى هامش حياة الشعب الروسي في المدن الرئيسّية. جيش لا يحسن القتال المشترك للأسلحة (Combined). جيش مؤلّف من عدّة جيوش، منها الجيش الروسيّ الرسمي، إلى الفرق الشيشانيّة، وحتى شركة «فاغنر» الخاصة. حتى إن هذه الجيوش لا يقاتل بعضها مع بعض، وهي ليست على وفاق، لا بل تتصارع علناً، إن كان حول الاستراتيجيات العسكريّة، أو حتى في طريقة إدارة الحرب. جيش لم يخطط للسيناريو السيّئ، فوقع في فخ الرضا المسبق عن الذات.
بوتين الحائر
بين الاستراتيجيّة والتكتيك
في المرحلة الأولى للحرب حول كييف، خسر بوتين في الاستراتيجيّة والتكتيك. غيّر الاستراتيجيّة وتوجّه نحو إقليم الدونباس فحقق نجاحات تكتيكيّة، لكنها لم تُصَب وتتراكم لتؤمّن النجاحات الاستراتيجيّة.
بعد الدونباس، خسر الرئيس بوتين التكتيك في إقليم خاركيف، كما أجبر على الانسحاب من مدينة خيرسون. وبذلك، تراكمت الخسائر التكتيكيّة والاستراتيجيّة على كتف الرئيس بوتين لتعيده إلى مربّع الخسارة الأول حول العاصمة كييف.

التقييدات على سلوك بوتين
في المرحلة المقبلة
• لا يمكن للرئيس بوتين أن يخسر مرّتين متتاليتين في أوكرانيا.
• فالخسارة تعني بالحدّ الأدنى الإطاحة به سياسياً، حتى ولو لم تتظهّر معارضة داخلية حتى الآن.
• تاريخيّاً، لا مكان للضعفاء في الكرملين. فكلمة الكرملين وهي من أصل تتريّ، تعني القلعة المُحصّنة. وكلّما كان هناك تعثّر عسكريّ روسي في الخارج، كان التغيير السياسي في الداخل النمط المعتاد.
• لا بد للرئيس بوتين من تقديم نصر عسكريّ للداخل الروسي، حتى لو كان محدوداً. وقد يكون هذا النصر في إقليم الدونباس أولاً، وفي إقليم زابوريجيا ثانياً. فهو قد ضمّ هذين الإقليمين إلى جانب إقليم خيرسون.
• لكن السيطرة على الأقاليم الثلاثة: الدونباس وزابوريجيا وخيرسون، بأكملها، ليس بالأمر السهل، وذلك استناداً إلى التجارب السابقة مع الجيش الروسيّ. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لم يستطع الجيش الروسي، و«فاغنر» إسقاط مدينة بخموت حتى الآن، وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على العمليّة العسكريّة حولها.

المنتظر من بوتين
• بدل النوعيّة أغرق الرئيس بوتين الجبهات بالكميّة، خصوصاً من العسكر الجديد. ألم يقل الزعيم السوفياتي الراحل جوزيف ستالين: «إن للكميّة نوعيّة بحد ذاتها؟»، وبذلك يحاول بوتين اختبار جاهزيّة الانتشار الأوكراني على طول الجبهة لرصد نقاط الضعف.
• تقول المعلومات إن الجيش الروسي قد حشد كثيراً من الطائرات الحربيّة والطوافات على حدود أوكرانيا استعداداً لاستعمالها في المعركة المقبلة، خصوصاً أن جاهزيّة السلاح الجويّ الروسي تتجاوز نسبة 80 في المائة.
• كما تقول المعلومات إن التجمعات العسكريّة بدأت تظهر داخل الأراضي الروسيّة خصوصاً في مدينة كورسك، التي تقع خارج مدى راجمات «الهايمرس».
• يحاول الرئيس بوتين استرداد زمام المبادرة من يد الجيش الأوكراني، وذلك استباقاً لوصول المساعدات الغربيّة، خصوصاً الدفاعات الجويّة ودبابات القتال الرئيسيّة.
• وأخيراً وليس آخراً، قد يحاول الرئيس بوتين زرع الفوضى في المحيط الجغرافي لأوكرانيا، إن كان في مولدوفا، أو انطلاقاً من إقليم كاليننغراد الروسي والواقع على بحر البلطيق. هذا عدا إمكانيّة ضرب خطوط الإمداد لأوكرانيا على ثلاثة ممرات بريّة؛ تمرّ عبر كل من: سلوفاكيا ورومانيا وبولندا.
في الختام، هذه هي صورة الجبهّة الروسيّة. لكن رقصة «التانغو» بحاجة إلى شخصين كي تكتمل. فكيف ستكون عليه الجاهزيّة الأوكرانيّة؟ خصوصاً أننا عاينّا في هذه الحرب نماذج الحرب من العصر الزراعي، كما من العصر الصناعي، ودون شكّ من العصر التكنولوجيّ.
بعد عام على الحرب... هل باتت روسيا أكثر أمناً؟
مستقبل الحرب... واحتمالات توسعها وخروجها عن السيطرة
كيف أساءت روسيا تقدير موقف ألمانيا؟
أوروبا... تساؤلات حول مآلات الدعم لأوكرانيا
الأزمة... والدور «المشلول» لمجلس الأمن